![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أَقولُ لَكم: إِنَّ سَدومَ سَيَكونُ مصيرُها في ذلكَ اليَومِ أَخفَّ وَطأَةً مِن مَصيرِ تِلكَ المَدينَة "أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصِيرِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ"، فَتُشِيرُ إِلَى أَنَّ دَيْنُونَةَ الْمَدِينَةِ الَّتِي تَرْفُضُ الْبِشَارَةَ تَكُونُ أَشَدَّ مِنْ دَيْنُونَةِ سَدُومَ نَفْسِهَا، رَغْمَ بِشَاعَةِ مَا فَعَلَتْهُ سَدُومُ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ سَدُومَ لَمْ تَسْمَعِ الإِنْجِيلَ، بَيْنَمَا الْمُدُنُ الْمُشَارُ إِلَيْهَا – كُورَزِين، وَبَيْتُ صَيْدَا، وَكَفْرَنَاحُوم – قَدْ سَمِعَتْ، وَشَهِدَتْ، وَرَأَتْ، وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ تُؤْمِنْ. فَكُلَّمَا ازْدَادَتْ نِعَمُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ الْمُعْلَنَةُ بِوُضُوحٍ، ازْدَادَتْ مَعَهَا الْمَسْؤُولِيَّةُ. فَرَفْضُ الْبِشَارَةِ بَعْدَ سَمَاعِهَا يُضَاعِفُ الدَّيْنُونَةَ، لِأَنَّ الإِنْسَانَ يَرْفُضُ الْحَقَّ وَهُوَ يَعْرِفُهُ، كَمَا قَالَ يَسُوعُ: "لَوْ لَمْ آتِ وَأُكَلِّمْهُمْ، لَمَا كَانَتْ لَهُمْ خَطِيئَةٌ. أَمَّا الآنَ، فَلَيْسَتْ لَهُمْ مَعْذِرَةٌ عَنْ خَطِيئَتِهِمْ" (يوحنّا 15: 22). وَتُعْتَبَرُ هَذِهِ الآيَةُ رِثَاءً نَبَوِيًّا يُوَجِّهُهُ يَسُوعُ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ لَا تَقْبَلُ بَلَاغَ الإِنْجِيلِ الطَّاهِرِ. إِنَّهُ لَيْسَ فَقَط تَحْذِيرًا، بَلْ حُزْنٌ عَمِيقٌ عَلَى انْغِلَاقِ الْقَلْبِ الْبَشَرِيِّ أَمَامَ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. وَيَسْتَهْدِفُ هَذَا الرِّثَاءُ خُصُوصًا مُدُنَ الْجَلِيلِ الْوَاقِعَةِ عَلَى الشَّاطِئِ الشِّمَالِيِّ مِنْ بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ، الَّتِي رَأَتْ مُعْجِزَاتِ يَسُوعَ وَسَمِعَتْ تَعَالِيمَهُ، وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ تُؤْمِنْ بِهِ، فَاسْتَحَقَّتْ تَوْبِيخًا أَقْسَى مِنْ سَدُومَ. وَهَكَذَا، يَكْشِفُ يَسُوعُ أَنَّ الدَّيْنُونَةَ لَا تُبْنَى فَقَط عَلَى فِعْلِ الْخَطِيئَةِ، بَلْ بِالأَكْثَرِ عَلَى رَفْضِ النِّعْمَةِ بَعْدَ أَنْ يُقَدَّمَ الْخَلَاصُ. كَمَا قَالَ: "الْوَيْلُ لَكِ يَا كَفْرَنَاحُوم... لَوْ حَدَثَتِ الْقُوَّاتُ الَّتِي جَرَتْ فِيكِ فِي سَدُومَ، لَبَقِيَتْ إِلَى الْيَوْمِ" (متى 11: 23). |
![]() |
|