الرؤية هي شركة بين العين والنور؛ فالعين لا تملك القدرة على الرؤية وحدها. فارقٌ كبير بين الرؤية والقدرة على الرؤية. أن نجاهد فتلك هي القدرة ولكن أن نعاين فتلك نعمة وشركة يهبها الله لنا بإشراقة مجده. إنْ تواجد شخصٌ بصير في غرفةٍ مظلمة لن يرى شيئًا، وإنْ تواجد أعمَى تحت وهج النور لن يرى شيئًا!! النور والعين هما العمل الإنساني والنعمة الإلهيّة، بدونهما لن تتحقّق معاينتنا القلبيّة لله.
ولكنّ هل يمكن للنفوس التي لم تَتَلَقَّ تطهيرًا من الروح أن يكون لها شركة مع النور؟ يجيب القديس مكاريوس الكبير في رسالته الثانية فيقول: “النفس التي لم تتعرّف بعد على الروح فإنه يستحيل عليها أن تقترب إليه ولا أن تشخص في ضيائه الإلهي أو تعيش في نوره البرّاق”. ومعرفة الروح تبدأ حينما نولد من فوق..