
يوم أمس, 12:55 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
فإن كانَ فيهِ ابنُ سَلام، فسَلامُكُم يَحِلُّ بِه، وإِلاَّ عادَ إِلَيكُم
"وَإِلَّا عَادَ إِلَيْكُمْ"، فَتُشِيرُ إِلَى أَنَّ السَّلَامَ الَّذِي يُقَدَّمُ لَا يَضِيعُ سُدًى، وَإِنْ لَمْ يُقْبَلْ، فَإِنَّهُ يَعُودُ عَلَى صَاحِبِهِ بَرَكَةً وَسَلَامًا. فَالْمُرْسَلُ لَا يَخْسَرُ شَيْئًا إِنْ رُفِضَ، بَلْ يَحْفَظُ نِعْمَةَ اللهِ فِي قَلْبِهِ، كَمَا يُؤَكِّدُ يَسُوعُ لَاحِقًا: "مَنْ سَمِعَ إِلَيْكُمْ، سَمِعَ إِلَيَّ، وَمَنْ رَذَلَكُمْ، رَذَلَنِي" (لوقا 10: 16). وَيُفْهَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ سَلَامَ الْمَسِيحِيِّ هُوَ عَطِيَّةٌ، لَا تَفَاوُضٌ، وَهُوَ يُعْطَى بِالْمَجَّانِ، لَا عَنْ اسْتِحْقَاقٍ بَشَرِيٍّ. وَلَكِنْ، فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ، لَا يُفْرَضُ عَلَى أَحَدٍ. فَالتَّحِيَّةُ الَّتِي يَحْمِلُهَا التِّلْمِيذُ لَيْسَتْ مِنْ ذَاتِهِ، بَلْ مِنَ الْمَسِيحِ نَفْسِهِ، "رَجُلِ السَّلَامِ" (أشعيا 9: 5)، وَهِيَ تَحِيَّةٌ تَحْمِلُ بُعْدَيْنِ: سَلَامٌ بَاطِنِيٌّ: مَنْ يَلْتَقِي بِالْمَسِيحِ الْحَقِيقِيِّ، تُنْتَزَعُ مِنْهُ الْمَخَاوِفُ، وَيَغْمُرُهُ رَجَاءٌ دَاخِلِيٌّ لَا يُزَعْزَعُ، لِأَنَّ سَلَامَ الْمَسِيحِ لَا يُعْطِي كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ (يوحنّا 14: 27). وَسَلَامٌ خَارِجِيٌّ: فَالْمَسِيحِيُّ الَّذِي نَالَ هَذَا السَّلَامَ، يَحْمِلُهُ إِلَى الآخَرِينَ، وَيَصِيرُ رَسُولًا وَوَاسِطَةً لِنَقْلِ حُضُورِ الْمَسِيحِ الْقَائِمِ. وَهَكَذَا، لَا تَتَوَقَّفُ مُهِمَّةُ التِّلْمِيذِ عَلَى إِبْلَاغِ التَّعْلِيمِ، بَلْ عَلَى نَقْلِ السَّلَامِ نَفْسِهِ، وَهُوَ سَلَامٌ يُغَيِّرُ الْقُلُوبَ وَالْبُيُوتَ وَالْمُجْتَمَعَاتِ.
|