![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الوَيلُ لكِ يا كُورَزِين! الوَيلُ لكِ يا بَيتَ صَيدا! فلَو جَرى في صورَ وصَيدا ما جَرى فيكُما مِنَ المُعجِزات، لَأَظهَرتا التَّوبَةَ مِن زَمَنٍ بَعيد، فلَبِستا المُسوحَ وقَعَدتا على الرَّماد "لَبِسْتَا الْمَسُوحَ وَقَعَدَتَا عَلَى الرَّمَادِ" تُشِيرُ إِلَى حَالَةِ الِاعْتِرَافِ بِالْخَطِيئَةِ وَالرُّجُوعِ إِلَى التَّوْبَةِ؛ إِذْ يَدُلُّ اللُّبْسُ بِالْمَسُوحِ (أَوِ الْعَبَاءَةِ الْمُمَزَّقَةِ) وَالْجُلُوسُ عَلَى الرَّمَادِ عَلَى حَالَةِ نَدَمٍ عَمِيقٍ وَاسْتِعْدَادٍ لِلتَّوْبَةِ، كَمَا كَانَ السُّلُوكُ الْمُعْتَادُ فِي الثَّقَافَةِ النَّبِيلَةِ، لِلإِظْهَارِ الْعَامِّ لِلنَّدَمِ (كَمَا فِي التَّقَالِيدِ الْيَهُودِيَّةِ الْقَدِيمَةِ). وَقَدْ أَقَرَّ يَسُوعُ بِأَنَّ كِرَازَتَهُ وَمُعْجِزَاتِهِ لَمْ تُفْضِ دَائِمًا إِلَى التَّوْبَةِ، وَالْسَّبب فِي ذَلِكَ هُوَ تَمَسُّكُ تِلْكَ الْمُدُنِ بِالْعَالَمِ وَشَهَوَاتِهِ، مِمَّا يَجْعَلُهَا غَيْرَ قَادِرَةٍ عَلَى الِاسْتِجَابَةِ لِلنِّدَاءِ الإِلَهِيِّ. وَهَذَا مَا يُؤَكِّدُهُ يَسُوعُ حِينَ يَقُولُ: "مَا مِنْ خَادِمٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ لِسَيِّدَيْنِ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ أَحَدَهُمَا وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلَزِّمَ أَحَدَهُمَا وَيَزْدَرِيَ الآخَرَ؛ فَأَنْتُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَعْمَلُوا لِلهِ وَلِلْمَالِ" (لوقا 16: 13). نَرَى أَنَّ الرِّسَالَةَ الإِنْجِيلِيَّةَ تَسْتَعْمِلُ تَعَابِيرَ قَوِيَّةً وَرَمْزِيَّةً لِإِدَانَةِ رَفْضِ الْمُدُنِ الْبَشَرِيَّةِ لِبَلَاغِ الإِنْجِيلِ، مُقَدِّمَةً نِدَاءً حَقِيقِيًّا لِلتَّوْبَةِ وَالرُّجُوعِ إِلَى اللهِ. فَالْمَسْؤُولِيَّةَ الْفَرْدِيَّةَ وَالْجَمَاعِيَّةَ فِي اسْتِقْبَالِ كَلِمَةِ الْخَلَاصِ أَمْرٌ حَاسِمٌ، وَفِي حِينِ أَنَّ الْمَسِيحَ كَانَ شَاهِدًا عَلَى مُعْجِزَاتِهِ، فَإِنَّ رَفْضَهُ لِلْإِنْجِيلِ يُفَسِّرُ بِجَلَاءٍ الْمَكَانَ الَّذِي يَجْدُرُ أَنْ يَتَحَلَّى بِهِ قَلْبُ الإِنْسَانِ بِالإِيمَانِ وَالْخُضُوعِ لِنِدَاءِ الْمَلَكُوتِ. |
![]() |
|