إنه العطاء والبذل، حتى الموت. نحب المحبة التي تصعد علي الصليب، المحبة التي تصل إلي الموت من أجل من تحبه، أو علي الأقل تكون مستعدة قلبيًا أن تصل إلي الموت وأن تبذل ذاتها. انظروا في التوبة وفي مقومة الخطية، كيف أن الرسول يعاتب أهل العبرانيين ويقول: "لم تقاوموا بع حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب 12: 4).
أتريد أن تحب الله؟ ينبغي إذن أن تحبه حتى الدم..
تقاوم الخطية حتى الدم. تصعد علي الصليب. تصلب ذاتك "تصلب الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل 5: 24) تصلب العالم داخل قلبك، فلا يتحرك في داخلك. وتصلب ذاتك، فلا تتحرك هذه الذات طالبه أن تظهر. هنا يبلغ الحب غايته. وهنا تفتخر علميًا بصليب ربنا يسوع المسيح، وتقول عنه "هذا الذي به قد صلب العالم لي، وأنا للعالم" (غل 6: 4). نتعلم من صليب السيد المسيح، أن نحب وأن نبذل. ولا يمكن أن نحب وأن نبذل إلا إذا أنكرنا ذواتنا.