منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 03 - 2025, 11:38 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,343,888

حكمة الرب يسوع وكيف قاد المرأة وسما بفكرها إلى أعلى




الماء الحيّ
عند القديس يوحنا ذهبي الفم

“أجابَ يَسوعُ وقالَ لها: “كُلُّ مَنْ يَشرَبُ مِنْ هذا الماءِ يَعطَشُ أيضًا. ولكن مَنْ يَشرَبُ مِنَ الماءِ الذي أُعطيهِ أنا فلن يَعطَشَ إلَى الأبدِ، بل الماءُ الذي أُعطيهِ يَصيرُ فيهِ يَنبوعَ ماءٍ يَنبَعُ إلَى حياةٍ أبديَّةٍ”. (يو٤: ١٣-١٤)

يُسمَّي الكتاب المقدس الروح القدس (بالنار) أحياناً، و(بالماء) أحيانا أخرى، مُظهِراً أن هذه الأسماء ليست تصويرية لمعناها الحرفي، وانما لعملها، وذلك لأن الروح القدس بكونه غير مرئي وبسيط، فليس من الممكن أن يكون مصنوعاً من مواد مختلفة.

وعن التسمية (بالنار) يصرح يوحنا المعمدان فيقول: “…. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار” (مت٣: ١١).

أما عن التسمية الأخري (بالماء)، فيقول السيد المسيح: “مَنْ آمَنَ بي، كما قالَ الكِتابُ، تجري مِنْ بَطنِهِ أنهارُ ماءٍ حَيٍّ” (يو ٧: ٣٨) “قالَ هذا عن الرّوحِ الذي كانَ المؤمِنونَ بهِ مُزمِعينَ أنْ يَقبَلوهُ…” (يو٧: ٣٩).

وعندما كان يتحدث مع المرأة السامرية أيضًا سمي الروح القدس (بالماء) حيث قال: “مَنْ يَشرَبُ مِنَ الماءِ الذي أُعطيهِ أنا فلن يَعطَشَ إلَى الأبدِ”. وقد سمي الروح القدس (نارآ) ليشير إلى خاصية النعمة المنشطة والمدفئة، وقدرتها على تحطيم الخطايا.

أما التسمية (بالماء) فليوضح قوة التطهير التي تحدث به، ومدي التنشيط الكبير للعقول التي تقبله. وهذا سبب وجيه، حيث أنه يجعل النفس المرحبة بقبوله، مثل حديقة كثيفة بكل أنواع الأشجار المثمرة والمزهرة دومًا، لا تشعر أبداً، لا بالكآبة ولا بمكائد الشيطان، وقادرة على أن تطفيء سهام الشرير الملتهبة.

لاحظوا، أرجوكم، حكمة الرب يسوع، وكيف قاد المرأة وسما بفكرها إلى أعلى. فلم يبدأ معها بقوله: “لو كُنتِ تعلَمينَ عَطيَّةَ اللهِ، ومَنْ هو الذي يقولُ لكِ أعطيني لأشرَبَ..”، ولكنه قال ذلك بعدما أعطاها الفرصة لكي تدعوه (يهودياً)، ثم تجاوز عن فعلها هذا ورفض الإتهام قائلاً: “لو كُنتِ تعلَمينَ عَطيَّةَ اللهِ، ومَنْ هو الذي يقولُ لكِ أعطيني لأشرَبَ، لَطَلَبتِ أنتِ مِنهُ فأعطاكِ ماءً حَيًّا…”. فبعد أن أجبرها، بوعوده العظيمة، على أن تتذكر أباها يعقوب، عندئذ سمح لها أن ترى وتفكر بوضوح.

وحينئذ، عندما اعترضت قائلة: “ألَعَلَّكَ أعظَمُ مِنْ أبينا يعقوبَ…”؟ لم يقل لها: “نعم أنا أعظم” (لأن ذلك كان سيبدو كبرياء منه، بينما الدليل لم يظهر بعد)، ولكن ما قاله كان يوضح هذا، لأنه لم يقل ببساطة: “سوف أعطيك الماء”!، ولكن بعدما أبعد موضوع الماء الذي أعطاه يعقوب جانبًا، تحدث عن الماء الذي يعطيه هو، راغبأ في أن يظهر من طبيعة الأشياء التي تمنح، مدي عظم الفرق بين شخصيتي الواهبين لهذه الاشياء، وعظم مكانته أكثر من يعقوب. فقال لها ما معناه: “إذاً أعطيك أنا ماءً أفضل بكثير من هذا الماء؟، لقد اعترفت بنفسك في البداية أنني أعظم من أبيك يعقوب، وذلك بجدالك معي، وبسؤالك لي: العلك أعظم من أبينا يعقوب، حتي انك وعدتني بأن تعطيني ماء أفضل؟ فإذا أخذت وقبلت هذا الماء، فهذا بالتأكيد إعتراف منك بأنني أعظم من أبيك يعقوب.”، هل ترى مدى سلامة حكم المرأة، حيث كانت تبني قراراتها على الحقائق، وذلك عن كل من السيد المسيح ويعقوب أيضًا؟. لم يفعل اليهود ذلك، حتي عندما رأوه يطرد الشياطين، ولم يعتبروه أعظم من يعقوب، بل قالـوا عنه: بـه شيطان!. أمـا المرأة فقـد ذهبـت بأفكارهـا حيثمـا أراد لهـا المسيـح.

ومـن التوضيحات التي أظهرها بأعماله آمنت به، لأنه بهذه الأعمال أيضًا أوضح ذاته وقال: “إنْ كُنتُ لستُ أعمَلُ أعمالَ أبي فلا تؤمِنوا بي. ولكن إنْ كُنتُ أعمَلُ، فإنْ لم تؤمِنوا بي فآمِنوا بالأعمالِ،…” (يو ١٠: ٣٧-٣٨) وهكذا رفع المرأة إلى الإيمان. عندما سمع السيد المسيح السؤال: “ألَعَلَّكَ أعظَمُ مِنْ أبينا يعقوبَ…”؟ ترك الحديث عن يعقوب جانبًا، وتحدث عن الماء قائلاً: “”كُلُّ مَنْ يَشرَبُ مِنْ هذا الماءِ يَعطَشُ أيضًا.”، وجعل المقارنة ليست بالإنتقاص من قدر الشيء، بل بإظهار إمتياز الشئ الآخر. فالسيد المسيح لم يقل إن هذا الماء عدم، ولم يقل أنه سفلي، ولم يقل انه جدير بالازدراء، بل قال ما تشهد به الطبيعة أيضاً: “كُلُّ مَنْ يَشرَبُ مِنْ هذا الماءِ يَعطَشُ أيضًا. ولكن مَنْ يَشرَبُ مِنَ الماءِ الذي أُعطيهِ أنا فلن يَعطَشَ إلَى الأبدِ،….”

لقد سمعت المرأة قبلاً عن “الماء الحي” (الآية ١٠). ولكنها لم تعرف بعد معناه. لقد ظنت أن هذا الماء سمي ماءً حياً لكونه دائماً طوال السنة، يفيض دومًا بلا انقطاع من ينابيع لا تتوقف، هذا ما اعتقدته عن الماء الحي. لذلك يشرح لها السيد المسيح، بأكثر توضيح، وبالمقارنة بماء البئر، كيف يتفوق الماء الآخر (الحي) الذي يعطيه هو، علي هذا الماء فماذا قال؟: “كُلُّ مَنْ يَشرَبُ مِنْ هذا الماءِ يَعطَشُ أيضًا. ولكن مَنْ يَشرَبُ مِنَ الماءِ الذي أُعطيهِ أنا فلن يَعطَشَ إلَى الأبدِ.”هذا الكلام، وخاصة الكلام الذي قيل بعد ذلك، يظهر امتياز الماء الحي عن الماء المادي الذي ليس له مثل هذه الصفات. وما الذي قاله بعد ذلك؟ لقد قال: “بل الماءُ الذي أُعطيهِ يَصيرُ فيهِ يَنبوعَ ماءٍ يَنبَعُ إلَى حياةٍ أبديَّةٍ” فحيث أن من لديه ينبوع بداخله لا يمكن أن ينال منه العطش أبداً، فبالمثل لا يعطش أبداً من ينال هذا الماء الحي.

لقد آمنت المرأة في الحال، مظهرة نفسها بأكثر حكمة مما كانت لنيقوديموس. وليس أكثر حكمة فحسب، بل أيضا أكثر إنسانية، لأنه (كمعلم للناموس) عندما سمع آلاف المرات مثل هذا الكلام، لم يدع الآخرين ليسمعوا، ولا هو نفسه تكلم بصراحة. أما المرأة فقد أظهرت أعمالاً رسولية، مبشرة بالإنجيل للجميع، وداعية إياهم إلى السيد المسيح، جاذبة مدينة بأكملها اليه.

ولكن نيقوديموس عندما سمع قال: “كيف يكون هذا؟” ولما أوضح له السيد المسيح بمثال واضح وهو مثال الريح، لم يفهم المعنى أو لم تصله الكلمة بوضوح. لم تكن المرأة كذلك. ففي البداية تشككت، وبعد ذلك استوعبت الكلمة بشكل مؤكد. لقد أسرعت مباشرة إلى إعتناق الكلمة، لأنه عندما قال لها السيد المسيح: “الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية.” ففي الحال “قالتْ لهُ المَرأةُ: يا سيِّدُ، أعطِني هذا الماءَ، لكَيْ لا أعطَشَ ولا آتيَ إلَى هنا لأستَقيَ” (آية ١٥).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أغلى اسم في الوجود والخلود إنه: الرب يسوع
عند تفكرها بالمشهد المزمع حدوثه بموت يسوع
يعطينى الرب نسلا.
مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً وَلا عَائِفٌ وَلا مُتَفَائِلٌ
لا يُوجَدْ فِيكَ… مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً وَلا عَائِفٌ وَلا مُتَفَائِلٌ وَلا سَاحِرٌ


الساعة الآن 03:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025