"لست اسأل أن تأخذهم من العالم" أى أن السيد المسيح لا يريد من أتباعه أن يتركوا العالم، ويعتزلوه، ويمضوا جميعاً إلى البرارى والصحارى.. بل هو يقصد أن نستمر فى العالم لنؤدى دورنا فيه، ولنجاهد ضد الدنايا والسلبيات. وهذا الجهاد لا يمكن أن ينجح بدون مؤازرة وعمل النعمة، أى عمل روح الله القدوس، فى طبيعتنا البشرية الساقطة، لتصير مقدسة بنعمته. إن القلة القليلة التى تتخذ من الرب عريساً نهائياً لها، فى طريق الرهبنة والبتولية، لها منهجها الخاص، ولكن الأغلبية المدعوة للزواج المقدس، واستمرار النوع الإنســانى، وتقديم كثيرين إلى الملكوت من أبنائهم وبناتهم، لا ش،ك أن لهم دور جبار وهام فى بناء ملكوت الله العتيد.