ليست للإِنسان روح قائمة بذاتها
بل هو مجموعة مواد متآلفة معاً تقوم بأعمالها من تلقاء ذاتها.
الرد: (أ) يقول العلماء إن خلايا الجسم في تغيير مستمر، وإن الجسم اليوم غيره منذ شهور. ولكن بالرغم من ذلك، نرى الإنسان باقٍ بذات كيانه الفكري والأخلاقي والاجتماعي، كما يتذكر جيداً ما فعله أو صادفه منذ عشرات السنين. فلا يمكن أن يكون الإنسان مجرد مجموعة مواد متحدة معاً (كما يُقال) ، بل لا بد أنه قائم أيضاً بجوهر لا يتأثر بتغيير ذرَّات جسمه، وهذا الجوهر هو ما يطلق عليه الوحي اسم الروح .
(ب) يدل التلباثي (أي تبادل الأفكار بين إنسان وآخر) والهيuنوتزم (أي التنويم المغناطيسي) على أن الإِنسان ليس مجرد مواد متحدة، بل أنه قائم أيضاً بجوهر روحي، يرسل ويستقبل الأفكار المعنوية بطريقة غير مرئية. كما يدلّ اهتداء الفنانين والعلماء أثناء نومهم إلى الموضوعات التي كانوا يعجزون عن الوصول إليها في يقظتهم على أن الإنسان قائم بجوهر روحي، يمكن أن ينشط عندما يتحرر الإِنسان من المؤثرات الخارجية، وهذا الجوهر هو ما يُسمَّى الروح كما ذكرنا.
(ج) أعلن الوحي بعبارات واضحة عن وجود روح الإِنسان، فقال: إنه يوجد روح في الناس، ونسمة القدير تعقّلهم (أيوب 32: 8) . وقال أيضاً: روح الإِنسان في داخله (زكريا 12: 1) ، وأيضاً روح الإِنسان التي فيه (1كورنثوس 2: 11) . ولذلك قال داود النبي للّه: في يدك أستودع روحي (مزمور 31: 5) .