تقدّم لها شاب غني ابن أحد أمراء المنطقة، ففاتَحَها والدها بالموضوع، لكنّها أبلغته بطريقة ذكيّة عدم رغبتها بالزواج. إلّا أنّ والدها لاحظ بعد فترة تبدّلًا جذريًّا في سلوكها. واكتشف لاحقًا أنّها حطّمت تماثيل الأوثان في قصره، فانكبّ عليها ضربًا وتجريحًا. وبعد أيّام، فاتحها مرّةً أخرى بأمر تزويجها، إلّا أنّها رفضت، معلنةً أنها قد وهبت نفسها للربّ يسوع. فخرج عن طوره وكاد أن يقتلها، معتبرًا كلامها إهانة له ولدينه الوثنيّ.
هربت بربارة، صوب الحقول، فجعلت العناية الإلهيّة سنابل القمح تنمو وتغطّيها. ومن ثمّ رسمت على وجهها بالفحم الأسود، محاولةً إخفاء ذاتها عن أبيها. لكنّه أمسكها، وأخذها إلى الحاكم مركيانوس فأمر هذا الأخير بسجنها وتعذيبها.
وبينما كانت تناجي يسوع، في السجن، ظهر لها وشفاها من جراحها. وحين علم الحاكم أنّ جراحها قد شُفيت، قال لها: «إنّ الآلهة الوثنيّة قد ضمّدت جراحك». فأجابته: «إنّ الذي شفاني هو المسيح».
عندئذٍ، غضب الحاكم وأمر بقطع رأسها. وهكذا قادها والدها إلى جبل عالٍ، فركعت بربارة على الأرض، وضمّت يديها إلى صدرها بشكل صليب وأحنت رأسها للسيف. فقطع أبوها عنقها به، وتُوّجت بإكليل النصر الأبديّ.
لنتمسّك بإيماننا المسيحيّ، ونُدافع عنه على مثال القديسة بربارة، فلا نهاب الاستشهاد حبًّا بالمسيح.