![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَبَرَصُ نُعْمَانَ يَلْصَقُ بِكَ وَبِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ! فَخَرَجَ مِنْ أَمَامِهِ أَبْرَصَ كَالثَّلْجِ. [27] ارتبط البرص في ذهن اليهود بالخطية لخطورة المرض صحيًا، وتشويه جسم الإنسان، وسرعة نقل العدوى. لهذا استخدمه الرب أحيانًا للتأديب كما فعل مع مريم أخت موسى بسبب كلامها ضد أخيها (عد 12: 10)، وما حدث مع جيحزي حين مال قلبه وراء نعمان السرياني يطلب الفضة والذهب ويكذب على أليشع النبي [27]، وما أصاب عزيا الملك لاعتدائه على وظيفة الكهنوت (2 أي 26: 16-21). البرص كالخطية لم يكن لدى اليهود كما بقية الأمم إمكانية الخلاص منه بأنفسهم، بل يشعر الكل بالحاجة إلى تدخل إلهي للخلاص منه. لذلك حُسب الشفاء منه تطهيرًا كما من النجاسة أو من آثار الخطية، كما قيل عن نعمان السرياني حين تطهَّر منه في مياه الأردن [10-14]، وحينما قال السيد المسيح نفسه "البرّص يطهرون" (مت 11: 5)، وحينما توسل إليه أبرص، قائلاً: "يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني"، فأجابه: "أريد فأطهر" (مت 8: 1-3). يشير البرص إلى الخطية (لا 13). جيحزي صار أبرص بسبب الطمع والخداع. وصارت مريم أخت موسى وهرون برصاء بسبب الغيرة والنقد اللاذع (عد 12). والملك عزيا بسبب الكبرياء (2 أي 26: 16-23). اشتهى جيحزي فضة نعمان، فاقتنى برصه الذي شُفي منه. شُفي نعمان من برصه، إذ آمن بالرب، وضُرب جيحزي بالبرص، لأنه تعدَّى الرب. يُشَبِّه الحكيم الجشعين بمن يقيمون أجنحة للثروة (أم 23: 5)، لا لكي تطير بهم إلى الراحة، بل لكي تطير عنهم وتختفي، فلا يجدون ما قد جمعوه. بينما الإنسان القانع والمستخدم العالم حسنًا يحمل جناحي الروح ليطير كما إلى السماء، إذا بالجشع يُطيِّر منه كل تعب يديه، ويبقى ملقيًا في العالم في عوزٍ شديدٍ! إذ اُستعبد جيحزي تلميذ أليشع النبي لمحبة المال، جرى وراء نعمان السرياني يأخذ منه شيئًا [2]، فنال ضعف ما طلبه، لكن التصق به برص نعمان وبنسله أيضًا [27]. وإذ طمع عخان بن كرمي في رداء شنعاري نفيس ومائتي شاقل فضة ولسان ذهب (يش 7: 21)، حلَّ غضب الله على الشعب كله بسببه. صار نعمان الأممي شاكرًا لله، وعاد يُكرِّم نبيه، وصارت الفضة والثياب الثمينة في عينيه كلا شيءٍ، بينما صار جيحزي تلميذ النبي العظيم طماعًا وكذابًا. أخذ الفضة ليطمرها في التراب، فصارت حياته ترابًا، وأخذ الثوبين ليرتديهما مع نسله، فارتدوا ثياب البرص معهما! v لا يمكنك أن تعيش حسب الله، إن كنتَ تحب المال والمسرات الأرضية. القديس أنبا إيسيذورس v إنني أقول لك، يا ابني، إنّ كل عملٍ رديء هو في هذين الأمرين: الزنا ومحبة المال، مع أنّ الزنا رديءٌ جدًّا، وبعد وقتٍ قليل يشمئز الإنسان منه بسبب رائحته الكريهة... أما محبة المال فتأتي من التكديس، وعندما تأتي تكون حلوةٌ لك، لأنها شرهة لا تشبع، لأجل هذا يجب أن يختم الإنسان أبواب كنيسة البرية وأبواب الأموات بالخوف من قوات هذا الزمان، لأنه في الحقيقة سيقوم أناسٌ معينون يبحثون ويستقصون عن ميراث الذين يرقدون ناسين هذا المكتوب: [إذا أتى الغِنى فلا تضعوا عليه قلوبكم] (مز 62: 10) LXX، وهذا ما يقول عنه الرسول: "محبة المال أصلٌ لكل الشرور" (1 تي 6: 10). القديس مقاريوس الكبير القديس مار أفرام السرياني القدِّيس يوحنا الذهبيّ الفم v على أي الأحوال يمكن أن يرمز جيحزي للشعب اليهودي... إذ ضُربوا ببرص الخطية في نفس الوقت الذي شُفي منه الأمم. أخيرًا، صرخ اليهود البؤساء أثناء آلام المسيح: "دمه علينا وعلى أولادنا" (مت 25:27). عندئذ استحقوا بالحق أن يُصابوا ببرص الخطية، عندما صرخوا بشفاة شريرة نحو الطبيب السماوي: "خذه، خذه، اصلبه" (يو 15:19). لذلك لصق بهم البرص في الوقت الذي فيه عبرت النعمة إلينا. أخيرّا تحدث الرسول بولس إليهم هكذا: "كان يجب أن تكلموا أنتم أولاً بكلمة الله، ولكن إذ دفعتموها عنكم، وحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية، هوذا نتوجه إلى الأمم" (أع 46:13). عندما عبر تعليم الرسل إلى الأمم لصق برص الخطية باليهود الأشقياء. الأب قيصريوس أسقف آرل نعم أيها التلميذ، من علَّمك إن كنت قد تعلمتَ؟ ومتى وأين تعاملنا مع محبة الذهب؟ لماذا يا جيحزي هذا العمل الجديد، الذي لم تشاهده فيَّ، فأنت مثل سارق وطماع عظيم؟ لماذا المقتنيات؟ ولماذا الكروم؟ ولماذا الزيتون، والغنى الفاسد الذي لا يدوم في عالم شرير؟ أمرتك عندما أرسلتك لتُحيي ميتًا، ألا تُبارَك ولا تبارِك من يلتقي بك. أمرتك أن تصمت وتُسرع في طريق النبوة العظمى، والآن لقد ملأتها بالسرقة. ليلتصق بك برص نعمان الأرامي، والذي أخذت فضته، فخذ برصَه واقتنِه لك. اقتنِ لك البرص والفضة، لأن هذا وتلك بغيضان، اقتنِ كليهما، وكن سخرية في العالم كله. تحققت كلمة ذلك القديس بسرعةٍ إلهية، وألبست جيحزي الطماع قميص البرص. مع كلمته تم الفعل بقوة عظمى، ولبس جيحزي النجاسة، واقتنى العار. القميص الذي خلعه نعمان لبسه جيحزي، وأظهر النبي العظيم قوته بكليهما. بكلمة فمه نزعه عن واحدٍ وألبس آخر، لأن قوة عظيمة كانت توجد في كلمته... طهَّر نعمان، وأعطى الدنس لهذا الطماع، ووقفت شهوة الذهب والسرقة في خجلٍ. احتقر الغنى وأعطى النصرة للفقر، وجعل من الطمع عارًا في العالم كله. وبما أن جيحزي اشتهى الثياب واقتناها، أعطاه النبي ثوب البرص، فلبسه وخزي. جُعل هذا مثل مرآة لمحبِّي الغنى، وجعل السارق مثلاً في العالم كله. صوَّر النبي صورة العار لهذا السارق، ووضعها في كتابه، وهوذا كل الخليقة تنظر إليه. بها يتعلم المرء أن محبة المال نجاسة، وبرَص خفي، وبغيضة جدًا لمن يقتنيها... إكليل النصرة لذاك الذي أبغض اقتناء الذهب! مبارك من وهب (أليشع) اسمًا جميلاً في العالم كله! القديس مار يعقوب السروجي |
|