![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ابن داود يبني البيت: 4 وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى نَاثَانَ قَائِلًا: 5 «اِذْهَبْ وَقُلْ لِعَبْدِي دَاوُدَ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَأَنْتَ تَبْنِي لِي بَيْتًا لِسُكْنَايَ؟ 6 لأَنِّي لَمْ أَسْكُنْ فِي بَيْتٍ مُنْذُ يَوْمَ أَصْعَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، بَلْ كُنْتُ أَسِيرُ فِي خَيْمَةٍ وَفِي مَسْكَنٍ. 7 فِي كُلِّ مَا سِرْتُ مَعَ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، هَلْ تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ إِلَى أَحَدِ قُضَاةِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أَمَرْتُهُمْ أَنْ يَرْعَوْا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: لِمَاذَا لَمْ تَبْنُوا لِي بَيْتًا مِنَ الأَرْزِ؟ 8 وَالآنَ فَهكَذَا تَقُولُ لِعَبْدِي دَاوُدَ: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: أَنَا أَخَذْتُكَ مِنَ الْمَرْبَضِ مِنْ وَرَاءِ الْغَنَمِ لِتَكُونَ رَئِيسًا عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 9 وَكُنْتُ مَعَكَ حَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ، وَقَرَضْتُ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مِنْ أَمَامِكَ، وَعَمِلْتُ لَكَ اسْمًا عَظِيمًا كَاسْمِ الْعُظَمَاءِ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ. 10 وَعَيَّنْتُ مَكَانًا لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَغَرَسْتُهُ، فَسَكَنَ فِي مَكَانِهِ، وَلاَ يَضْطَرِبُ بَعْدُ، وَلاَ يَعُودُ بَنُو الإِثْمِ يُذَلِّلُونَهُ كَمَا فِي الأَوَّلِ، 11 وَمُنْذُ يَوْمَ أَقَمْتُ فِيهِ قُضَاةً عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. وَقَدْ أَرَحْتُكَ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكَ. وَالرَّبُّ يُخْبِرُكَ أَنَّ الرَّبَّ يَصْنَعُ لَكَ بَيْتًا. 12 مَتَى كَمُلَتْ أَيَّامُكَ وَاضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ، أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. 13 هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ. 14 أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا. إِنْ تَعَوَّجَ أُؤَدِّبْهُ بِقَضِيبِ النَّاسِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي آدَمَ. 15 وَلكِنَّ رَحْمَتِي لاَ تُنْزَعُ مِنْهُ كَمَا نَزَعْتُهَا مِنْ شَاوُلَ الَّذِي أَزَلْتُهُ مِنْ أَمَامِكَ. 16 وَيَأْمَنُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَ. كُرْسِيُّكَ يَكُونُ ثَابِتًا إِلَى الأَبَدِ». 17 فَحَسَبَ جَمِيعِ هذَا الْكَلاَمِ وَحَسَبَ كُلِّ هذِهِ الرُّؤْيَا كَذلِكَ كَلَّمَ نَاثَانُ دَاوُدَ. يبدو أن الله تحدث مع ناثان خلال رؤيا الليل [4، 17]، وقد رفض الله أن يبني داود بيتًا مقدمًا له هذا التعليل بأن الله لم يسكن في بيت منذ إخراجه للشعب من مصر، ولا طلب ذلك منهم. إنه ليس إنسانًا يحتاج إلى بيت (إش 66: 1). أكد الله ذلك لئلا يظن شعبه أنه حقق لهم انتصارات لأجل إقامة هيكل عظيم له، ولكي لا ينشغلوا ببيت الله فيما بعد كمبنى عظيم. هم أنفسهم بيته الحيّ، يود أن يسكن في وسطهم معلنًا حضوره الدائم فيهم خلال الحياة المقدسة. هذا ما كشفه العهد الجديد بأكثر وضوح. عندما طلب التلاميذ من السيد المسيح أن ينظر الأبنية العظيمة التي للهيكل. أكَّد لهم أنه لن يبقى حجر على حجر إلا وينقض (مت 24: 1-2)؛ كما تحدث عن الهيكل بكونه هيكل جسده هو الذي ينقضه اليهود على الصليب ليقوم في اليوم الثالث (يو 2: 19-22) واهبًا إيانا الحياة المقامة خلال اتحادنا معه. حدثنا أيضًا القديس بطرس عن الهيكل الحيّ الذي يقوم بحجارة حيَّة هي جماعة المؤمنين (1 بط 2: 5). سبق أن تحدثنا في كتاب "الكنيسة بيت الله" عن ارتباط المبنى الكنسي بالحياة الداخلية، حيث استعرضت مقتطفات لكلمات العلامة أوريجانوس، جاء فيها: [أهِّلني يا رب يسوع المسيح أن أساهم في بناء بيتك... إني أتوق أن أقدم ذهبًا للغطاء (خر 25: 17)، أو لتابوت العهد أو للمنارة أو للسرج...! هلم نبني خيمة إله يعقوب يسوع المسيح ربنا، ونزّينها]. [ليكن للنفس مذبح في وسط القلب، عليه تُقدم ذبائح الصلاة ومحرقات الرحمة، فَتُذبح فوقه ثيران الكبرياء بسكين الوداعة، وتُقتل عليه كباش الغضب وماعز التنعم والشهوات... لتعرف النفس كيف تقيم داخل قدس إقداس قلبها منارة تضئ بغير انقطاع]. إن ما يمجّد الله ليس في المباني المادية الضخمة، بل في النفوس الحية التي أقامها السيد المسيح من الأموات، وتعلن حضوره في وسطها وملكوته في داخلها. لذلك أبرز الله معاملاته مع داود كيف أقامه الله من المربض من وراء الغنم ليصير رئيسًا لشعبه، كيف كان معه أينما وُجد واهبًا له النجاح والغلبة. وكأنه مع كل نصرة روحية وكل نجاح داخلي يُعلن بيت الرب المجيد فينا. على أي الأحوال، لم يحرم الله داود سؤال قلبه، إنما وعده بتحقيق ذلك خلال ابنه الذي يخرج من أحشائه، مقدمًا تبريرًا لذلك كما جاء في (1 أي 22: 8). بأن داود سفك دمًا كثيرًا وعمل حروبًا عظيمة، لذلك يليق بناء بيت الرب في أيام سليمان حيث تكون أيامه سلامًا. الذي يقيم بيت الرب هو سليمان، وكان رمزًا للسيد المسيح ابن داود حسب الجسد الذي أقام كنيسة العهد الجديد بيتًا روحيًا يسكنه الثالوث القدوس. يقول القديس أغسطينوس: [مَن يظن أن هذا الوعد العظيم (2 صم 7: 12-16) قد تحقق في سليمان يخطئ خطأ عظيمًا، إذ يسمع القول [هو يبني لي بيتًا] لكنه لا يسمع للقول: [بيته يبقى أمينًا وتكون مملكته أمامي إلى الأبد]. ليته ينصت ويتأمل بيت سليمان المملوء نساءً غريبات يتعبَّدن لآلهة غريبة، بل والملك نفسه الذي كان حكيمًا خُدع بواسطتهن وسقط في عبادة الأوثان نفسها. ليته لا يتجاسر أحد فيظن أن الله قد وعد بذلك باطلًا أو أنه كان غير قادر أن يعرف ما سيكون عليه سليمان هذا وبيته. إذن، يليق بنا ألا نشك في أن هذه الأمور قد تحققت في المسيح ربنا الذي جاء من نسل داود حسب الجسد (رو 1: 3)، لئلا تكون نظرتنا هنا باطلة مثل اليهود الجسدانيين الذين يدركون أن الابن المذكور هنا والموعود به لداود ليس سليمان ومع ذلك فبعماهم العجيب عن الموعود به (المسيح) والمعلن عنه يقولون إنهم ينتظرون آخر. حقًا لقد ظهرت في سليمان صورة لما حدث فيما بعد، إذ بنى الهيكل وكان له سلام كاسمه (لأن سليمان يعني سالم)، وكان في بداية حكمه مستحقًا للمديح بطريقة عجيبة، بينما أظهر المسيح ربنا -بكونه ظلًا له- لكنه لم يماثله في شخصه]. جاء في الوعد الذي قدمه الله لداود أن ابنه يقوم ببناء البيت الآتي: أ. "أثبت كرسي مملكته إلى الأبد" [13]. لقد ملك سليمان أربعين سنة، أما نسله فملكوا حتى نهاية المملكة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). السيد المسيح هو الذي ليس لملكه نهاية (مز 89: 27، 36، 37). لقد سقطت مظلة داود (عا 9: 11)، أما مملكة المسيح فلن تسقط أبدًا. جاء في عنوان المزمور 72 أن سليمان يملك من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقصى الأردن، سليمان هذا رمز للسيد المسيح الذي ملك من النهر أي خلال الأردن، مياه المعمودية، حيث يقيم مملكته في قلوب المعمدين كأعضاء جسده الخاضعة للرأس. ب. "أقيم بعدك نسلك ..." [12] يرى القديس أغسطينوس أن سليمان ملك أثناء حياة داود، قبل موته، لهذا فالوعد في جوهره ينطبق على غيره، على المسيح الذي بنى الهيكل الروحي (1 كو 3: 17). يقول أيضًا الأب لاكتانتينوس: [تسلم سليمان المملكة من أبيه نفسه بينما تحدث الأنبياء عمَّن (يبني البيت) أنه يولد بعد أن يرقد داود مع آبائه. هذا ولم يكن حكم سليمان أبديًا، إذ ملك لمدة أربعين سنة. ثانيًا لم يُدع سليمان قط ابن الله بل ابن داود، والبيت الذي بناه لم يثبت على الدوام مثل الكنيسة التي هي الهيكل الحقيقي لله، هذه التي لم تُبن من حوائط بل من القلوب (1 بط 2: 5) بإيمان الذين آمنوا به وقد دُعوا مؤمنين. أما هيكل سليمان فبُني باليد وهُدم باليد. أخيرًا تنبأ في (المزمور 127) عن عمل ابنه (حسب الجسد): [إن لم يبن الرب البيت فباطلًا تعب البناؤون، وإن لم يحرس الرب المدينة فباطلًا سهر الحراس]. ج. هيكل الله ليس هيكل سليمان الذي هدمه نبوخذنصَّر بل جسد المسيح (يو 2: 19-21) الذي حل بيننا وصعد إلى السماء ليقيمنا فيه أبديًا، به صرنا شركاء الطبيعة الإلهية (رؤ 21: 3). د. "أنا أكون له أبًا وهو يكون لي ابنًا" [14]. صار سليمان كابن لكنه تعوَّج واحتاج إلى تأديب، إما السيد المسيح فهو الابن الأزلي الذي وهبنا فيه البنوة، خلاله لا تنزع عنا الرحمة الإلهية، لكننا إن أخطأنا يؤدبنا بقضيب الناس وبضربات بني آدم [14]. يقول القديس أغسطينوس: [بالنسبة للمسيح نفسه الذي هو رأس الكنيسة لا يمكن أن يوجد فيه أية خطية تحتاج إلى تأديب إلهي بتصحيحات بشرية ... إنما توجد في جسده وفي أعضائه الذين هم شعبه. لذلك ما قيل في سفر صموئيل "إن هو (تعوَّج)" جاء في المزمور (89): "إثم بنيه"، ("إن ترك بنوه شريعتي" (مز 89: 30)). نختم حديثنا عن الوعد الإلهي لداود ببناء بيت الرب بيدي ابنه بالملاحظات التالية: أ. الله في حديثه يقول: "هل تكلمت بكلمة إلى أحد قضاة إسرائيل الذين أمرتهم أن يرعوا شعبي إسرائيل قائلًا: لماذا لم تبنوا لي بيتًا من الأرز؟!" [7]. كأن بناء بيت الرب المفرح له هو رعاية شعبه والاهتمام بهم، يسيرون مع شعبه ويحامون عنه ويعتنون به كما يعتني الراعي بقطيع غنمه. ب. لئلا يظن داود أن عدم بنائه للبيت يقلل من مركزه لدى الله قال ليوناثان: "هكذا تقول لعبدي داود" (2 صم 7: 8). كأن الله ينسب نفسه لداود شخصيًا، علامة الاعتزاز به. ج. عدم بناء البيت إلى عصر سليمان لا يعني رفضه شعبه، إذ يهتم هو بهم وعيّن لهم حتى أرضهم: "عينت مكانًا لشعبي إسرائيل وغرسته، فسكن في مكانه ولا يضطرب بعد ..." [10]... هكذا هو بيت الرب الثابت: قدسيّة حياة مؤمنيه. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فإن الله يبني له البيت |
الحكمة يبنى البيت |
ان لم يبني الرب البيت فباطلا |
بالحكمة يبني البيت |
ترنيمة ان لم يبنى الرب البيت |