+ حينما تُغلق الأبواب في وجوهنا
ونظن أن حظنا سيئ أو عندما نتعب فى العمل او التعامل او الخدمة ولا نجد المقابل أو التقدير فلا نحزن بل لنصلى بعمق ونفتح قلوبنا أمام السيِّد ونقدِّم له سفينة حياتنا ليدبرها حسب مشيئته الصالحة، فيردّ لنا "بهجة خلاصنا"، مقدّما لنا ثمارًا روحيّة دون حرمان حتى من ضرورات الحياة الزمنيّة . لقد اختبر التلاميذ لذَّة صيد السمك، الأمر الذي يعرفه هواة الصيد، وكما يقول المثل ( صيد السمك ولا أكله) ان الله قادر ان يرفعنا إلى سعادة أعمق، وأجر سمائي أعظم لصيد النفوس لتخرج من بحر هذا العالم الى معرفة وأتحاد بالملك السمائي ؛ هذه الخبرة ما كان يمكنهم أن يتذوقوها ما لم يصطادهم السيِّد نفسه في شبكته ويدخل بهم إلى سفينته، الكنيسة المقدَّسة.
+ قد تتعب الليل كله دون ثمر لان شمس البر ليس بسفينة حياتك او يريد ان يعلمك الصبر ، أو انه يجب تختفى انت ليظهر هو ، أو حتي لتعرف ان تضع الطعم الجيد الذى يناسب السمك فى سنارة خدمتك أو لأختبار أيماننا { يا لعمق غنى الله و حكمته و علمه ما ابعد احكامه عن الفحص و طرقه عن الاستقصاء }(رو 11 : 33). نحن نحتاج لحياة العمق والتسليم والأتكال على الله كما الصيادين ، فلقد غسل التلاميذ شباكهم إذا انقضى الليل كله بلا صيد، ليبقوا نهارهم في مرارة يصلحوا الشباك ليعاودوا الصيد من جديد في الليلة الجديدة، ولم يدرك هؤلاء الصيَّادون أن فشلهم هذا كان بسماحٍ من الله لأجل نجاح أبدي وزمني أيضًا. فإنَّ كانت السفينتان قد فرغتا تمامًا من السمك، إنما لكي لا ينشغل الصيَّادون بجمعه وفرزه وبيعه بل يستقبلون السيِّد في السفينة ليستخدمها منبرًا للتعليم، يصطاد خلاله الصيَّادين وجمهورًا من الشعب، وعندئذ لا يحرمهم حتى من السمك، إذ يسألهم أن يلقوا شباكهم للصيد فتمتلئ السفينتان حتى أخذتا في الغرق. هذه الخبرة عاشها أيضا معلِّمنا بولس الرسول الذي اصطادته شبكة مراحم الرب فلم يكف عن إلقاء الشبكة ليصطاد هو بنعمة الله الكثيرين ، إذ يقول: "لنا هذه الخدمة كما رُحمنا لا نفشل" (2 كو 4: 1). فلا تفشلوا انتم يا أحبائى { لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة و المحبة و النصح }(2تي 1 : 7). بل ثقوا فى مراحم وعمل نعمة ربنا فى حياتكم وخدمتكم ونحن علينا ان نزرع زرع البر والله هو القادر ان يُنمى ويأتي بالثمار .