اختلاف موازيننا عن موازين الله , و مقاييسنا عن مقاييسه .
فالإنسان ككائن محدود في إمكانياته ممتص بالكامل في الحياة الزمنية وحدها كواقع يعيشه الإنسان و لا يتعداه ,. فيطلب أن يقتنص كل لذة وقتية .....
أما الله غير المحدود فنظرته إلي الإنسان أعظم من أن يكون مجرد كائن بين ملايين المخلوقات الأرضية ..إنما هو ابن الله يريد أن يرفع الإنسان إلي سماؤه ليحيا معه فوق الزمن يمارس الحب المتبادل بلا حدود و يختبر شركة الأمجاد السماوية المشبعة.
خلال هذه النظرة الأخروية للأبدية تصير آلامنا مهما بلغت ذروتها لحظات عابرة بل و طريق يمهد للمجد كتطلع نحو الوطن السماوي ( بالإيمان موسي لما كبر أبي أن يدعي ابن ابنة فرعون , مفضلا بالأحري أن يذل مع شعب الله عن أن يكون له تمتع وقتي بالخطيئة )
( عب 11 : 17 ) .
كأنه خلال التطلع نحو السماويات قبل رجال الإيمان الألم بفرح ....
أما اليوم و قد سادت النظرة المادية العالم .انحجبت السماوات عن البصيرة البشرية فضاقت الأرض بهم و ضاق قلبهم و أحسوا بالمرارة و اليأس .عوض قبول الألم بروح الفرح و القوة و الغلبة .