![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تشكُّك الملك في الأمر 12 فَقَامَ الْمَلِكُ لَيْلًا وَقَالَ لِعَبِيدِهِ: «لأُخْبِرَنَّكُمْ مَا فَعَلَ لَنَا الأَرَامِيُّونَ. عَلِمُوا أَنَّنَا جِيَاعٌ فَخَرَجُوا مِنَ الْمَحَلَّةِ لِيَخْتَبِئُوا فِي حَقْل قَائِلِينَ: إِذَا خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ قَبَضْنَا عَلَيْهِمْ أَحْيَاءً وَدَخَلْنَا الْمَدِينَةَ». 13 فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِهِ وَقَالَ: «فَلْيَأْخُذُوا خَمْسَةً مِنَ الْخَيْلِ الْبَاقِيَةِ الَّتِي بَقِيَتْ فِيهَا. هِيَ نَظِيرُ كُلِّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ بَقَوْا بِهَا، أَوْ هِيَ نَظِيرُ كُلِّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ فَنَوْا. فَنُرْسِلُ وَنَرَى». 14 فَأَخَذُوا مَرْكَبَتَيْ خَيْل. وَأَرْسَلَ الْمَلِكُ وَرَاءَ جَيْشِ الأَرَامِيِّينَ قَائِلًا: «اذْهَبُوا وَانْظُرُوا». 15 فَانْطَلَقُوا وَرَاءَهُمْ إِلَى الأُرْدُنِّ، وَإِذَا كُلُّ الطَّرِيقِ مَلآنٌ ثِيَابًا وَآنِيَةً قَدْ طَرَحَهَا الأَرَامِيُّونَ مِنْ عَجَلَتِهِمْ. فَرَجَعَ الرُّسُلُ وَأَخْبَرُوا الْمَلِكَ. فَقَامَ الْمَلِكُ لَيْلاً وَقَالَ لِعَبِيدِهِ: لأُخْبِرَنَّكُمْ مَا فَعَلَ لَنَا الأراميُّونَ. عَلِمُوا أَنَّنَا جِيَاعٌ، فَخَرَجُوا مِنَ الْمَحَلَّةِ لِيَخْتَبِئُوا فِي حَقْلٍ قَائِلِينَ: إِذَا خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ قَبَضْنَا عَلَيْهِمْ أَحْيَاءً وَدَخَلْنَا الْمَدِينَةَ. [12] لا يقصد بكلمة "عبيده" هنا الخدم، وإنما القادة العسكريين، والمشيرين له. الأمر الشائع في الكتاب المقدس أنه إن تحدث عن رجل شرير لا يتجاهل الجوانب الطيبة، وإن تحدث عن إنسانٍ بار لا يتجاهل ضعفاته. فالملك بالرغم من شرِّه لكن قلبه كان مشغولاً بشعبه. فقام ليلاً يشارك شعبه آلامهم ومرارتهم، ويلتزم بمسئولياته من نحوهم. ربط الملك يربعام ما سمعه بما قاله البُرص، وما حدث في موقعة عاي (يش 8: 3-19)، فظن أن عدم وجود الأراميين في المعسكر يوحي بأنهم مختبئون لتدبير مؤامرة ضدهم. تفكيره يبدو أنه كان منطقيًا، ولم يكن بالأمر الغريب، لأنه ليس من سبب يدعو الأراميين إلى فك الحصار فجأة. لكن كان يليق بالملك أن يطابق كلمات هؤلاء البُرص بنبوة أليشع عن الأخبار المُفرِحة. عِوَض ذلك ظن أن الأراميين وضعوا خطة جديدة باختفائهم في موضع حتى متى خرجت المدينة ينقضُّون عليهم. مثل هذه الحيل كانت كثيرة في الحروب القديمة. فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِهِ: فَلْيَأْخُذُوا خَمْسَةً مِنَ الْخَيْلِ الْبَاقِيَةِ الَّتِي بَقِيَتْ فِيهَا. هِيَ نَظِيرُ كُلِّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ بَقُوا بِهَا، أَوْ هِيَ نَظِيرُ كُلِّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ فَنُوا. فَنُرْسِلُ وَنَرَى. [13] "نظير كل جمهور إسرائيل": فإن الكثير من الخيل مات من الجوع، والبقية ضعيفة وهزيلة بسبب المجاعة، فلا مانع أن يكونوا فدية للشعب جميعه، إن خرجوا ولم يرجعوا. إرسال خمسة من الخيول لم يكن بنوعٍ من المخاطرة، فإنها إن بقيت في السامرة ستهلك بسبب المجاعة، وإن انطلقت إلى المعسكر المخيَّم حول السامرة قد تتعرض للموت، وكأن الموت قادم عليهم لا محالة! حسب النص الذي بين أيدينا (عن العبرية) يشير الحديث هنا إلى نوعٍ من التضحية بخمسة خيول لاكتشاف حقيقة، فإن هلكوا سيكون مصيرهم ليس بأفضل من مصير بقية الخيول الباقية في السامرة. أما في الترجمة السبعينية فالحديث هنا عن هذه الخيول الخمسة بكونها كل ما تبقَّى في السامرة، إذ ماتت بقية الخيول بسبب الجوع أو ذُبحتْ ليأكلها أهل السامرة. فَأَخَذُوا مَرْكَبَتَيْ خَيْلٍ. وَأَرْسَلَ الْمَلِكُ وَرَاءَ جَيْشِ الأراميِّينَ، قَائِلاً: اذْهَبُوا وَانْظُرُوا. [14] لقد تحققتْ الخطة إذ انطلقت مركبتان بكل مركبةٍ فرسان، والفرس الخامس كان يركبه فارس يتقدم المركبتين ليكتشف الطريق، أو خلفها يمكنه أن يرجع بسرعة ليُقدِّم تقريرًا بما حدث للمركبتين. فَانْطَلَقُوا وَرَاءَهُمْ إِلَى الأُرْدُنِّ، وَإِذَا كُلُّ الطَّرِيقِ مَلآنٌ ثِيَاباً وَآنِيَةً قَدْ طَرَحَهَا الأراميُّونَ مِنْ عَجَلَتِهِمْ. فَرَجَعَ الرُّسُلُ وَأَخْبَرُوا الْمَلِكَ. [15] هرب الأراميون إلى بلادهم في الشرق، وهم مُتوَهِّمون أن المصريين والحثيين قد اقتربوا بجيوشهم للهجوم عليهم. ربما هرب الأراميون خلال الطريق الكبير الذي بين السامرة ودمشق خلال جبع وعين جانيم En- gannim وبيت شأن Bet - shean وأفيق. إنه يعبر الأردن عند ميجاميا Mejamia حوالي 35 ميلاً شمال شرقي السامرة[15]. أما الثياب والأواني المُلقاة على الأرض، فتشير إلى أن حتى الذين حملوا القليل الضروري من الثياب والأواني بعد أن ساروا قليلاً ألقوه بسبب الرُعْب الذي حلَّ بهم، والرغبة في الإسراع. وكأن الرُعْب كان يتزايد بالنسبة للأراميين حتى بعد تَرْكهم المعسكر، حتى لا يُفكِّروا في العودة إليه. |
|