معرفة علاقتنا بالله
«فاعلم في قلبك أنه كما يؤدب الإنسان ابنه، قد أدّبك الرب إلهك» (ع5).
إن كل معاملات الله معنا لها أساس واحد وهو العلاقة التي بيننا وبينه. فالشبع والجوع، العطش والارتواء، الصحراء غير المطروقة والعمود المُرشد، التعب والراحة، المرض والصحة، كل هذه تُخبر وتحدِّث عن شيء واحد: يد آب حنون وقلب آب مُحب. ويحسن بنا أن نتذكَّر هذا «لئلا نكّل ونخور في نفوسنا» (عب12: 3). فالآب الأرضي مرة يضرب بعصا التأديب، ومرة يضع قُبلات المحبة على وجنتي ابنه العزيز. مرة يوبخ ومرة يُظهر الرضا. وهكذا أبونا السماوي فإن كل معاملاته معنا مبنية على أساس واحد؛ أساس المحبة. هو آب قدوس. وهذا يوضح ويشرح كل شيء، فالقدوس هو أبونا ونحن ما علينا إلا أن نسير معه ونتكل عليه ونتمثل به «كأولاد أحباء» وهذا يضمن لنا كل السيادة والقوة الحقيقية والطهارة الكاملة. فعندما نسير معه نكون سعداء، وعندما نتكل عليه نكون أقوياء، وعندما نتمثل به نكون أطهارًا قديسين عمليًا.