![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() كيف يمكننا أن نتأكد من قبول صيامنا وصلواتنا وقربنا لله؟ يكرّس كثيرون أنفسهم للصوم والصلاة على أمل أن تتفوق عبادتهم وصلاحهم البشري على معاصيهم. هذا الالتزام جدير بالإعجاب، بينما علينا أن نواجه حقيقة صارمة: وهي أننا جميعًا لن نبلغ معيار الصلاح الكامل الذي يريده الله منا. لأن حتى أكثر النفوس تقوى وتدينا اليوم تعاني من صراع مع ثقل المعاصي والشعور بالذنب. «وَقَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ تَقْوَانَا، وَقَدْ ذَبُلْنَا كَالْوَرَقَةِ، وَآثَامُنَا كَالرِّيحِ تَحْمِلُنَا» (إشعياء 64: 6، فان دايك معدَّلة) إذا كانت حتى أفضل جهودنا وتديننا تحمل وصمة المعاصي والشعور بالذنب، فكيف يمكن للصوم أو أية طقوس أخرى وحدها أن تجعلنا أصحاب تقوى وهداية حقيقية؟ تأمل في قاعة محكمة: رجل مذنب قاتل خارق للقانون، فيخبر القاضي بأنه تبرع للجمعيات الخيرية بالملايين، ويصلى يوميًا، ويصوم على الاقل يومين في الأسبوع وقام بكل الطقوس الدينية. هنا دور القاضي هو النظر في الجريمة، وليس قياس الأعمال الصالحة التي يريد المجرم ان يغطي بها جريمته. وبالمثل، لا يمكن لأي كمية من الصوم أو الأعمال الصالحة أن تمحو المعاصي بصفة عامة. لأن التعدي على حق الله أو الناس لن ينمحى بأعمالك الصالحة أبدا. لأن الجريمة أعظم وأصعب مما نتصور والعدل الإلهي يطلب الكمال وعقاب المجرم واسترداد المسلوب. اذن لابد من الكمال لإرضاء الله. التسديد الكامل للحق الإلهي هو من يشبع عدالة الله. وبعيدًا عن التقليل من قيمة الصوم، يوجهنا هذا الفهم إلى أن حاجتنا الأعظم والاعمق، وهي وسيلة للتطهير والقداسة من الداخل، وليس مجرد انضباط خارجي ذاتي وطقوس جوفاء خالية من الروح. |
![]() |
|