![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() “لماذا يحتاج الله إلى وسيط؟ لماذا لا يغفر ببساطة؟“ يكمن الجواب في طبيعة الله. إن عدله ليس خيارًا؛ إنه جوهري لذاته. فعدل الله صفة أزلية لا تتغير. كما أن الرحمة صفة أزلية في كيانه. فالغفران دون التعامل مع المعصية سيُضعف قداسته وينسف عدله. تخيّل قاضيًا يطلق سراح مجرمٍ دون التصدي لجرمه — لن يكون ذلك القاضي عادلًا. في يسوع، تلتقي صفة العدالة الأزلية لله ورحمته ومحبته بشكلٍ كامل. لا يتم تجاهل عقاب المعصية؛ بل تُعالج بالتمام وتعطي رجاء للخاطيء. أضف إلى ذلك أن المسألة ليست تهرّبًا من المسؤولية. فكل إنسان سيظل مسؤولًا أمام الله. لكن كفارة يسوع تتعامل مع تلك المسؤولية بشكلٍ فريد ومن جانب واحد، محققةً العدل دون مطالبتنا بالمستحيل — حياةٍ خاليةٍ من المعاصي تمامًا. لأن الله كامل في قداسته ولا يرضى سوى بالكمال. يسوع، بحياته الخالية من المعصية ودفعه الثمن بآلامه من أجل الآخرين، يقدم لنا وسيلةً يجتمع فيها العدل والرحمة. وعندما يثق شخصٌ في يسوع، فهو لا يتجنب المسؤولية؛ بل يعترف بأن عدل الله تمت الاستجابة بالنيابة عنه. قد يتساءل آخرون: “ألا يكفي أن أبذل جهدًا أكبر وأضحي أكثر؟“ ورغم أن السعي لتطوير الذات أمرٌ محمود، فإنه لا يعالج المشكلة الأساسية — معصيتنا. يشير الكتاب المقدس إلى أن أي قدرٍ من الجهد لا يمحو ما فعلناه من أخطاء، ولا ينتزع عنا ثقل الذنب والخزي. فقد تلمع الأعمال الصالحة المظهر الخارجي، لكنها لا تطهر القلب لأن المغفرة في خطة الله تتم منذ البداية بالذبيحة والكفارة. فذبيحة يسوع الكامل وموته الكفاري على الصليب هو الحل الحقيقي للمسألة الجذرية وهي المعصية. فالأمر اذن لا يتجلى في التخلص من المسؤولية الشخصية؛ بل بالاعتراف بأننا عاجزون عن تحقيق الكمال بأنفسنا وبمجهودنا. وبصفته الذبيحة الكاملة والكفارة الأخيرة، يحقق يسوع عدل الله، ويقدم تحولًا لا يستطيع الجهد الذاتي البشري وحده تأمينه. فعند الثقة به، نحصل على الغفران والقلبً الجديد. إن نظام الذبائح بأكمله، الذي سبَق يسوع في العهد القديم، كان يشير ويرمز إلى هذه الذبيحة الكاملة والنهائية. فالذبائح المتكررة من الثيران والتيوس لم تكن قادرةً على محو المعاصي فعلًا، كما يقول عبرانيين 10:4 (فان دايك مع التعديل): «لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعَ مَعَاصِي.» لقد مهدت تلك الذبائح الطريق وتهيأت قلوب الناس للحمل النهائي لله — يسوع — الذي سيرفع خطية العالم، كما في يوحنا 1:29 (فان دايك): «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!» |
![]() |
|