منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 04 - 2025, 10:41 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,329

ميشع يُقدِّم ابنه ذبيحة


ميشع يُقدِّم ابنه ذبيحة

فَأَخَذَ ابْنَهُ الْبِكْرَ الَّذِي كَانَ مَلَكَ عِوَضاً عَنْهُ،
وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عَلَى السُّورِ.
فَكَانَ غَيْظٌ عَظِيمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ.
فَانْصَرَفُوا عَنْهُ وَرَجَعُوا إِلَى أَرْضِهِمْ. [27]

إذ شعر ملك موآب بالهزيمة تحرَّك بقوة لمحاربة أدوم وحده، فلم يقدر. عندئذ قدم ابنه البكر ذبيحة محرقة على السور. اغتاظ إسرائيل جدًا، وانصرفوا إلى أرضهم.
العجيب أن إسرائيل اغتاظ جدًا لتقديم ابن الملك البكر محرقة علانية، وحسب هذا رجاسة، فانصرف وعاد إلى أرضه، لكنه لم يفكر في إزالة عبادة الأوثان في بلده! فاض الله على الجيوش جداول مياه سريعة دون وجود ريح أو مطر، شرب منها الملوك الثلاثة والقادة والعسكر، ولم يفكر أحد في تقديم ذبيحة شكر أو تسبيح لله المعتني بهم. أما الوثني، فإذ دخل في ضيقة، وحوصرت مدينته، قدَّم ابنه البكر ذبيحة لصنمه.
يدهش الكثيرون لماذا غضب الرب على إسرائيل عندما ذبح ملك موآب ابنه للشيطان. هذا ما يحدثنا عنه القديس مار يعقوب السروجي في شيء من الاستفاضة، في ميمره عن: أليشع وملك موآب الذي ذبح ابنه على السور.
vأخذتُ الكتاب، وإذ كنتُ اقرأ، فاجأني العجب من ملك موآب الذي ذبح ابنه على السور.
تركتُ القراءة، وتوقفتُ بعجبٍ عظيمٍ، ودخلتُ واجتهدتُ لأفهم بحبٍ صافٍ.
ذبح الوثني ابنه على السور لإبليس الدنس، ومن قبل الله حلَّ الغضب على إسرائيل.
لهذا أخذتني الحيرة لأتكلم عن عملٍ، خَفِيتْ علَّته على الكثيرين...
ذبح لإبليس، وغلب الشعبَ العظيم... وسماع الموضوع يقلق الكثيرين.
الآن عزمتُ أن أتكلم عنه إن وُجد حبٌّ في الأذن التي تسمع لكي تفهم.
vفجأة أخذ ابنه البكر الذي يحبه، وأصعده مُحرَقة فوق السور أمام عيون الكثيرين.
اشتد غضب الرب على الشعوب المحيطة به، واشتد الشرّ على العبرانيين والأدوميين.
وصار فرج للملك الوثني بذبيحة ابنه، وتوقفت حرب الملوك التي كانت تُشَن عليه.
وبذبيحة ابنه زالت عنه الخصومة الكبرى، وبدم بكره كسب في حرب الجبابرة...
ولهذا فالاستفسار هو عظيم: كيف انتصر وثني بذبيحة دنسة أصعدها؟
الحرب هي حرب الرب، والذبيحة قُرِّبت لإبليس، كيف نصره الرب بذبيحة نجسة؟
لم يكن يقدر صنمُ الملك الذي ذبح له ابنه على السور أن ينتصر ولا أن ينهزم.
الرب الذي في يديه الغلبة والهزيمة، ذبيحة الوثني لم تكن ذبيحته، بل كانت ذبيحة الأصنام.
مكتوب: إن غضب الرب اشتد على إسرائيل، أما إبليس الذي قبل الذبيحة فلم يحقق الغلبة.
لنستفسر الآن: لماذا نصر الرب ملكَ موآب، بينما ذبح بكره للصنم؟
رأى أن الوثني اتّكل على إلهه، فاشتد غضبه على شعبه إسرائيل.
ذاك صدّق بأن صنمه الفاسد ينقذه، وشعب الرب كان متشككًا من خلاص الرب له.
لهذا احتد غضبه على العبرانيين، لأنهم لا يحبونه، ولا يفتخرون به مثل الوثنيين.
أحب الوثني إلهه الذي ليس إلهًا، حتى ذبح له بِكرَه.
أنا الرب والإله والمُخَلِّص، لماذا لم تحبوني أيها العبرانيون كما أحب هو صنمه؟
أحب ملك موآب ذاك الذي هو لا شيء، كما لو كان شيئًا عظيمًا، وبمحبة عظمى ذبح له بِكرَه.
وأنا الكائن والرب والعظيم، حسبني الشعب كلا شيء، وأبغضني.
ولهذا أسحق من لم يحبوني، أمام هذا الوثني الذي فيه حبّ لإلهه.
صدَّق هذا الوثني الكذبَ ولم يتشكك، ويُكذِّب شعبي الحقيقة، ويرتاب في الخلاص.
هذا الوثني الذي لم يجد في إلهه قوة ولا عونًا ولا معجزة جبارة،
ولا آيات ولا انتصارات بأي شكل من الأشكال، وثق فيه وذبح له ابنه، ولم يتشكك.
إسرائيل الذي رأى قوتي وذراعي الرفيعة التي شقت البحر، وفجَّرت الصخرة، وحلَّت الماء،
وأنزلت المنّ، وأصعدت السلوى، وأجزلت الخيرات، وفتحت النهر، وأسقطت الأسوار، وقهرت الملوك.
في مصر القوّات، وعلى البحر المعجزات، وفي البرية المذهلات، وفي سيناء الرعدة، وفي كل مكان مآثر من كل نوعٍ.
بعد هذه العظائم التي صنعتُها، شعبي مرتاب ومتراخي، ولا يصدقني بأنه سينتصر بي.
ولهذا أسلمه أمام الخاسر، ليتعلم منه كيف يتكل على إلهه.
ذاك يحب صنمه دون أن يختبره، وأنا جربني الشعب بالقوّات ولا يحبني.
موسى علّمهم أن يحبوا إلههم، ولم يسمعوا له، والوثني وبَّخه بمحبته البالغة لصنمه.
ذبح له بكره مع أنه لم يختبر مساعدته، وأنا احتقرني شعبي بينما مساعداتي كثيرة جدًا.
لأجل هذا اشتد الغضب على إسرائيل، عندما ذبح الموآبي ابنه على السور لصنمه.
لكي يخجل الشعب الذي لم يحب الرب سيده، مثل هذا الوثني الذي برهن على محبته بذبح ابنه.
هؤلاء الملوك الثلاثة الذين حاربوا ذلك الوثني رأوا الأعجوبة التي صنعها أليشع.
مستنقعات الماء للعطاش للشعب العظيم أنهار سريعة في صحوٍ بدون ضبابٍ.
شربت هذه الجيوش ولم يُسبِّحوا، ورأوا الآية ولم يتحركوا ليشكروا بسبب الأعجوبة.
ولهذا طُردوا بذبيحة الوثني، لأنه ربط اتكاله بإلهه بدون آية.
رأوا في أليشع قوة موسى العظيم، الذي صلَّى وملأ الوادي بالماء وسقاهم.
تفجرت السيول للجيوش في طريق أدوم، كتلك الصخرة التي ولدت المستنقعات في شونم.
ولأنهم أنكروا مجد حدوث آية عظيمة، كانوا يُحتقرون بواسطة وثني لم يرَ آية وآمن.
خسر الشقي، وخربت أرضه، وفنيَ شعبه، ورأى القوات التي صنعها رب بني يعقوب.
وسمع أخبار القوات التي صنعها أليشع، ورأى بأم عينيه ذراع أدوناي السامية.
اشتدت الحرب العظمى التي أحاطت به، وضعف بالخطر المحيق به من كل جهةٍ.
لم يبتعد عن إلهه بسبب حدوث الأعجوبة، ولم يتشكك هذا الشقي، ويحتقر صنمه، لأنه خسر.
ولم يترك إيمانه لأنهم غلبوه، ولم يظن بأن إلهه ليس إلهًا، لأنه لم يخلصه.
وبعد كل هذا ذبح له بكره، وصدَّق بأنه يساعده، ولم يتشكك في الخلاص.
رأى الرب وصعد غضبه على إسرائيل، لأنه لم يكن ثابتًا عند إلهه مثل الوثني.
تلك الثقة التي في (الموآبي) بما ليس بشيءٍ، كان يطلبها الرب، لتصير لشعبه ويثق به...
بذبيحة الوثني احتقرهم وهزمهم، لأنهم لم يكونوا متكلين على الله مثله.
القديس مار يعقوب السروجي
للقديس أفرآم السرياني تعليق آخر على ذبيحة الابن البكر لميشع ملك موآب، يرى أن مشيري الملك الحكماء أخبروه عن أعمال الله العجيبة، وطلبوا منه أن يُقدِّم أثمن ما لديه لهذا الإله، فقدَّم ابنه البكر، كما قدَّم إبراهيم ابنه، والقاضي يفتاح ابنته، فقبل الله ذبيحة ملك موآب.

vلذلك فإن ميشع الذي فقد كل رجاء له في جيوشه، حدث له تغيير كامل ومفاجئ من جهة سؤاله عونًا من الآلهة. فقد رأى أنه لا يمكن لكائنٍ بشري أن يعينه. قال له بعض حكماء بلده أنه من الضروري أن يتوسل طالبًا الرحمة من إله إسرائيل عن طريق ذبيحة غير عادية، تشبه تمامًا ذبيحة إبراهيم أب الإسرائيليين، وقد سُرّ بها الله، وذلك حسب التقليد الذي كان يتجدد بين الكنعانيين (تك 22: 1-18).
لقد عرفوا من الجميع الأمر العجيب جدًا الذي حدث أمام كل الموآبيين. إنه ليس أحد إلا (الله) هو الذي جعل المياه تفيض على شعبه في برية أدوم، فإنهم لم يسمعوا قط أو يعرفوا إله آخر يهب عابديه منافع أكثر مما يُقدِّمها هو.
لذلك فإن الملك الذي لم يستطع أن ينكر المعجزة التي رآها بعينيه، لم يرد أن يُحرَم من العون الكافي في تلك الظروف الصعبة المحيطة به.
لقد تأكد (في رجائه) وترك عبادة الأوثان بالتجائه إلى الله القدير الذي خلق بحرًا جديدًا في البرية. لهذا دعاه الحكماء ونبلاء موآب أن يقدم ذبيحة عظيمة، وهي بكره، عمود بيته، ورجاء مملكته على أسوار المدينة، أمام الجيوش التي حاصرته.
لقد أراد أن يرى العبرانيون الذبيحة التي يقدمها لإله إبراهيم، حسب تعاليم إبراهيم.
vيقلد الناس الذين يمارسون أعمالاً صالحة، ليس عن حب لهذه الأعمال الصالحة، وإنما لأجل نفعها...
سمع ملك موآب عن يفتاح. لكن، إذ كانت ابنته البكر التي ذبحها وليس حيوانًا، لذلك تحنن الله عليه، مع أنه فعل هذا ليس عن حبٍ، وإنما عن ألمٍ. في حالة يفتاح، لو كانت الذبيحة هي أحد خدامه ما كان يبالي به أحد لو أنه قام بذبحه. ولكن لكي لا يقوم البشر بتقديم ذبائح من إخوتهم في البشرية جعل ابنته تلتقي به، حتى يخاف الآخرون من تقديم كائنات بشرية نذرًا لله.
القديس أفرام السرياني
توجد تفاسير أخرى كثيرة لهذه الذبيحة، منها:

أولاً: يتساءل البعض هل قدَّم ملك موآب ابنه محرقة (مي 6: 7) لإلهه كموش ليرغمه أنه يرضى عنه، أم أنه قدَّم ابن ملك أدوم الذي أسره ملك موآب (عا 1:2).
ثانيًا: ماذا يعني بالقول: كان غيظ عظيم في إسرائيل؟
أ. يرى البعض أن ملكي يهوذا وأدوم إذ شاهدا ملك موآب يقدم ابنه ذبيحة ندما على ما كانا قد سبَّباه من قسوة مُفرِطة، وألقيا بالمسئولية على ملك إسرائيل، إذ هو الذي حركهما للحرب.
ب. يفسر البعض هذه العبارة أن إسرائيل حنق حنقًا شديدًا، وانصرفوا عن ملك موآب، ورجعوا إلى أرضهم.
ج. يرى آخرون أن الغيظ كان من جانب الموآبيين على إسرائيل ويهوذا وأدوم عندما شاهدوا ملكهم يُقدِّم ابنه البكر مُحرَقة على السور، فتشددوا في الدفاع حتى التزم الإسرائيليون بالانصراف عنهم.
د. يرى البعض أن ملك موآب قدَّم ابن ملك أدوم ذبيحة، وكان ملك موآب سبق أن أسر هذا الابن، ويرون أن ما ورد في (عا 2: 1) إشارة إلى هذه الحادثة.
تقديم الذبائح البشرية عادة قديمة جدًا، كانت تمارسها الكثير من الأمم في عصور متباينة.
قدم Burder ملاحظة دقيقة، وقائمة طويلة للأمم التي كانت تُقدِّم ذبائح بشرية. من بينها: الأثيوبيون، والفينيقيون والسكيثيون والمصريون، والصينيون والفارسيون، والهنود وأهل بلاد الغال، والغوصيون، أهل قرطاجنة، والعرب والبريطانيون (قبل غزوات الانجلوسكسانيين)، والرومانيون. كانت تتم بطرق كثيرة، أحيانًا بالذبح بالسكين وأحيانًا بالغرق، وأحيانًا بالحرق بالنار، وأحيانًا بالدفن وهم أحياء.
تمثَّل الإسرائيليون الذين عبدوا الأوثان بجيرانهم الفينيقيين في هذا الأمر (راجع إر 19: 5؛ مي 6: 7).
منذ سنوات قليلة أُكتشف نقش في Behistun، وكما يقول عنه الأستاذ Grotefend من هانوفر بأن النقش أشار إلى أن نبوخذ ناصر قام بحرق ابنه حتى الموت لكي يحفظ بابل من ضيقة
رد مع اقتباس
قديم 21 - 04 - 2025, 11:27 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
الوردة الذهبية Female
سراج مضئ | الفرح المسيحى

الصورة الرمزية الوردة الذهبية

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 125192
تـاريخ التسجيـل : Sep 2022
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : سوريا
المشاركـــــــات : 886

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

الوردة الذهبية غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ميشع يُقدِّم ابنه ذبيحة

سلمت يديك وسلم إبداعك تحياتي وتقديري
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الذي يُعِدُّ الذَبيحة هو الله الآب نفسه الذي يُقدِّم ابنه الوحيد ذبيحةً
الذي يُعِدُّ الذَبيحة هو الله الآب نفسه الذي يُقدِّم ابنه الوحيد ذبيحةً
يُقدِّم يسوع حياته ذبيحة من أجل جماعة كثيرة
لماذا طلب الله من إبراهيم أن يقدم ابنه ذبيحة
إبراهيم يقدم ابنه اسحق ذبيحة لله


الساعة الآن 04:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025