![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "فقال منوح لامرأته نموت موتًا لأننا قد رأينا الله. فقالت له امرأته: لو أراد الرب أن يميتنا لما أخذ من يدنا محرقة وتقدمة، ولما أرانا كل هذه، ولما كان في مثل هذا الوقت أسمعنا مثل هذه" [22-23]. لقد تعلم منوح من موسى أنه لا يستطيع أحد أن يرى الله ويعيش (تك 32: 30؛ خر 33: 20). لكن امرأته أدركت أن الله برحمته أظهر نفسه لا ليميتهما بل ليقبل محرقتهما وتقدمتهما ويريهما بعضًا من أسراره ويهبهما مواعيده. أظهر نفسه قدر ما تحتمل بصيرتهما أن تنظره، حتى ينعما بما هو لخلاصهما وبنيانهما. وكما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم على لسان الله نفسه: [لا أُعلن جوهري ذاته، إنما أتنازل (في رؤى) بسبب ضعف هؤلاء الذين يرونني]. رأت امرأة منوح في الرؤيا ثلاث أمور: الله يقبل المحرقة والتقدمة علامة رضائه عليهما، وأنه أراهما كل هذه الأسرار علامة قدرته الفائقة التي لا تحد، واسمعهما وعده لهما بإنجاب ابن نذير له علامة حبه لهما. بعد هذه الرؤيا ولدت امرأة منوح ابنًا دعته "شمشون". يرى القديس جيروم أن الكلمة مشتقة من "شمس" و"أون" (أي قوة)، وكأن اسمه يعني (قوة الشمس). ويرى البعض أنها تعني (شمسي)، وآخرون أنها تعني (قوي) مشتقة من كلمة "شمم". تمتع منوح وامرأته بهذا المولود الذي جاء رمزًا لشمس البر، المخلص الحقيقي، يسوع المسيح، وكما يقول الكتاب: "ابتدأ روح الرب يحركه" [25].. |
![]() |
|