يمكن الشباب معرفة الله والاهتمام
علينا ان نعمل بجد يوما بعد يوم لنبدد هذه الأوهام بكلامنا الواضح والصريح وخاصة بمواقفنا المرحبة بالحياة المتأججة المتواثبة فيهم على نواقضها وعثراتها وتناقضاتها ومواقفنا المرحبة بيقظة العاطفة فيهم وال*** والحب ولو كانت هذه الطاقات تلتمس طريقها لديهم بصور لا تزال هوجاء متعثرة
علينا ان نفهمهم بما لا يقبل الالتباس ان المواضيع الدينية لا تقتصر على المواضيع العقيدية والطقسية والنسكية فقط انما تشمل كافة المواضيع التي تطرحها الحياة في تطوراتها المقلقة والمتواثبة بأن معاً هذه المواضيع ينبغي ان توضح لهم مواضيع دينية في الأساس إذا وعينا إن الله هو مصدر الحياة وينبوعها ومالها وان ابن الله إنما صار أنسانا ليحرر الإنسان ويطلقه في كافة مجالات وجوده لينزعه من الوجود ويلقي بيه في عالم غيبي
فإذا ما شعروا بان كافة اهتماماتهم ومواضيعهم تهم الله في الصميم لن يشعروا بغربة تتولد لديهم طاقة وقناعة كيانيه بذلك خاصة إذا أحسوا انها تهمنا نحن في الصميم نحن الذين نمثل الله في نظرهم
بذلك يزول التباعد والجفاء الذي يفصلهم عن عالم الله وإذا بهم يهتمون تلقاياً بأمور الله لأنهم اخذوا يشعرون بان الله حاضر في هواجسهم الحياتية كلها عند ذاك تتفجر فيهم تلك النزعة الصوفية التي هي صلب المراهقة ويتيقظ في قلوبهم عطش إلى الله وجوع ورغبة في اكتشافه والتعرف إليه والألفة معه
عند ذاك يمكنهم ان يكتشفوا تدريجيا ان الله انطلاقاً من اهتماماتهم الحياتية يدعوهم إلى تحقيق لذواتهم يتجاوز كل منجزات الأرض مهما سميت عند ذاك يبدو لهم الملكوت لا حقيقة مستقبلية فحسب بل واقعاً ينموا فيهم ألان عند ذاك يأخذون بطرح المواضيع الدينية تلقاياً بدافع شوقهم إليها لا مجرد مجاملة وإرضاء فقط بل يتلقون بلهفة ما يكشفه لهم المسيح وتراث الكنيسة من إسرار الله
الم تكن هذه هي طريقة السيد المسيح؟؟؟؟؟؟ الم يكشف للناس ملكوت الله الذي يفوق كل وصف وعبر اهتمامه بكل حاجاتهم الانية حاجاتهم للخبز والتعزية والسمع والبصر والحرية والشفاء؟
تلك مسيرة طويلة تفرض ذاتها علينا انطلاقا بما نشعره من اغتراب شبابنا عن الدين مسيرة قد تكون على نقيض ما تعودنا علية والفناه فل نحن مستعدون للانخراط فيها لنحيا ونُحي ؟