![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() السقوط في مأزق يقدم المرتل مرثاته نائحًا على فقدانه كل راحةٍ بشريةٍ وعونٍ من المحيطين به، وذلك مثل إرميا (25: 34-35). عوض تقديم العون أخفوا فخًا له لاصطياده. عِنْدَ مَا أَعْيَتْ رُوحِي فِيَّ، وَأَنْتَ عَرَفْتَ مَسْلَكِي، فِي الطَّرِيقِ الَّتِي أَسْلُكُ أَخْفُوا لِي فَخًّا [3]. كثيرًا ما يردد المرتل في مزاميره أن العدو يلاحقه، ولا يكف عن تدبير المكائد ضده، ينصب له الفخاخ في الطريق الذي يتوقع أنه يسلك فيه. يرى القديس أغسطينوس أن المرتل قد اشتدت به الضيقة حتى بدت روحه كما في حالة إعياء، وظن المقاومون أنه انهار. لقد أدرك من خلال التصاقه الخفي بالله وانسكاب قلبه وفكره أمامه، أنهم هم الذين سقطوا، وأنه هو قام واستقام (مز 20: 8). إذ عيناه على الرب يهبه الرب أن يخرج قدميه من الشبكة (مز 25: 15). بهذا يصبر إلى المنتهى ويخلص (مت 10: 23). ما يقوله المرتل ينطبق على حال الشهداء الذين وإن قُبض عليهم، وظن الأشرار أن لهم سلطان عليهم، وأنهم قد أخفوا لهم فخًا في الطريق، إذا بالمسيح نفسه هو طريقهم الذي لن يتسلل إليه أي فخ. يقتني الشهداء المسيح نفسه طريقهم، ونصرتهم وإكليلهم! *"في الطريق التي أسلك أخفوا لي فخًا". الرذائل في الباب المجاور للفضائل. في كل طريق يقرر أن يسلكه تُوضع له فيه فخاخ، سواء في الصوم أو الصدقة أو أي عمل صالح آخر. القديس جيروم *عندما ترى إنسانًا يائسًا بسبب ضيق، وينطق بكلمات صعبة، لا تحسب أن الضيق هو السبب، إنما ضعف المتكلم هو السبب. إنه لأمر طبيعي بالنسبة للضيق أن يجلب أثرًا مضادًا: الاهتمام وندامة الفكر والسلوك اليقظ وعمق التقوى. لهذا قال أيضًا بولس: "الضيق ينشئ صبرًا، والصبر تزكية" (رو 5: 3). فإن كان اليهود قد تذمروا، فالتذمر ليس بسبب الضيق، بل بسبب غباوتهم. فعندما اجتاز القديسون تجربة ما، صاروا في أكثر روعة، وصارت مفاهيمهم أكثر ثباتًا. لذلك قال المرتل نفسه: "خير لي أنك أذللتني، لكي أتعلم فرائضك" (راجع مز 119: 71). وقال بولس: "ولئلا ارتفع بفرط الإعلانات ُأعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع. من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني، فقال لي: تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تكمل. فبكل سرورٍ لكي تحلّ عليّ قوة المسيح. لذلك ُأسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح. لأني حينما أنا ضعيف، فحينئذ أنا قوي" (2 كو 12: 7-10). ألا ترونه كيف يستيقظ بالأكثر في التجارب، ملتجًأ في الله، إلى درجة عظيمة، فيلتصق به باتقادٍ عظيم، حتى عندما يدخل في أعماق المتاعب نفسها. هذا في الواقع ما يعنيه بقوله: "عندما أعيت روحي فيّ"، وبهذا يظهر بالأكثر مملوء غيرة؟ القديس يوحنا الذهبي الفم *كل مسلك في الحياة مملوء بالفخاخ. لهذا يقول الإنسان البار: "في الطريق التي أسلك أخفوا لي فخًا". ولهذا يليق بكم أن تسلكوا في الطريق القائل: "أنا هو الطريق والحق والحياة"، فتقولون: إنه يهدي نفسي؛ يقود نفسي في طرق العدل من أجل اسمه. القديس أمبروسيوس *يقول داود: في الطريق التي أسلك أخفوا لي فخًا، بمعنى أنه في طريق الفضيلة التي نسير فيها، حين نطلب جهالة دعوتنا ونفخر بنجاحنا، نغطس، ونسقط ونتورط في فخاخ المجد الباطل. القديس يوحنا كاسيان *عند فناء روحي مني، أي عندما أشرف على الموت، عندما تفارقني نفسي، ففي وقت الضيق لم أيأس. وأنت يا رب عالم بذلك، وتعرف سبلي، كما تعرف الحيل التي يحتال بها أعدائي عليّ، كما يخفون ليّ فخًا في طريقي. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | أخفي الخطاة لي فخًا |
أخفوا لي شباك ومصائد في التراب |
مزمور 35 - لأنهم مجانًا أخفوا لي فساد فخهم |
نجوم أخفوا مرضهم عن زوجاتهم وجمهورهم |
ترنيمه ليـنا مكان { الفرح المسيحي } |