![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() اذا تعني عبارة "اغضب ولا تخطئ" في الكتاب المقدس تأتينا عبارة "اغضب ولا تخطئ" من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس (4: 26)، مرددة كلمات المزمور 4: 4. تدعونا هذه التعليمات الموجزة والقوية في نفس الوقت إلى التأمل بعمق في طبيعة الغضب ومكانته في الحياة المسيحية. يعترف هذا التعليم في جوهره بحقيقة الغضب كعاطفة إنسانية بينما يحذرنا من مخاطره المحتملة. إنه يعترف بأن الغضب في حد ذاته ليس خطيئة. هناك أوقات يمكن أن يكون فيها الغضب ردًا مناسبًا على الظلم أو القسوة أو تدنيس ما هو مقدس. ونرى هذا الغضب المستقيم متمثلاً في يسوع نفسه، الذي تحركت نفسه للسخط على الاستغلال الذي كان يحدث في الهيكل (مرقس 11: 15-17). لكن كلمات الرسول تحمل أيضًا تحذيرًا واضحًا. فبينما قد ينشأ الغضب، يجب أن نكون متيقظين لئلا ندعه يقودنا إلى الخطيئة. الغضب، إذا لم يتم التحكم فيه، يمكن أن يفسح المجال سريعًا للمرارة والاستياء وأعمال العدوان أو الانتقام. يمكن أن يسمم علاقاتنا، ويشوش على حكمنا، ويفصلنا عن الله وعن جيراننا. أود أن ألاحظ أن هذا التعليم الكتابي يتماشى مع فهمنا للتنظيم العاطفي. فالغضب هو شعور إنساني طبيعي، وغالبًا ما يكون بمثابة إشارة إلى أن هناك شيئًا خاطئًا أو أن حدودنا قد انتهكت. لا يكمن التحدي في عدم الشعور بالغضب أبدًا في إدارة هذا الغضب بشكل بنّاء. إن السياق التاريخي لهذا التعليم رئيسي. في عالم كان فيه الثأر والثأر شائعًا، دُعيت الجماعة المسيحية الأولى إلى أسلوب حياة مختلف جذريًا. كان عليهم أن يتميزوا بالمحبة والمغفرة والمصالحة، حتى في مواجهة الاضطهاد والظلم. في سياقنا المعاصر، تظل هذه الحكمة القديمة ذات صلة عميقة بالموضوع. نحن نعيش في عالم غالبًا ما يلهبه الغضب، حيث يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي والخطاب المستقطب أن يصعّد الصراعات بسرعة. إن الدعوة إلى "اغضبوا ولا تخطئوا" تتحدانا أن نتعامل مع القضايا التي تثير سخطنا بحق مع عدم السماح لهذا الغضب بالسيطرة علينا أو أن يقودنا بعيدًا عن السلوك المشابه للمسيح. عملياً، قد يعني ذلك عملياً: الاعتراف بغضبنا دون أن نتحكم فيه التأمل في الأسباب الجذرية لغضبنا تحويل غضبنا إلى عمل بنّاء من أجل العدالة والمصالحة ممارسة المسامحة والسعي لحل النزاعات اللجوء إلى الصلاة وطلب إرشاد الله عند الغضب |
![]() |
|