![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() زوجة منوح "هصلفوني" وهو اسم عبري يعني (يعطي الظل عليّ). إن كان منوح يُشير إلى النفس التي وجدت نياحها أو راحتها في الرب بالروح القدس، فإن هصلفوني تُشير إلى الجسد الذي ينعم بظل الصليب عليه، فلا يمثل ثقلًا، ولا يبقى عقيمًا، ولا يأتي بثمر من ذاته بحسب الطبيعة إنما ينال خلال الوعد الإلهي ثمرًا روحيًا فائقًا هو "شمشون" الحقيقي أي (الشمس) الحقيقية... بتجلي السيد المسيح شمس البر فينا. "فتراءى ملاك الرب للمرأة، وقال لها: ها أنتِ عاقر لم تلدي، ولكنك تحبلين وتلدين ابنًا" [3]. كانت المرأة في عيني إخوتها موضع عار، لكنها في عيني الله تستحق أن يظهر لها في شكل ملاك، قدر ما تحتمل الرؤية. وها هو يبشرها بنفسه: "ها أنتِ عاقر لم تلدي، ولكنكِ تحبلين وتلدين ابنًا"، وكأنه يؤكد لها أنها حسب الطبيعة لا تقدر بذاتها أن تنجب، لكن ما تناله هو ثمرة وعده الإلهي ومحبته. أمرها ملاك الرب ألاَّ تشرب خمرًا أو مسكرًا، أي لا تشرب أي مادة تسكرها سواء من عصير العنب أو غير العنب؛ وألاَّ تأكل شيئًا نجسًا... وكأن الرب كان يهيئ لشمشون جوًا مقدسًا وهو بعد جنين في أحشاء أمه! هذا المنع لم يكن في عيني الأم حرمانًا بل مشاركة مفرحة لجنينها الذي دُعي للعمل وتهيئه له وهو بعد في الأحشاء ! بشرها ملاك الرب: [فها أنتِ تحبلين وتلدين ابنًا ولا يعلُ موسى رأسه، لأن الصبي يكون نذيرًا لله من البطن، وهو يبدأ يخلص إسرائيل من الفلسطينيين] [5]. إن كان النذير بوجه عام يرمز للسيد المسيح، الممسوح لخلاصنا، فيه يشتم الآب رائحة الرضا نيابة عن المؤمنين جميعًا، لذلك فهو يمثل الرأس الذي لا يُنزع عنه المؤمنون به كشعر رأس يتحدون به ويحيون. لهذا "لا يعلُ موسى رأسه"، حتى لا ينزع المؤمنون عن الرأس. انطلقت المرأة تخبر رجلها بما رأت وما سمعت، فوصفت له ملاك الرب الذي ظهر على شكل بشري حتى تقدر أن تعاينه وتسمع له وتتحدث معه، وقد وصفته أنه: "كمنظر الله مرهب جدًا" [6]. تحدثت مع رجلها بثقة عجيبة في كلمات ملاك الرب ولم تتشك كسارة أمها. لقد ألهبت قلب رجلها نحو رؤيته حتى سأل الله أن يرسله ثانية ويتحدث معه. |
![]() |
|