يقول حزائيل بكونه الوزير الخاص للملك أو الرئيس العام في البلاط الملكي لأليشع النبي: "ابنك بنهدد ملك أرام"، مما يكشف أنه مع ما حمله النبي من روح الحزم غير أنه يقدم أبوّة لا لشعب الله فحسب، بل لكل من يتعامل معهم، حتى وإن كان ملكًا وثنيًا شريرًا.
إن كان هذا هو روح النبي في العهد القديم، فكم بالأكثر يليق بكهنة الله في العهد الجديد. يليق بهم أن يشهدوا لأبوّة الله الحانية خلال أبوّتهم لكل البشر. لذلك كان القديس يوحنا الذهبي الفم يقول للكاهن: "أنت أب العالم كله". v اِعلمْ أن الرجل المتقدِّم على الجماعة والمتسلِّط عليهم، لا يؤيِّده ويفخِّمه مثل إظهاره الحب العميق لمرؤوسيه.
فالأب لا يكون أبًا لمجرَّد ولادته للبنين، بل لحبُّه إيَّاهم، هكذا إن كانت الطبيعة تقتضي ضرورة هذه المحبَّة، فكم بالأكثر البنوَّة التي بالنعمة؟! أعني إن كان يلزم الشخص أن يحب أولاده الطبيعيِّين، حتى يُدعَى أبًا طبيعيًا، فكم بالأكثر يحب أولاده بحسب النعمة، الروحيِّين المُعمَّدين، لئلاَّ يصيروا في جهنَّم مُعاقَبين.