إنّ مرقس البشير كتب لنا "إنجيلاً" وهو أقدم الأناجيل كتابة، وهو أقصرها. وكتب الإنجيل بسرعة و كتبه للرّومان وهم أهل حرب لا يحبّون الكلام الكثير، وهم أهل عمل ليس أدب، ونرمز له برمز الأسد لأنّ الرّومان أهل قوّة، وفي أوّل الإنجيل عندما تكلّم عن معموديّة يوحنّا المعمدان، يقولك "صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً"، فالصّوت الصّارخ هو تعبير عن الأسد، وفي حياة القدّيس مرقس الرّسول له قصّة مع الأسد وانتصاره عليه في البرّيّة، عندما قدّم المسيح للنّاس من خلال الإنجيل، قدّم "المسيح الخادم"، جاء يستخدم قوّته لخدمة النّاس. لذلك في إنجيله نسمع عن معجزات كثيرة والمعجزات المذكورة عديدة ومتنوّعة وكلّها بهدف إظهار القوّة. كتب هذا النّصّ الإنجيليّ بسرعة ولم يكن به عبارات إضافيّة وكان يريد أن يوضح أنّ المسيح الّذي ظٌلم انتصر وقام من بين الأموات. أهمّ شيء في إنجيل مار مرقس البداية: "بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللهِ"، كثير من الآباء المفسّرين يعتبرون هذه البداية هي العنوان وعندما نقرأ في النّسخ القديمة نجد هذه العبارة في سطر بمفردها ثمّ يبدأ باقي الفقرة، بدء (بداية جديد) إنجيل (بشارة سعيدة)، يسوع (مخلّص، المسيح بالنّسبة لليهود، وابن الله بالنّسبة للأمم). وهذا الإنجيل مكتوب ليصل لكلّ النّاس، يسوع هو المخلّص عند اليهود منتظرينه "المسيا المنتظر" ماسح الخطايا، ولكن بالنّسبة للأمم غير المؤمنين بابن الله... يذكر القدّيس مرقس في إنجيله قصّة الّذي طعن جنب السّيّد المسيح وعندما طعنه قال "حقًّا كان هذا ابن الله" إنجيل معلّمنا مار مرقس نصفين، النّصف الأوّل يتنهي بالجزء الخاصّ ببطرس الرّسول عندما سأل السّيّد المسيح "ماذا يقول عنّي النّاس وأنتم من تقولون؟ فقال بطرس: أنت هو المسيح ابن الله الحيّ". وهناك معلومة مهمّة أنّ ما قاله بطرس الرّسول "أنت هو المسيح" مثل آيه البداية ولكن لأنّ القدّيس مرقس كتب بعد القيامة فكتبها في ضوء القيامة فوضع "ابن الله الحيّ".