![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v كان الإنسان البشري (آدم) صورة ومثالاً للقوة التي تَحْكُم كل الموجودات. لهذا كان أيضًا له السيادة على نفسه، بكونه مُتشبِّهًا بذاك الذي يمارس السلطة الجامعية. لم يكن قط عبدًا لأية ضرورة خارجية. لا، بل كان يفكر فيما هو حق، وبكامل حرية إرادته يختار ما يُسرّه. وباختياره حلَّتْ الكارثة في تلك اللحظة التي هيمنتْ على الجنس البشري v هذا الإله (الصالح) ما كان يحرم الإنسان من أنبل الأمور الصالحة وأثمنها، أعني هبة الحرية والقدرة على اتخاذ القرارات بنفسه. فلو أن الضرورة هي التي تَحكُم حياة الإنسان، لكانت "الصورة" (التي له كصورة الله) زائفة، لأنها تكون بذلك بعيدة كل البعد عن الأصل، ولا وجه للشبه بينهما. كيف يمكن للطبيعة المُستعبَدة لأي نوع من الضرورة أن تُسمَّى صورة الطبيعة الملوكية؟... الله ليس مسئولاً عن الشرور الحاضرة، فقد أسس طبيعتك لتكون حُرَّة غير مُستعبَدة، إنما تقع المسئولية على الإرادة المُنحرِفة التي بها يختار الإنسان ما هو رديء عوضًا عما هو أفضل. القديس غريغوريوس النيسي |
![]() |
|