الأب دانيال
[يعرفنا داود النبي الطوباوي بأن هذا الترك المؤقت من جانب الله يكون أحيانًا لصالحنا، لذلك طلب في صلاته ألا يكون هذا الترك دائمًا، متوسلًا إليه أن يكون لحدود معينة، قائلًا: "لا تتركني كثيرًا" (مز 119: 8). بمعنى آخر يقول: أنني أعلم أنك تترك قديسيك لأجل فائدتهم وذلك لامتحانهم... لذلك فأنا لا أسأل ألا تتركني، فإنه ليس من المفيد ليّ ألا أشعر بضعفي (لذلك قال: ويرى ليّ أنيّ تذللت (مز 119: 71)، ولا من النافع ليّ ألا تتاح ليّ فرصة للحرب. فإن هذه الفرصة لن تتاح ليّ بالتأكيد ما دمت أمتلئ بحماية الله الدائمة. فالشيطان لا يتجاسر ويحاربني ما دمت مستندًا على حمايتك... فأنا ألتمس منك أن تتركني لكن ليس للغاية (اللفظ اليوناني "ليس كثيرًا")، وذلك لأنه مفيد ليّ أن تتركني قليلًا حتى يمتحن ثبات حبي...].