كان أهود رجلًا أعسرًا أي يعمل بيده اليسرى، وقد جاء الأصل العبري بمعنى أنه (رجل مغلق اليد اليمنى) أما الترجمات الأخرى فتعني أنه يعمل بيده اليسرى بمنزلة اليمنى.
يقول المؤرخ يوسيفوس أن أهود كان ماهرًا في استعمال يده اليسرى تكمن فيها كل قوته.
وفي مناظرات القديس يوحنا كاسيان قدم لنا الأب تادرس مفهوما روحيًا لاستخدام اليد اليسرى، إذ يقول: [(الرجل الكامل) يشبه في الكتاب المقدس بالأشول... يستخدم يده اليسرى كما لو كانت اليمنى. ويمكننا أن ننال هذه القوة باستخدامنا الأشياء السارة استخدامًا سليمًا ومفيدًا، هذه التي هي لليمين، واستخدامنا الأشياء المؤلمة التي هي لليسار استخدامًا حسنًا "سلاحًا للبر" كقول الرسول: الإنسان الداخلي له جانبان، أو بمعنى آخر "يدان"، فلا يستطيع أي قديس أن يعمل من غير أن يستعمل يده اليسرى وبهذا يظهر كمال الفضيلة. فالإنسان الماهر يقدر أن يحوّل كل يد له إلى "يد يمينية"... أستطيع أيضًا أن أقول بأن يوسف كان رجلًا أشولًا، ففي أفراحه كان عزيزًا جدًا عند والديه، محبًا لإخوته، مقبولًا لدى الله؛ وفي ضيقاته كان عفيفًا، مؤمنا بالله، وفي سجنه كان أكثر شفقة على المسجونين، متسامحًا مع المخطئين، صافحًا عن أعدائه... إن هؤلاء الرجال (أيوب ويوسف وغيرهما) وأمثالهم بحق يُدعى كل منهم رجلًا أشول، إذ يقدرون أن يستخدموا كل يد لهم كأيدٍ يمينية، قائلين بحق: "بسلاح البر لليمين ولليسار، بمجد وهوان، بصيت رديء وصيت حسن..." (2 كو 6: 7-8). ويتحدث سليمان في سفر نشيد الأنشاد عن اليد اليمنى واليد اليسرى في شخص العروس، قائلًا: "شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني" (نش 2: 6). وبينما يظهر أن كليهما مفيد إلاَّ أنها تضع إحداهما تحت الرأس لأنه ينبغي أن تخضع الضيقات لمراقبة القلب فتصير نافعة لأنها تهذبنا إلى حين، وتؤدبنا لأجل خلاصنا، وتهبنا الكمال في الصبر. أما اليمينية فتأمل أن تلتصق بها لكي ما تلاطفها فتنال المعانقة المباركة التي للعريس، وفي النهاية تضمها إليه. وهكذا يُحسب كل منا "أشول" عندما لا يؤثر فينا الرجاء ولا العوز. فلا يغوينا الرخاء ولا يدفع بنا نحو الإهمال الخطير، كذلك لا يجذبنا العوز إلى اليأس والشكوى (التذمر) بل نقدم الشكر الله في كل شيء]