![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مرض حزقيا وشفاؤه 1 فِي تِلْكَ الأَيَّامِ مَرِضَ حَزَقِيَّا لِلْمَوْتِ، فَجَاءَ إِلَيْهِ إِشَعْيَا بْنُ آمُوصَ النَّبِيُّ وَقَالَ لَهُ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَوْصِ بَيْتَكَ لأَنَّكَ تَمُوتُ وَلاَ تَعِيشُ». 2 فَوَجَّهَ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ قَائِلًا: 3 «آهِ يَا رَبُّ، اذْكُرْ كَيْفَ سِرْتُ أَمَامَكَ بِالأَمَانَةِ وَبِقَلْبٍ سَلِيمٍ، وَفَعَلْتُ الْحَسَنَ فِي عَيْنَيْكَ». وَبَكَى حَزَقِيَّا بُكَاءً عَظِيمًا. 4 وَلَمْ يَخْرُجْ إِشَعْيَا إِلَى الْمَدِينَةِ الْوُسْطَى حَتَّى كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ قَائِلًا: 5 «ارْجعْ وَقُلْ لِحَزَقِيَّا رَئِيسِ شَعْبِي: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ دَاوُدَ أَبِيكَ: قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ. قَدْ رَأَيْتُ دُمُوعَكَ. هأَنَذَا أَشْفِيكَ. فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ تَصْعَدُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. 6 وَأَزِيدُ عَلَى أَيَّامِكَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً، وَأُنْقِذُكَ مِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ مَعَ هذِهِ الْمَدِينَةِ، وَأُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ مِنْ أَجْلِ نَفْسِي، وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي». فِي تِلْكَ الأَيَّامِ مَرِضَ حَزَقِيَّا لِلْمَوْتِ. فَجَاءَ إِلَيْهِ إِشَعْيَا بْنُ آمُوصَ النَّبِيُّ وَقَالَ لَهُ : هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَوْصِ بَيْتَكَ، لأَنَّكَ تَمُوتُ وَلاَ تَعِيشُ. [1] واضح من الآية 6 أن مرض حزقيا كان في فترة غزو سنحاريب الأشوري على المدينة المذكورة في (2 مل 18). ربما يتساءل البعض: هل يُغَيِّر الله قراره الخاص بتحديد حياة حزقيا الملك وإعلانه له على لسان إشعياء النبي؟ ما أعلنه الله لإشعياء على لسان النبي لم يكن قرارًا إلهيًا، إنما هو إعلان عما كان يلزم أن يتم حسب قوانين الطبيعة التي وضعها الله والتي من حق الله أن يُغَيِّرها إن أراد. أما أن يمتد عمر حزقيا الملك فقد كان معروفًا لدى الله، ولم يعلنه إلا كثمرة لتواضع الملك وصراخه لله. فالله لم يُغَيِّر إرادته، إنما قدَّم للملك ما هو فائق للقوانين الطبيعية، فبحسب المرض المُصاب به كان سيموت، لكن الله الذي سمح له بالمرض وهبه الشفاء. v أتريد أن تعرف ما هي قوة التوبة؟ أتريد أن تعلم سلاح الخلاص القوي، وتدرك قوة الاعتراف؟ بالاعتراف ضرب حزقيا خمسة وثمانين ألفًا ومائة من أعدائه (2 مل 19: 35). يا له من أمرٍ عظيمٍ، لكنه يُحسَب قليلاً بالنسبة لما أذكره لك. إذ بالتوبة استطاع الملك أن يحصل على تغيير في القول الإلهي الذي نطق به فعلاً. إذ لما مرض قال له إشعياء: "أوصِ بيتك، لأنك تموت ولا تعيش" [1]. هل يمكن أن يقوم استثناء بعد، أو يوجد رجاء شفاء بعدما قال له النبي: "لأنك تموت"؟! لكن حزقيا لم يكف عن التوبة. وبتذكره ما هو مكتوب: [متى رجعت وبكيت تخلص] (راجع إش 30: 15)، اتجه بوجهه إلى الحائط وهو على سريره، رافعًا ذهنه إلى السماء (حيث لا تعوق الحائط بلوغ الصلوات بورعٍ إلى السماء) وقال: [اذكرني يا رب. يكفي أن تذكرني فأُشفى] (راجع إشعياء 38) إنك لا تخضع للزمان، بل أنت خالق القانون. أنت واهب قانون الحياة وتدبيرها حسب إرادتك، إذ لا تعتمد حياتنا على يوم ميلادنا، ولا على اقتران النجوم معًا في برجٍ واحد كما يظن البعض في غباوة. القديس كيرلس الأورشليمي v [الذين يؤخذون قبل الوقت، حيث يفيض الغمر على أساسهم] (راجع أي 22: 16)... كل إنسان يؤخذ من هذه الحياة في وقت سبق معرفته قبل الزمن بسلطان إلهي. لكن يلزم معرفة أن الله القدير، في خلقته لنا وتدبير أمورنا، يُعَيِّن حدود (حياتنا) حسب استحقاق كل أحدٍ. فقد يلزم الشرير أن يعيش وقتًا قصيرًا، لئلا يسيء إلى كثيرين يسلكون باستقامة، وقد يلزم أن يبقى الإنسان الصالح مدة أطول في الحياة، حتى يكون معينًا في أعمال صالحة لكثيرين. مرة أخرى فإن الشرير يلزم أن يبقى مدة أطول في الحياة حتى يضيف أعمالاً شريرة إلى أعماله. وهكذا البار قد يمارس حياة صادقة تتطهر بامتحانه، أو يلزم سحب الإنسان الصالح بأكثر سرعة، لئلا إن عاش أكثر، قد تفسد براءته. لكن ليوضع في الاعتبار إن رآفات الله هي التي تهب الخطاة فرصة للتوبة. على أي الأحوال قد تُوهَب لهم أزمنة ولا يرجعون، ليحملوا ثمار الندامة، بل يخدمون الشر، وبرحمة الله ينالون الأزمنة لعلهم يتخلون عن تصرفاتهم. بالرغم من أن الله القدير يعرف مسبقًا وقت موت كل أحدٍ، متى تنتهي حياته، لا يقدر أحد أن يموت قبل أوانه، بل في الوقت المُعيَّن لموته، فإنه إن كان قد أُضيف إلى حياة حزقيا خمسة عشر عامًا (2 مل 20؛ إش 38)، فإن زمن حياته بالحقيقة زاد عن النهاية التي كان يستحقها، وقد سبق فعرف الله وقته في هذه اللحظة والتي فيما بعد يسحبه من الحياة الحاضرة. هذا الأمر هكذا: ماذا يعني [يُقطَع الأشرار قبل أوانهم] سوى أن كل أولئك الذين يحبون الحياة الحاضرة يعدون أنفسهم لفترات أطول من تلك الحياة؟ وعندما يسحبهم الموت من الحياة الحاضرة، فإن الفترات الطويلة لحياتهم التي اعتادوا أن يتخيلوها تكون قد سُحبت منهم، إنها تُقطع إربًا. بحق قيل عن هؤلاء: "أساسهم قد أفاض بطوفان"... وُصف قايين إنه أول من أسس مدينة على الأرض (تك 4: 17)، وهو بهذا أكد بوضوح أنه غريب، حيث كان غريبًا عن الثبات في العالم الأبدي، فأنشأ أساسًا على الأرض. بكونه غريبًا عن الأمور العلوية وضع استقراره في أساسٍ لأمورٍ سفلية، ووضع استقرار قلبه في اللذة الأرضية. البابا غريغوريوس (الكبير) العلامة ترتليان |
![]() |
|