![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يطلب رجلاً ماهرًا من ملك صور 3 وَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ إِلَى حُورَامَ مَلِكِ صُورَ قَائِلًا: «كَمَا فَعَلْتَ مَعَ دَاوُدَ أَبِي إِذْ أَرْسَلْتَ لَهُ أَرْزًا لِيَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا يَسْكُنُ فِيهِ، 4 فَهأَنَذَا أَبْنِي بَيْتًا لاسْمِ الرَّبِّ إِلهِي لأُقَدِّسَهُ لَهُ، لأُوقِدَ أَمَامَهُ بَخُورًا عَطِرًا، وَلِخُبْزِ الْوُجُوهِ الدَّائِمِ، وَلِلْمُحْرَقَاتِ صَبَاحًا وَمَسَاءً، وَلِلسُّبُوتِ وَالأَهِلَّةِ وَمَوَاسِمِ الرَّبِّ إِلهِنَا. هذَا عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. 5 وَالْبَيْتُ الَّذِي أَنَا بَانِيهِ عَظِيمٌ لأَنَّ إِلهَنَا أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ الآلِهَةِ. 6 وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا، لأَنَّ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُهُ! وَمَنْ أَنَا حَتَّى أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا إِلاَّ لِلإِيقَادِ أَمَامَهُ؟ 7 فَالآنَ أَرْسِلْ لِي رَجُلًا حَكِيمًا فِي صَنَاعَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ وَالأُرْجُوَانِ وَالْقِرْمِزِ وَالأَسْمَانْجُونِيِّ، مَاهِرًا فِي النَّقْشِ، مَعَ الْحُكَمَاءِ الَّذِينَ عِنْدِي فِي يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ الَّذِينَ أَعَدَّهُمْ دَاوُدُ أَبِي. وَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ إِلَى حُورَامَ مَلِكِ صُورَ، قَائِلاً: كَمَا فَعَلْتَ مَعَ دَاوُدَ أَبِي، إِذْ أَرْسَلْتَ لَهُ أَرْزًا لِيَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا يَسْكُنُ فِيه ِ[3] بعد أن أحصى سليمان الرجال العاملين في دولته، لجأ إلى ملك صور بأسلوبٍ روحيٍ وديعٍ وحكيمٍ. أرسل سليمان إلى حورام ربما يشكره على تهنئته بتجليسه ملكًا، وفي نفس الوقت يطلب مساعدته في بناء هيكل للرب. وهنا نلاحظ الآتي: أ. يبدأ رسالته بالكشف عن العلاقات الطيبة التي كانت بين حورام ملك صور وداود أبيه، وكأن علاقته ترجع إلى علاقة صداقة قديمة وأصيلة لا تشوبها شائبة [3]. لقد تحدَّث داود مع حيرام بخصوص بناء بيت الرب وعن العهد مع الله (2 صم 7). فطلب سليمان من ملك صور علامة على تنمية صداقة أصيلة تسودها المودة. ب. إنه لا يُقِيم نصبًا تذكاريًّا لأبيه، إنما يُقِيم هيكلاً لله الذي لا تسعه السماوات والأرض. ما كان يشغل سليمان ليس مجده الزمني ولا مجد أبيه، بل مجد الله الحيّ. ج. في شيءٍ من الوضوح يكشف سليمان لحورام عن هدفه من بناء بيت الرب إلهه ألا وهو لكي يمارس الشعب بكهنته الآتي: · لكي يقدّس له [4]، أي يشهد له بأنه قدوس، مُتشبِّها بالسيرافيم إذ يقولون: "قدوس" ثلاث مرات (إش 6: 3)، مكررين ذلك بلا انقطاع. · يوقد أمامه بخورًا عطرًا [4]، مُتشبِّهًا بالمخلوقات الحية والقسوس السمائيين الواقفين أمام الخروف ولهم كل واحدٍ قيثارات وجامات من ذهبٍ، مملوءة بخورًا هي صلوات القديسين (رؤ 5: 8) · يُقَدِّم خبز الوجوه الدائم [4]. · يُقَدِّم مُحرَقات صباحية ومسائية [4]. · يمارس احتفالات أسبوعية (السبوت) وشهرية (الأهلّة) وسنوية (مواسم الرب إلهنا)، بجانب اليوبيل الخ [4]. في صداقته مع ملك صور لا يُداهِن، بل يشهد لله "لأن إلهنا أعظم من جميع الآلهة... سماء السماوات لا تسعه [5-6]. لقد خشي سليمان أن يظن حيرام أن الله إله إسرائيل مثل آلهته الوثنية التي يحصرونها في هياكلهم. ج. مع اعتزازه بالله في تواضعٍ، يكتب بغير خجلٍ: "من أنا حتى أبني له بيتًا للإيقاد أمامه؟! [6]. فمع رغبته في بناء بيتٍ عظيمٍ، ليس من وجه للمقارنة بين عظمة البيت وعظمة الرب نفسه. أراد أن يؤكد للملك أن الله ليس مثل آلهة الأمم، يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي (أع 17: 24). إنما يبني البيت، لكي يجد الكهنة والعابدون موضعًا يُعَبِّرون فيه عن حُبِّهم لله، ورغبتهم في العبادة له. د. ما يطلبه سليمان هو أن يمده حورام برجلٍ قائدٍ حكيمٍ وذي خبرة. فسليمان لديه رجال مهرة في أورشليم ويهوذا، الذين سبق فعيَّنهم أبوه داود (1 أي 22: 15)، وهو محتاج إلى قائدٍ يستطيع أن يقود هؤلاء المهرة. كان ملك صور يُمَثِّل الأمم الذين لم ينجح الشعب في طردهم أو في استعبادهم، لكن يُمَثِّل القلة التي يمكنها قبول الإيمان بالإله، وكان هؤلاء مقبولين كشركاء في هذا العمل العظيم: تشييد بيت للرب. يكشف خطاب سليمان لحورام ملك صور عن النظرة الكتابية للهيكل أو بيت الرب. أولاً: يكشف السفر خاصة هذه الرسالة أن عمل سليمان الملك الرئيسي هو بناء الهيكل وتنظيم العبادة فيه، وانشغال الأمة كلها باللقاء مع الله خلال العبادة. يبدو كأنه ليس لسليمان وحكمته وأنشطته شيء سوى هذا الهيكل. ثانيًا: تأكيد أن الله لا يُحَد بمكانٍ ما، وأن الله يُعلِنُ عن حضوره من أجل شعبه، لينعم باللقاء معه، والتعبير عن الحب المتبادل بين الله والبشرية خاصة شعبه. ثالثًا: اهتمام سليمان بمساهمة حورام ورجاله في بناء الهيكل، يُعَد الطريق للكشف عن دعوة الأمم لإنجيل المسيح. الأمر الذي كان الله يُعِد اليهود لقبوله عبر كل تاريخهم وخلال أنبيائهم. فقد وُجِدَ أيوب وهو ليس من نسل إبراهيم، وسُجِّلَ باسمه سفر من أسفار الكتاب المقدس. كما قيل عنه: "كان هذا الرجل كاملاً ومستقيمًا يتقي الله، ويحيد عن الشر" (أي 1: 1). وجاء الوعد الإلهي لإبراهيم نفسه: "أما أنا فهوذا عهدي معك، وتكون أبًا لجمهورٍ من الأمم" (تك 17: 4). يقول الرب: "آتي بهم إلى جبل قدسي، وأفرحهم في بيت صلاتي، وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحي، لأن بيتي بيت الصلاة يُدعَى لكل الشعوب" (إش 56: 7). v "ليس نبي مقبولاً في وطنه" (لو 4: 24). إذ كانت عناثوث وطن إرميا (إر 11: 21) لم تُحسِن استقباله. وأيضًا إشعياء وبقيَّة الأنبياء، رفضهم أبناء وطنهم، أي أهل الختان... أما نحن الذين لا ننتسب للعهد بل كنَّا غرباء عن الوعد، فقد استقبلنا موسى والأنبياء الذين يعلنون عن المسيح، استقبلناهم من كل قلوبنا أكثر من اليهود، الذين رفضوا المسيح، ولم يقبلوا الشهادة له. العلامة أوريجينوس |
![]() |
|