العلامة أوريجينوس
يوضحً امتياز نهر الأردن عن بقية الأنهار، فإنه لا يوجد غير الأردن قادر على التطهير من البرَص. فعلى أنهار بابل جلس الإسرائيليون وتذكروا صهيون، وهناك بكوا. لقد سُبوا إلى بابل، وتذوقوا مياه غير مياه الأردن المقدسة، فاشتاقوا إلى نهر الخلاص. لقد جلسوا ولم يقدروا أن يقفوا، ويوبخ إرميا النبي مَن يشرب من مياه شِيحُور (إر 2: 18).
شتان ما بين فكر الله وفكر الإنسان. يظن الإنسان أنه قادر أن يحقق كل شيءٍ بما له، بينما يُقدِّم الله لنا خلاصه لكي نشبع ونتمجد بنعمته المجانية (إش 1:55؛ رو 24:3؛ رؤ 17:22). يريد الإنسان أن يختار وسائل الخلاص حسب هواه، ويريدنا الله أن نُسلِّم حياتنا وإرادتنا في يديه. يرى الإنسان أن طريق الخلاص صعب أو مستحيل، أما الله فيرى أن طريق الخلاص بسيط كالغسل في نهر الأردن المُقدَّم لكل نفسٍ مشتاقة إليه.
لم يخرج أليشع ليلتقي بنعمان تكبرًا منه، وإنما ليوجه أفكار نعمان إلى الرب لا إلى شخصه، ليعلم أن الشفاء من عند الرب.