إن الصليب ليس فقط تعبيراً عن محبة المسيح لنا باعتباره ابن الله الوحيد، بل هو أيضاً تأكيداً على محبة الآب لنا
إن المحبة الصادرة من الثالوث هى محبة واحدة، وكما وصفها الآباء القديسون هى [من الآب بالابن فى الروح القدس]. فالأقانيم الثلاثة يحبوننا بنفس المقدار وبنفس القوة
وقد ذكر القديس أشعياء النبى اشتراك الروح القدس فى إرسالية الابن الوحيد إذ سجل ذلك على لسان السيد المسيح "منذ وجوده أنا هناك والآن السيد الرب أرسلنى وروحُه (بضم الحاء)" (أش48: 16). فالروح القدس ورد فى هذا النص فى صيغة الفاعل وليس المفعول به، أى هو والآب قد أرسلا الابن إلى العالم
ما أعظم هذه الإرسالية التى جعلتنا نتمتع بظهور الله الكلمة فى الجسد. وما أروع هذا التدبير الإلهى الذى جعلنا ننعم بحضور الله معنا تحقيقاً لنبوة أشعياء النبى "هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا" (مت1: 23)