![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "للولادة وقت وللموت وقت" [2] الله في محبته لنا حدد موعد ولادتنا وأيضًا وقت رحيلنا من هذا العالم؛ هذا لا يعني أننا لا نهتم بحياتنا الجسدية بحجة أن الله قد عيَّن ساعة رحيلنا، وإن اهتمامنا لن يُجدي شيئًا. فقد طلب السيِّد المسيح من تلاميذه أن يهربوا متى اضطهدوا، ليس خوفًا من الموت، وإنما لأجل سلامهم. وقد هاجم الأريوسيون البابا أثناسيوسبسبب هروبه منهم حينما حاولوا قتله. وفي دفاعه قال: [لقد قال الأب إسحق لابنه عيسو: " إنني قد شخت ولست أعرف يوم وفاتي" (تك 27: 2). أما ربنا فبكونه الله كلمة الآب، عرف الوقت الذي يعينه هو للجميع، وكان عالمًا بزمان آلامه الذي حدده هو شخصيًا لجسده، ومع هذا فلأنه صار إنسانًا لأجلنا اختفي حينما طلبوا (قتله) قبل حلول الزمن المحدد، وذلك كما نفعل نحن. وحينما كان يُضطهد كان يهرب متجنبًا مخططات أعدائه، وكان يجتاز في وسطهم]. إن كان الرب قد حدد موعد ميلادنا وموعد موتنا، مع هذا يضع على عاتقنا مسئولية الاهتمام بحياتنا الزمنية وصحة جسدنا وسلامته، فإنه أيضًا يُحدد موعد موت إنساننا العتيق وميلاد إنساننا الجديد حيث يتم الأمران معًا في وقت واحد في المعمودية (رؤ 6: 4-6)، ونحن أيضًا ملتزمون بالعمل بروح الله، مجتهدين ألاَّ نعيش حسب أعمال الإنسان العتيق بل حسب الإنسان الجديد. * في اللحظة عينها قد مُتم ووُلدتم؛ وقد صار ماء الخلاص هذا في الحال هو قبركم وأُمكم، وما تحدث عنه سليمان بالنسبة للآخرين صار يُناسبكم أنتم أيضًا؛ إذ يقول: "للحَبَل وقت وللموت وقت". أما بالنسبة لكم فيحدث غير ذلك، إذ يكون للوت وقت يعقبه زمن للولادة، ويحدث الاثنان معًا إذ يسير ميلادكم (الروحي) جنبًا إلى جنب مع موتكم. القديس كيرلس الأورشليمي ما دام للميلاد وقت فلنستعد للرحيل، لأننا لا نعرف الوقت الذي يُحدده لنا الله هكذا نعيش في عالم لا استقرار فيه، لا نضمن حياتنا ولو إلى لحظة واحدة قادمة.* أنت مولود ولهذا تموت: إن هربت من الموت أو تحاشيته أو دفعته عنك فلا يسعك أن ترجئه أو تمنعه عنك. إنه لآت حتمًا، ولو أبيت؛ وفي ساعة لا تعلمها... طالما أنك لا تستطيع ها هنا أن تتمنى عدم الموت، فاخترْ أن تكون مع الأحياء لئلاَّ تموت إلى الأبد... يا من تعمل ما بوسعك لترجئ الموت قليلًا، أعمل شيئًا لئلاَّ تموت إلى الأبد... القديس أغسطينوس |
![]() |
|