![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() طُوبَى لِلَّذِي مَلأَ جُعْبَتَهُ مِنْهُمْ. لاَ يَخْزُونَ بَلْ يُكَلِّمُونَ الأَعْدَاءَ فِي الْبَابِ [5]. كانت المحاكمات تُقام غالبًا عند باب المدينة. ولعله هنا يقصد باب الفردوس، كما يقول القديس جيروم[24]، حيث لا يُوجد ما يشتكي به العدو على المؤمنين الحقيقيين في الغردوس. هؤلاء الذين كرزوا بروح القوة لم يخشوا المقاومة، بل كانوا يكلمون الأعداء في الباب. هذه كانت عادة الملوك الأقوياء الذين لا يخشون الأعداء، فمتى أُرسل إليهم سفراء من قِبَل الأعداء لا يسمحون لهم بالدخول من أبواب المدينة، بل يرسلون لهم من يلتقي بهم خارج باب المدينة. الجعبة: هي وعاء توضع فيه السهام (إش 49: 2)، يحمله رماة السهام على ظهورهم، وفتحته إلى الكتف اليمنى متى كانوا مشاة. أما إذا كانوا في مركباتهم، فكانوا يعلقونها بجانب المركبة. يرىالقديس أغسطينوسأنجعبة التلاميذ أو الرسل هي عقولهم المقدسة، والسهام هي كلمة الله، أما الأعداء فهم أعمال إبليس الشريرة والمقاومة لكلمة الله. كما يرى أن الذي يملأ جعبته أو رغبته منهم، هم الذين لا يشتهون العالم وغناه، وإنما يشتهون الإيمان الحي الذي يكرز به الرسل. أما الباب هنا فهو السيد المسيح الذي قال: "أنا هو الباب" (يو 10: 9)، الذين يقبلون كرازة الرسل يدخلون منه إلى المدينة، أما الذين يرفضون كرازتهم به فيبقون خارج المدينة، حتى يُغلق الباب. يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي أنه لا يليق بالمؤمن أن يسمح للأعداء، أي الأفكار الشريرة، أن تدخل إلى مدينته أي فكره أو قلبه، بل يقاومها قبل أن تتسلل إلى أعماقه. * يرى الجامعة أن الثروات تُحفظ للشر بالنسبة لمن يقتنيها، لأن فقدانها يسبب له قلقًا عظيمًا للغاية وعدم سلام. بالحقيقة إنها تُفقد، لأنها تُترك هنا، وتصير بلا نفع للذي هو ميت. لهذا فإن الإنسان الميت قد شعر بقلقٍ من جهتها ولم يجد راحة. لقد ترك ما قد يسبب له خزيًا، ولا يقدر أن يأخذ معه ما لم يقدر أن يحفظه (لو 12: 20-21). إنه بعيد للغاية من ذاك الذي كُتب عنه: "طوبي للذي ملأ جعبته منهم. لا يخزون، بل يكلمون الأعداء في الباب" (مز 127: 5). ميراثه هو الرب، مكافأته هي نسل العذراء مريم، وهو يُمجد بالتسابيح الصادرة عن الحكمة. القديس أمبروسيوس * "طوبى للذين يملأون جعبتهم منهم"، بمعنى هذه هي المزايا التي لهم: قوة الجسد، ومهابة لا تُقاوم، وبركات عائلية، وأمان، وجمال المدينة، ونصرة، ونُصب تذكارية في الحرب. لهذا يعلن أيضًا طوبى لأولئك الذين يتمتعون بهذا الخير (الوفرة)، فإنهم يتسلحون ... إنهم لا يخفون وجوههم عن بصيرة أعدائهم، بل يذهبون للِّقاء معهم في شجاعة عظيمة بمظهرٍ سامٍ، وثقةٍ في تنظيم المعركة، لأن الله يؤكد مساعدتهم في كل هذه الطرق. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|