![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جلس داود الملك أمام الرب كطفلٍ صغيرٍ يتحدَّث مع أبيه، يطلب منه بروح البنوة. إذ يَلِذُّ للأب أن يُنصِتَ إلى طلبة طفله. يُصغِي إليه باهتمامٍ عظيمٍ كمن يُسَرّ بكلماته أكثر من سروره بكلمات الفلاسفة. هكذا في دالة يطلب القدِّيس من الله كابنٍ ينطق بلغة الحُبِّ. قد ينطق الطفل بكلماتٍ قليلةٍ، لكن بحُبِّه العظيم لأبيه، يتكلم بدالةٍ وفيضٍ، لأن الحب يُسهِّل عليه أن يُعَبِّر عمّا بداخل الإنسان. v يتكلم الطفل أمام أبيه بحبٍ، ويُصغِي أبوه بحبٍ إلى كل ما يقوله له. وإذ يسمع أسئلته التي يطرحها عليه، يَقْبَلها كما لو كان يتكلم عن أمورٍ خطيرةٍ. حتى إن ثرثر كثيرًا ولم يُمَيِّز ما يقوله، يُسَرّ بكلامه أكثر من حديث الفلاسفة. ها أنا أتكلم مثل طفلٍ أمام أبيه، هأنذا أتكلم أمام الله بحُبٍ عظيمٍ. هأنذا أتكلم ولو قليلاً جدًا؛ فأنا لا أتكلم قليلاً جدًا، لأنه يسهل على الحب أن يتكلم كثيرًا قدر ما يشاء. القديس مار يعقوب السروجي |
![]() |
|