حديث الزنبقة البيضاء

[walaa farouk]

حدثتني زنبقة بيضاء جميلة من زنابق الحقل بقولها:
يبدو أنكم يا بني آدم قد أدمنتم الهَم فلم تعودوا تستطيعون منه الفرار تهتمون قائلين:
"ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟"🤔
مع أن اللّٰه خالقكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها.
واستطردت الزنبقة وهي تتمايل في نشوة قائلة: أتعلمون كيف أنمو؟!
إننى لا أتعب ولا أغزل ولكنني مع كل أخواتي -زنابق الحقل
- نتمتع بحلل بهية لم يكن ولا سليمان الحكيم في كل مجده يلبس مثلها.
.. أمَا عملنا فهو تمجيد اللّٰه، فما أن ينظر المرء منكم إلينا
ويتأملنا قليلًا فيرى إبداع الخالق وحب الإله وجمال ما صنع بدقة وعناية ..
حتى ينشد المرء منكم قائلًا: "اللّٰه".
أفلا يقدر الخالق الذي أبدع في حُللنا نحن زنابق الحقول أن يوفر كل احتياجكم؟!
فقط لترتفع قلوبكم إلى اللّٰه ولتتعلق عيونكم به سبحانه وكل ما تحتاجون سيزاد لكم!

"لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ،
وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ،
وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟ اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ،
وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟
وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟
وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ.
وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.
فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ،
يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ:
مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ.
لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا.
لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.
فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ."