![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() التجربة هي حِيَل الشيطان التي يحاول بها أن يجد منفذاً من بين ضعفاتنا البشرية بسبب اللحم والدم الذي ما زلنا نئن تحت ثقله. ويشرح القديس بولس معنى هذه التجارب بتصويره الشيطان أنه ”المشتكي“ على المؤمنين: «مَن سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يُبرِّر» (رو 8: 33). ويُصوِّر القديس يوحنا الرائي اندحار المشتكي في رؤياه هكذا: «الآن صار خلاص إلهنا وقدرته ومُلْكه وسلطان مسيحه، لأنه قد طُرِحَ المُشتكي على إخوتنا، الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهاراً وليلاً. وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم، ولم يُحِبُّوا حياتهم حتى الموت» (رؤ 12: 11،10). فهو يشتكي علينا حينما ينجح في تجاربه مستغلاً ضعفنا البشري، لكن المسيح يلحق ويُبرِّرنا ويشفع فينا: «مَن هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات، بل بالحري قام أيضاً، الذي هو أيضاً عن يمين الله، الذي أيضاً يشفع فينا» (رو 8: 34). لذلك، فإن هذه الطلبة: «لا تُدخِلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير»، تجد استجابتها الفورية في عمل شفاعة المسيح فينا أمام الآب. وقوة شفاعة المسيح تظهر في أنه وهو الموكل أصلاً بدينونتنا على خطايانا، يصير هو أيضاً مُحامينا وشفيعنا بجانب كونه قاضينا وديَّاننا. فما أقوى هذه الطلبة وأكثرها استجابة! ولكن أيضاً، لا بد أن لا نجهل حِيَل الشيطان(1) في إيقاعنا في الخطية من جهة ضعفاتنا البشرية. ولابد أيضاً أن نسأل الله أن يُنجينا من كل خطية تضغط علينا: الغضب، الشهوة الرديئة، الطمع، الحسد، المرارة والحقد، الكذب، وغيرها. إن الله هو الكفيل بل القادر أن يقوِّيك لتُقاوم الخطية. أما غلبتك على الخطية، فتكمن في طاعتك لوصاياه، والانتباه لخلاصك ضد أية شهوة. ولكن ثِقْ في الله وفي نعمة المسيح، لكي تكون إخفاقاتك مُحفِّزاً لك للنهوض والنمو أكثر فأكثر في حياة القداسة. واحذر من أخطر إخفاق وهو: الإخفاق في الإيمان. فلا تَدَع اليأس يدخل إلى قلبك، فالإيمان كفيل بأن يجعلك تتخطَّى كل إخفاق. ( بالمسيح يسوع ربنا: ويؤكِّد هذا المقطع: ”بالمسيح يسوع ربنا“ في هذه الطلبة، والتي أضافتها الكنيسة، على الإيمان بربنا يسوع المسيح كغالب ومنتصر على كل تجارب الشيطان ضدنا، لحسابنا. وحسب أمر المسيح: «ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله، ليتمجَّد الآب بالابن. إن سألتم شيئاً باسمي فإني أفعله» (يو 14: 14،13)، لذلك فكل ما نطلبه في الصلاة يكون باسمه حتى تُستجاب الصلاة: «لكي يُعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي» (يو 15: 16)، «إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يُعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي. اطلبوا تأخذوا، ليكون فرحكم كاملاً» (يو 16: 24،23) |
![]() |
|