![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() داود يشكر الله: 18 فَدَخَلَ الْمَلِكُ دَاوُدُ وَجَلَسَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: «مَنْ أَنَا يَا سَيِّدِي الرَّبَّ؟ وَمَا هُوَ بَيْتِي حَتَّى أَوْصَلْتَنِي إِلَى ههُنَا؟ 19 وَقَلَّ هذَا أَيْضًا فِي عَيْنَيْكَ يَا سَيِّدِي الرَّبَّ، فَتَكَلَّمْتَ أَيْضًا مِنْ جِهَةِ بَيْتِ عَبْدِكَ إِلَى زَمَانٍ طَوِيل، وَهذِهِ عَادَةُ الإِنْسَانِ يَا سَيِّدِي الرَّبَّ. 20 وَبِمَاذَا يَعُودُ دَاوُدُ يُكَلِّمُكَ وَأَنْتَ قَدْ عَرَفْتَ عَبْدَكَ يَا سَيِّدِي الرَّبَّ؟ 21 فَمِنْ أَجْلِ كَلِمَتِكَ وَحَسَبَ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هذِهِ الْعَظَائِمَ كُلَّهَا لِتُعَرِّفَ عَبْدَكَ. 22 لِذلِكَ قَدْ عَظُمْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ، لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلَيْسَ إِلهٌ غَيْرَكَ حَسَبَ كُلِّ مَا سَمِعْنَاهُ بِآذَانِنَا. 23 وَأَيَّةُ أُمَّةٍ عَلَى الأَرْضِ مِثْلُ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِي سَارَ اللهُ لِيَفْتَدِيَهُ لِنَفْسِهِ شَعْبًا، وَيَجْعَلَ لَهُ اسْمًا، وَيَعْمَلَ لَكُمُ الْعَظَائِمَ وَالتَّخَاوِيفَ لأَرْضِكَ أَمَامَ شَعْبِكَ الَّذِي افْتَدَيْتَهُ لِنَفْسِكَ مِنْ مِصْرَ، مِنَ الشُّعُوبِ وَآلِهَتِهِمْ. 24 وَثَبَّتَّ لِنَفْسِكَ شَعْبَكَ إِسْرَائِيلَ، شَعْبًا لِنَفْسِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَأَنْتَ يَا رَبُّ صِرْتَ لَهُمْ إِلهًا. 25 وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ أَقِمْ إِلَى الأَبَدِ الْكَلاَمَ الَّذِي تَكَلَّمْتَ بِهِ عَنْ عَبْدِكَ وَعَنْ بَيْتِهِ، وَافْعَلْ كَمَا نَطَقْتَ. 26 وَلِيَتَعَظَّمِ اسْمُكَ إِلَى الأَبَدِ، فَيُقَالَ: رَبُّ الْجُنُودِ إِلهٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَلْيَكُنْ بَيْتُ عَبْدِكَ دَاوُدَ ثَابِتًا أَمَامَكَ. 27 لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ إِلهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ أَعْلَنْتَ لِعَبْدِكَ قَائِلًا: إِنِّي أَبْنِي لَكَ بَيْتًا، لِذلِكَ وَجَدَ عَبْدُكَ فِي قَلْبِهِ أَنْ يُصَلِّيَ لَكَ هذِهِ الصَّلاَةَ. 28 وَالآنَ يَا سَيِّدِي الرَّبَّ أَنْتَ هُوَ اللهُ وَكَلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ، وَقَدْ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ بِهذَا الْخَيْرِ. 29 فَالآنَ ارْتَضِ وَبَارِكْ بَيْتَ عَبْدِكَ لِيَكُونَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا سَيِّدِي الرَّبَّ قَدْ تَكَلَّمْتَ. فَلْيُبَارَكْ بَيْتُ عَبْدِكَ بِبَرَكَتِكَ إِلَى الأَبَدِ». جلس داود غالبًا على الأرض وأحنى رأسه أمام الرب ليشكره من أجل هذا الوعد الذي أنعم به عليه قائلًا: "من أنا يا سيدي؟! وما هو بيتي؟! حتى أوصلتني إلى هنا؟!" [18]. لقد أدرك أنه ليس عن استحقاق شخصي ولا عن كرامة لبيت أبيه نال هذا الوعد الإلهي، إنما هو نعمة إلهية فائقة جاءت به إلى كرسي المُلك ليكون في حضرة الرب ينعم بسكناه وحلوله معه وسخاء نعمه عليه. ما أحوجنا أن نجلس في هدوء داخلي أمام الرب نسمع مواعيده المفرحة ونتحدث معه، مدركين عظمة عطيته المجانية، فقد أقامنا معه من الفساد وجعلنا له ملوكًا وكهنة، وحسبنا أبناء له ننعم بشركة أمجاده. "وبماذا يعود داود يكلمك وأنت قد عرفت عبدك يا سيدي الرب" [20]. شعر داود بالخجل أن يتحدث مع الله الذي يعرفه تمامًا؛ يعرف ضعفات داود وخطاياه ومذلته كما يعرف محبته وغيرته وجهاده وصبره... ليس شيء مخفيًا عن الله. "فمن أجل كلمتك وحسب قلبك فعلت هذه العظائم كلها لتعرف عبدك" [21]. ما تقدمه من عطايا فائقة ليس من أجل برّ ذاتي في الإنسان وإنما من أجل وعدك الإلهي، وكلمته الثابتة إلى الأبد، حسب محبتك السرمدية تقدم المواعيد العظمى لعبدك. من أجل وعده لشعبه أَعطى داود هباتٍ كثيرة، فقد ثبَّت الله لنفسه شعبًا يفتديه بكونه إلههم الذي يتمجد فيهم. من أجل الكنيسة المقدسة التي تحمل اسم المسيح يمنح أسراره الفائقة لمؤمنيه. يختم داود صلاته بطلب البركة: "فالآن ارتض وبارك بيت عبدك ليكون إلى الأبد أمامك، لأنك أنت يا سيدي الرب قد تكلمت، فليُبارك بيت عبدك ببركتك إلى الأبد" [29]. هذه هي البركة، أن يكون الإنسان أمام الله على الدوام. |
![]() |
|