هرب المسيح إلى مصر هرب مسيحُنا من وجه الشر. لم يُشهِّر بأحد ولم يخاصم أحدًا ولم يظلم أحدًا ولم يَنْفِ أحدًا ولم يذبح أحدًا البتة.... هروبه ورجوعه كانا بأمر إلهي. وها الشيطان يحاول أن يعطل ويعرقل تكميل أمر خلاصنا. لكن يعظُم انتصارنا بالله مخلصنا الذي قدم لنا نفسه مثالاً. وكرَّس لنا طريق الغلبة على الشرير. فصار دخوله إلى مصر هو دخول ملاك العهد الحقيقي منقذنا من العبادات الشريرة ومن السِّحْر والصنمية... أتى إلينا محمولاً على السحابة الخفيفة أمه الطاهرة العذراء كل حين.
ليتنا نُدرِك إشراقة قدومه الخلاصية إلينا لننال نجاتنا فتنهدم أصنامنا وتذوب قلوبنا. فنبني أسوار أورشليم (مذبحَهُ هذا الذي صار) ونعرفه معرفة الخبرة والمعايشة والتذوق والإتحاد. مُدرِكين ما أدرَكَنا هو لأجله. محققين مقاصد قدومه إلى أرضنا الطيبة في كنيستنا صاحبة الكنوز والثروات الروحية التي لا تُقاس. فنعرفه وندعوه لأنه قريب. وقد أتى إلينا كي نأتي إليه بلا مانع ولا عائق..