القديس أمبروسيوس: [الندى الذي على الجزة هو الإيمان الذي كان في اليهودية، لأن كلمة الله تنزل كندى. يقول موسى: [ليهطل كمطر تعليمي ويقطر كالندى كلامي] (تث 32: 2). هكذا عندما كان العالم كله جافًا بسبب حرارة الخزعبلات التي للأمم غير المثمرة، كان ندى الافتقاد السماوي ينزل على الجزة، أي في اليهودية. ولكن بعد أن رفضت "خراف... إسرائيل الضالة" (مت 15: 24) -حتى كما أظن قد رُمز إليها بجزة الصوف- ينبوع المياه الحية جف ندى الإيمان في قلوب اليهود وتحول المجرى الإلهي إلى قلوب الأمم. لهذا السبب فإن العالم كله الآن مرطب بندى الإيمان أما اليهود فحطموا أنبيائهم ومرشديهم. لا عجب إن كانوا الآن يخضعون لجفاف عدم الإيمان، فقد حرمهم الرب الإله من مطر الأنبياء المستمر، قائلًا: "أوصي الغيم إن لا يمطر عليه (على ذلك الكرم) مطرًا" (إش 5: 6). مكرّم هو مطر السحابة النبوية، وكما قال داود: "ينزل مثل المطر على الجزاز ومثل الغيوث الذارفة على الأرض" (مز 72: 6). لقد وعدتنا الكتب المقدسة بهذا المطر أن ينزل على العالم كله ويرويه عند مجيء ربنا ومخلصنا بندى الروح الإلهي. وقد جاء الندى بالفعل، وأيضًا المطر. جاء الرب ومعه الأمطار السماوية. لهذا من كان عطشانًا من قبل فليأتِ الآن ليشرب من الروح الإلهي الداخلي. هذا هو ما سبق فرآه جدعون، أن قبائل الأمم تشرب بالإيمان الثمين من الندى السماوي الحقيقي].