وَهَؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ، الَّذِينَ تَشَدَّدُوا مَعَهُ فِي مُلْكِهِ مَعَ كُلِّ إِسْرَائِيلَ،
لِتَمْلِيكِهِ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ. [10]
أكَّدَ الوحي الإلهي أن سرَّ تزايد عظمة داود هو أن ربَّ الجنود كان معه [9]، وفي الحال بدأ يتحدث عن رؤساء الأبطال الذين له.
عندما يكون المؤمن في شركة مع رب الجنود، لا ينحصر نجاحه في نموه الشخصي، وإنما في العاملين معه أيضًا. لا يليق بالعظماء أن ينسبوا عظمتهم إلى أنفسهم في تشامخ وكبرياء، وإنما في الله العامل فيهم وفي العاملين معهم.
الله يعمل بنا وفينا خلال نعمته التي تعمل أيضًا فيمن يعملون معنا! علامة المعيَّة مع الله، أنه يعمل بالكل؛ فالله هو الكل في الكل، يريد أن يعمل بالجميع.
تشدَّد داود بالله إله القوات، وتشدَّد معه العاملون معه، وتشدد معهم كل إسرائيل [10].
عمل الله في حياة شعبه، أن يحث القائد الأمين أن يُقِيمَ قادة نامين في كل شيء، والقادة يعملون لحساب الجماعة كلها، والجماعة ككل تسند الملك أو الرئيس أو القائد. شركة عجيبة بين الله الإنسان، وبين الإنسان وأخيه الإنسان.
الرؤساء الأبطال الذين لداود هم الذين تبعوه في فترة رفضه، والآن وقد رُفِعَ إلى العرش، فارتفع هؤلاء أيضًا، وهنا نجد شيئًا لازمًا لنفعنا.
داود كان رمزًا لربِّنا يسوع الذي يدعو مؤمنيه شعبًا له وهم "الأبطال الذين له". في مجيئه كان الرب يسوع مرفوضًا من الكثيرين. فقد قال خاصته: "لا نريد أن ذاك يملك علينا". في أيامنا هذه المسيح مرفوض من العالم، فنحن نعيش فترة رفض المسيح وهو يدعو رجاله الأبطال.