منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2026

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه



العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26 - 10 - 2021, 04:12 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,741

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح


ما هو الفرق بين قداسة الله وقداسة الإنسان؟
وهل شهد أحد لقداسة السيد المسيح الفائقة؟
ج: الله وحده الحائز صفة القداسة الفائقة، فقداسته الإنسان مهما سمت وتعالت فهي قداسة نسبية لأنه لا يوجد إنسان لا يخطئ، قال سليمان الحكيم " لأنه ليس إنسان لا يخطئ" (1مل 8: 46) .. " لأن الصديق يسقط سبع مرات ويقوم" (أم 24: 16).. " لأن لا إنسان صديق في الأرض يعمل صلاحًا ولا يخطئ" (جا 7: 20) وقال داود النبي " الرب من السماء أشرف على بني البشر لينظر هل من فاهم طالب الله. الكل قد زاغوا معًا فسدوا. ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد" (مز 14: 2، 3) وقال أشعياء النبي " كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه" (أش 53: 6) ويوحنا الحبيب يقول " إن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا" (1يو 1: 8) فليس إنسان بلا خطية ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض، حتى الأنبياء جميعًا كانوا تحت الضعف، فلم يكن أي نبي معصوم من الخطأ إلاَّ في حالة إبلاغه الرسالة الإلهية شفاهة أو كتابة " من هو الإنسان حتى يزكو أو مولود المرأة حتى يتبرَّر. هوذا قديسوه لا يأتمنهم والسموات غير طاهرة بعينيه" (أي 15: 14، 15) والله في قداسته يبغض الخطية ولكنه يحب الخاطئ ويدعوه للتوبة، والله نور لا تثبت أمامه الخطية لأنها ظلمة شيطانية.
وكما إن قداسة الإنسان نسبية، فهي أيضًا مكتسبة. أما قداسة الله فهي قداسة كامل وذاتية، والله القدوس قد أوصى شعبه قائلًا "إني أنا الرب إلهكم فتتقدَّسون وتكونون قديسين لأن أنا قدوس" (لا 11: 44) " وتكونون لي قديسين لأني قدوس أنا الرب" (لا 20: 26) وصلت حنة أم صموئيل قائلة "ليس قدوس مثل الرب" (1صم 2: 2) وأوصى الرب موسى ليوصي هرون وبنيه قائلًا "ولا يدنسوا أسمي القدوس" (لا 22: 2) وأشعياء رأى السيرافيم يسبحون الله " وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض" (أش 6: 3) الله هو القدوس واسمه قدوس "لأنه هكذا قال العلي المرتفع ساكن لا بُد القدوس اسمه" (أش 57: 15) ورنم المرنم قائلًا "لأنه به تفرح قلوبنا لأننا على اسمه القدوس اتكلنا" (مز 32: 21).





والسيد المسيح الإله المتأنس إنفرد بهذه الصفة الإلهية، ومن أمثلة الذين شهدوا لقداسته:
1- رآه أشعياء النبي بعين النبوءة وشهد لقداسته قائلًا "أنه لم يعمل ظلمًا ولم يكن في فمه غش" (أش 53: 9) ورآه دانيال أيضًا ودعاه " قدوس القدوسين" (دا 9: 24) فالسيد المسيح وحده هو القدوس. أما كل إنسان آخر فهو قديس لأن قداسته نسبية ومكتسبة، ولا يمكن أن نطلق على أي إنسان لقب قدوس.
2- قال الملاك جبرائيل للعذراء مريم " فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو 1: 35).
3- وقف السيد المسيح يتحدى اليهود المقاومين مع الحاسدين والحاقدين وقال لهم " من منكم يبكتني على خطية" (يو 8: 46) وقال "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء" (يو 14: 30).
4- في الرسالة إلى ملاك كنيسة فيلادلفيا قال السيد المسيح عن نفسه " هذا يقوله القدوس الحق الذي له مفتاح داود" (رؤ 3: 7).

5- يهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه شهد بقداسته قائلًا "قد أخطأت إذ سلمت دمًا بريئًا" (مت 27: 4).
6- أرسلت امرأة بيلاطس إلى زوجها قائلة " إياك وذاك البار. لأني تألمت اليوم كثيرًا في حلم من أجله" (مت 27: 19).
7- بيلاطس البنطي الذي حاكم السيد المسيح " أخذ ماء وغسل يديه قدام الجميع قائلًا إني برئ من دم هذا البار" (مت 27: 24).
8- شهد اللص اليمين بقداسة المصلوب فقال للص الآخر " أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا. وأما هذا فلم يفعل شيئًا ليس في محله" (لو 23: 41).
9- قائد المئة الذي كان واقفًا عند الصليب " فلما رأى قائد المئة ما كان مجَّد الله قائلًا بالحقيقة كان هذا الإنسان بارًا" (لو 23: 47).
10- شهد بولس الرسول قائلًا "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا" (2كو 5: 21).. " مجرَّب في كل شيء مثلنا بلا خطية" (عب 4: 15).. " لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شرٍ ولا دنسٍ قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات" (عب 7: 26).
11- شهد له بطرس الرسول أمام اليهود قائلًا "ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار" (أع 3: 14) وقال أيضًا " الذي لم يفعل خطية ولا وُجِد في فمه مكر" (1بط 2: 22).
12- شهد له يوحنا الإنجيلي قائلًا "وتعلمون أن ذاك أُظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية" (1يو 3: 5).
13- صلى الرسل قائلين " لأنه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذي مسحته هيرودس وبيلاطس البنطي مع أمم وشعوب إسرائيل" (أع 4: 27).
وكان السيد المسيح المثل الأعلى في طهارة السيرة والمبادئ والأخلاق، فقال عنه الفيلسوف الشهير يوستين "إن المسيح لم يتكلم بالكذب مطلقًا، ولا همَّ بخطية أبدًا، ولا اقترف ذنبًا، ولا ارتكب إثمًا، ولا أعاب أحدًا ولا أذاه. ولا منع طلبًا ولا رد سائلًا ولا أعرض عن مستغيث"
ويقول المؤرخ فيليب شاف " هنا قدس الأقداس البشرية. لم يعش أحد كما عاش المسيح الذي لم يؤذ أحدًا ولم يستغل أحدًا، ولم ينطق بكلمة عاطلة، ولم يرتكب عملًا خاطئًا. والانطباع الأول الذي يسود علينا عن حياة المسيح هو البراءة الكاملة والعصمة من الخطية وسط عالم فاسد. فهو وحده -لا سواه- كان بلا عيب في طفولته وشبابه ورجولته، ولذلك فالحمل والحمامة رمزان مناسبان لطهارته، وبعبارة موجزة هو الكمال المطلق الذي يرفع شخصيته فوق مستوى البشر ويجعله معجزة العالم- الأخلاقية، وهو التجسد الحي للفضائل والقداسة وأسمى مثال لكل صلاح ونقاء ونبل في نظر الله والناس. هذا هو يسوع الناصري الإنسان الكامل في جسده ونفسه وروحه، ولكنه يختلف عن البشر جميعًا هو الفريد من طفولته إلى رجولته، الذي عاش في إتحاد دائم بالله، تفيض محبته على الناس، خال من كل عيب وشر، مكرَّس لأقدس الأهداف. كانت تعاليمه وحياته في توافق تام، وختم أطهر حياة بأسمى موت. أنه النموذج الوحيد الكامل للصلاح والقداسة "
(G. S. Lewis, Mere Christianity, Macmillan + Kenneth Latourette, A History of European Marals from Augustus to Charlemagne, D. Appleton and Co.) (35).
وقال الأديب الروسي الشهير تولستوي " إن المسيح برهن على ألوهيته بسلوكه أكثر منه بتعاليمه" (36).
وقال الفيلسوف ميل " لقد أحسن الدين المسيحي في اختيار هذا الشخص (المسيح) كنموذج كمال الإنسانية ومرشد البشرية لأنه يصعب الآن حتى علينا نحن غير المؤمنين أن نقتفي آثار الفضيلة ونتزين بجمالها بدون أن نحيا حياة يسندها المسيح وتقع موقع الاستحسان منه" (37).
وقال أيضًا ميل " سيظل المسيح باقيًا كينبوع لا ينضب تستقي منه الإنسانية وتغسل من دمه أدرانها فتتجدد" (38).
حقًا لقد عاش السيد المسيح حياة الكمال المطلق، فيقول القمص بيشوي عبد المسيح " كماله المطلق ووجدانه العجيب نحو حب الناس وخدمتهم، وبلوغه إلى أعماق النفس البشرية في كرازته وتعاليمه، ومعجزاته الخارقة، وتضحيته الباذلة حتى الصليب، والموت لأجل خلاص جنس البشر.. كل هذا لا يدع مجالًا للشك في أنه ليس بشرًا ولا نبيًا ولا رئيس أنبياء، لكنه هو الله بعينه متجسدًا ومتأنسًا وقد أخفى في ذاته ضياء المجد الإلهي لكي نراه ونعرفه ونحبه ونتمثل به ونعايشه ونتلامس معه ونخدمه ونعبده.. كان المسيح يجول يصنع خيرًا، وكان يحتمل الآلاف تزحمه وتحيط به وتطلب معونته، وكان يخدمهم من الصباح إلى المساء بدون كلَّل أو تذمر، ولقد كان فيما يخدم به الناس سعيدًا كل السعادة.. كان يصل الليل بالنهار يخدم الناس ولم يكن له أين يسند رأسه، وفي خدمة المسيح للبشرية نستدل من أعماله على لاهوته.. أعلن السيد المسيح بمجيئه محبة الله لكل البشر بغير تمييز بين جنس أو لون أو شعب أو مذهب، ولقد تمكن الناس أن يروا الله في شخصه"
 
قديم 27 - 12 - 2025, 03:17 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,741

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

الله هو القادر على كل شيء..

هل أثبت السيد المسيح قدرته على كل شيء؟

كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح



ج: القدرة على كل شيء صفة إلهية تخص الله وحده، فيقول الكتاب " ظهر الرب لابرام وقال له أنا الله القدير" (تك 17: 1) وكلم الرب موسى قائلًا "أنا الرب. وأنا ظهرت لإبراهيم واسحق ويعقوب بأني الإله القادر على كل شيء" (خر 6: 2، 3) " وقال يعقوب يوسف الله القادر على كل شيء ظهر لي في نور.." (تك 48: 3) وفي نبوءة أشعياء على بابل يقول " ولولوا لأن يوم الرب قريب قادم كخراب من القادر على كل شيء" (أش 13: 6) وفي نبوءة يوئيل " أه على اليوم لأن يوم الرب قريب. يأتي كخراب من القادر على كل شيء" (يؤ 1: 15) وفي تسبحة العذراء مريم " لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس" (لو 1: 41) وقال معلمنا بولس الرسول "وأكون لكم أبًا وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء" (2كو 6: 18) وفي سفر الرؤيا " والأربعة الحيوانات.. لا تزال نهارًا وليلًا قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الإله القادر على كل شيء" (رؤ 4: 8) " والأربعة والعشرون شيخًا.. قائلين نشكرك أيها الرب الإله القادر على كل شيء.." (رؤ 11: 17) " والغالبين على الوحش.. قائلين عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب الإله القادر على كل شيء" (رؤ 15: 3) إذًا الله الوحيد الذي له صفة القدرة الكلية.



ولأن السيد المسيح هو الإله المتأنس فهو قادر على كل شيء، فقد تنبأ عنه أشعياء أنه الإله القدير " ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا" (أش 9: 6) وأعلن السيد المسيح عن نفسه أنه القادر على كل شيء " أنا هو.. القادر على كل شيء" (رؤ 1: 8) وهو الذي قال لنا " بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يو 15: 5) ويتناغم هذا القول الإلهي مع صوت البشرية على لسان معلمنا بولس الرسول قائلًا "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في 4: 13) والسيد المسيح هو ضابط الكل " الحامل كل الأشياء بكلمة قدرته" (عب 1: 3).








أما المعجزات التي تثبت قدرة المسيح الكلية فلا تدخل تحت حصر، ويمكن تقسيم هذه المعجزات كالآتي:

أولًا : معجزات خاصة به شخصيًا.

ثانيًا : معجزات أجراها بنفسه.

ثالثًا : معجزات تمت باسمه.








أولًا : معجزات خاصة به شخصيًا


مثل المعجزات التي صاحبت ولادته من عذراء، وظهورات الملائكة المتعددة لزكريا الكاهن والعذراء ويوسف البار والرعاة والمجوس، والمعجزات التي صاحبت موته مثل ظلمة الشمس والزلزلة وتشقق الصخور وانشقاق حجاب الهيكل وقيام أجساد القديسين " وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل. والأرض تزلزلت والصخور تشققت. والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين. وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين" (مت 27: 51 - 53) وأيضًا المعجزات التي صاحبت قيامته مثل الزلزلة وتدحرج الحجر وظهور الملائكة.. إلخ..








ثانيًا : معجزات أجراها بنفسه

سبق الأنبياء وتنبأوا عن عظم هذه المعجزات، فأشعياء النبي يقول " الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا. الجالسون في أرض الموت أشرق عليهم نور" (أش 9: 2).. " هوذا إلهكم.. هو يأتي ويخلصكم. حينئذ تتفقَّح عيون العمي وآذان الصم تتفتح حينئذ يقفز الأعرج كالأيل ويترنم لسان الأخرس" (أش 35: 4 - 6) وقال الله على لسان ملاخي النبي " ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها" (ملا 4: 2).

وهذه المعجزات هي معجزات فريدة من جهة العدد فقال الإنجيل:

* " وكان يسوع يطوف كل الجليل يُعلّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب.. فأحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم" (مت 4: 23، 24).

* " ولما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين. فأخرج الأرواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم" (مت 8: 16).

* " وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يُعلّم في مجامعها. ويكرز ببشارة الملكوت. ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب" (مت 9: 35).

* قال الرب يسوع لتلميذي يوحنا " اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران العمي يبصرون والعرج يمشون والبُرص يطهَّرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشَّرون. وطوبى لمن لا يعثر فيَّ" (مت 11: 4 - 6).

* " فأرسلوا إلى جميع تلك الكورة المحيطة وأحضروا إليه جميع المرضى. وطلبوا إليه أن يلمسوا هدب ثوبه فقط. فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء" (مت 14: 35، 36).

* " فجاء إليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشل وآخرون كثيرون وطرحوهم عند قدمي يسوع فشفاهم. حتى تعجب الجموع إذ رأوا الخرس يتكلمون والشل يصحون والعرج يمشون والعمي يبصرون. ومجدوا إله إسرائيل" (مت 15: 30، 31).

* " وتبعته جموع كثيرة فشفاهم هناك" (مت 19: 2).

* " وتقدم إليه عمي وعرج في الهيكل فشفاهم" (مت 21: 14).

* " ولما صار المساء إذ غربت الشمس قدموا إليه جميع السقماء والمجانين. وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب. فشفى كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة وأخرج شياطين كثيرة" (مر 1: 33، 34).

* " لأنه قد شفى كثيرين حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء "(مر3: 10).

* " وعند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سقماء بأمراض مختلفة قدموهم إليه فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاهم" (لو 4: 40).

* " وكل الجمع طلبوا أن يلمسوه لأن قوَّة كانت تخرج منه وتشفي الجميع" (لو 6: 19).

* " والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم" (لو 9: 11).

* " وأشياء أُخر كثيرة صنعها يسوع إن كُتِبت واحدة واحدة فلست أظن إن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" (يو 21: 25).









ويمكنك أن تلاحظ يا صديقي إن هذه المعجزات:

1- قد تمت بدون صلاة ولا طلبة ولا تضرع ولا ابتهال، وإن كان رجال الله القديسون قد أجروا الكثير من المعجزات لكن واحدًا منهم لم يصنع أصغر معجزة بقوته الذاتية. أما السيد المسيح فقد صنع جميع المعجزات بقوته الذاتية الإلهية فصنع بعضها بوضع اليد (لو 4: 40) وبعضها بمجرد اللمس (مت 14: 36) وبعضها بمجرد النطق بكلمة خرجت من الفم المملوء بركة (لو 7: 7) أو حتى بمجرد الرغبة دون النطق بكلمة واحدة (يو 2: 8).



2- جميع المعجزات التي ذكرها الإنجيل هي معجزات حقيقية، لم يخترعها التلاميذ بسبب محبتهم الشديدة لسيدهم، لأنه لو كان الدافع هو تسجيل معجزات خيالية لتعظيم المسيح، فلماذا ذكر التلاميذ مواقف الضعف والصلب والموت والهوان التي لحقت بسيدهم؟!‍‍.. بل إن الإنجيليين اهتموا بذكر تفصيلات الآلام التي جاز فيها سيدهم أكثر بكثير من اهتمامهم بذِكْر المعجزات التي أجراها، فما ذكروه من المعجزات مجرد عينات قليلة جدًا جدًا أما جميع الآلام التي جاز فيها السيد المسيح فقد ذكروها بالتفصيل، فكان جملة ما كتبوه عن الآلام والهوان والاستهزاء والسخرية والبصق والضرب والجلد والموت.. إلخ. أضعاف أضعاف ما كتبوه عن المعجزات. إذًا لم يكن هدف التلاميذ الأساسي تسجيل المعجزات، وما ذكروه من معجزات كان بهدف تسهيل طريق الإيمان بالمصلوب القائم.



3- هذه المعجزات التي أجراها السيد المسيح ليست خيالية كما يزعم البعض، لأنها كانت محسوسة وأدركها حتى الأعداء وتحقَّق منها الحاسدون الحاقدون من الكتبة والفريسيين، فالعمي المعروفين الذين أمضوا حياتهم في الاستجداء صاروا مبصرين، والمولود أعمى استجوبوه استجوابًا كاملًا واستدعوا والديه وتأكدوا منهما أنه أبنهما، والمفلوج الذي له عشرات السنين نهض في لحظة وحمل سريره ومشى، والأبرص اختفى منه مرض البرص، والمرأة المنحنية استقامت، والمجنون الذي كان عاريًا في القبور يحطم السلاسل وجدوه جالسًا عاقلًا ولابسًا.. إلخ..



4- هذه المعجزات التي صنعها الرب يسوع لم تتم بقوة الطبيعة كما زعم البعض، لأنها كانت تتم في لحظة، وكانت تتم على خلاف قوانين الطبيعة، مما أثار دهشة الجميع وقالوا ما رأينا مثل هذا قط، وأحيانًا كانت المعجزة تتم للمريض وهو في مكان بعيد عن السيد المسيح كما حدث مع ابنة الكنعانية (مت 15: 28) وابن خادم الملك (يو 4: 50- 53) فقد نالوا الشفاء بمجرد كلمة دون أن يلتقوا مع السيد المسيح.

5- هذه المعجزات الباهرات لم تتم بقوة الإيحاء كما يزعم البعض، لأن الإيحاء إن كان يصلح مع الأحياء الذين في وعيهم فإنه لا يصلح مع الذين تسكنهم الشياطين، وهل الإيحاء يؤثر على الشياطين أيضًا فتهرب وتترك الفريسة..؟! وإن كان الإيحاء يتطلب وجود المريض، فما بالك بالمعجزات التي حدثت عن بعد..؟! وهل الإيحاء يحول الماء إلى خمر ممتاز؟!‍‍‍‍‍ ‍‍وهل الإيحاء يخلق عينين لمن لا يملك عينين؟! وهل الإيحاء يجعل الخمس خبزات والسمكتين تكفي آلاف الناس؟! وإن كان الناس قد شبعوا بالإيحاء فبماذا نفسر الاثني عشر قفة من الكسر الباقية؟! من أين أتت..؟! وهل الإيحاء ينجح مع الموتى أيضًا؟! هل يستجيب الأموات للإيحاء؟! وهل الإيحاء يعيد أرواح الموتى من مدينة الأموات..؟! وإن كان الإيحاء يصلح من جميع البشر الحاضرين والغائبين، الأحياء والأموات، فهل يا تُرى يصلح أيضًا مع الرياح والبحر والأسماك وشجرة التين؟!











ومن خلال هذه المعجزات الباهرات تعال يا صديقي نلمس سلطان السيد المسيح وقدره الكلية على كل شيء:

1- سلطانه على الحياة والموت: أقام السيد المسيح ابنة يايرس وهي على فراش الموت بعد أن انطلقت روحها إلى عالم الأرواح (لو 8: 41-56) وأقام الابن الوحيد لأرملة نايين وهو محمول على النعش وفي طريقه إلى مثواه الأخير (لو 7: 11 - 15) وأقام لعاز بعد أربعة أيام وقد أنتن (يو 11: 1 - 44) والحقيقة إن هذه الحالات الثلاث التي سجلها لنا الإنجيل ليست إلاَّ مجرد عينات، لأنه حتى قبل إقامة لعازر قال الرب يسوع لتلميذي يوحنا " إن العمي يبصرون والعرج يمشون والبُرص يطهَّرون والصم يسمعون والموتى يقومون.." (لو 7: 22).. بل أنه أقام الموتى وهو ميت على الصليب، إذ كان حيًا بلاهوته.



وقد يقول أحد المعترضين إن بعض أنبياء العهد القديم قد أقاموا أُناسًا من الموت، فإيليا أقام ابن صرفه صيدا، وتلميذه أليشع أقام ابن المرأة الشونمية، ولكن أحد منهم لم يقم أحدًا بقوته الذاتية، فهوذا إيليا " صرخ إلى الرب.. فسمع الرب لصوت إيليا فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش" (1مل 17: 21، 22) وها إليشع كما يقول الكتاب " صلى إلى الرب" (2مل 4: 33) أما السيد المسيح فقد أمر الميت فقام بدون أن يصلي أو يطلب أو يتضرع أو يبتهل.



وقد أقام السيد المسيح أيضًا الموتى بالذنوب والخطايا، والحقيقة إن هذه معجزة أعظم وأقوى من قيامة الجسد، لأن الجسد الذي أُقيم مات ثانية أما الروح التي تقوم من موت الخطية فإنها تنجو من نار جهنم وتسكن ملكوت السموات، ولذلك قال "الحقَّ الحقَّ أقول لكم أنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون" (يو 5: 25) فالسيد المسيح هو الذي يهب الحياة الأبدية، فقد قال للآب السمائي " مجّد ابنك ليمجّدك ابنك أيضًا. إذ أعطيته سلطانًا على كل جسدٍ ليعطي حياة أبدية لكل من أعطيته" (يو 17: 2) وكان من ضمن هؤلاء الموتى متى العشار (مت 9: 9 - 13) وزكا العشار (لو 19: 1- 10) والسامرية (يو 4: 4 - 16).. إلخ..



والمعجزة العظيمة إن السيد المسيح أقام نفسه من بين الأموات.. قام بقوته الذاتية بعد أن قال لليهود "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أُقيمه.. وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده" (يو 2: 19 - 21) لقد سمح لهم أن يقتلوه وهو عالم أنه سيقوم، وقد أخبر تلاميذه ليس بموته فقط قبل حدوثه بل بقيامته أيضًا قبل وقوعها.. قام المسيح بقوته الذاتية، وقام بجسد نوراني، وقام ولم يمت، ولن يموت إلى لا بُد.






2- سلطانه على الطبيعة: ظهر سلطان السيد المسيح على الطبيعة من خلال المعجزتين الآتيتين:

أ - عندما كان نائمًا على وسادة في السفينة " وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الأمواج السفينة. وكان هو نائمًا" (مت 8: 25) " فأيقظوه وقالوا له يا معلم أما يهمك إننا نهلك. فقام وانتهر الريح وقال للبحر أسكت. أبكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم. وقال لهم ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم؟ فخافوا خوفًا عظيمًا وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا؟ فإن الريح أيضًا والبحر يطيعانه" (مر 4: 38 - 41) ألا تذكرنا هذه الحادثة بقول المرنم "يا رب إله الجنود من مثلك قوي.. أنت متسلط على كبرياء البحر. عند ارتفاع لججه أنت تُسكنها" (مز 89: 8، 9).



ب - عندما كان التلاميذ في السفينة ليلًا " وأما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر مُعذَّبة من الأمواج لأن الريح كانت مضادة. وفي الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشيًا على البحر. فلما أبصره التلاميذ ماشيًا على البحر اضطربوا قائلين أنه خيال ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلمهم يسوع قائلًا تشجعوا. أنا هو. لا تخافوا" (مت 14: 24، 27) " وطلب منه بطرس أن يذهب إليه ماشيًا على الماء فدعاه، ومشى بطرس على الماء، ولكنه لما شك وإذ ابتدأ يغرق صرخ قائلًا يا رب نجني. ففي الحال مدَّ يسوع يده وأمسك به وقال له يا قليل الإيمان لماذا شككت. ولما دخلا السفينة سكنت الريح" (مت 8: 30 - 32) فهوذا السيد المسيح يمشي على الماء ويأمر بطرس أن يمشي معه، ويُسكّن الريح أيضًا، فمن هو هذا إلاَّ رب الطبيعة متجسدًا من أجل محبته لنا؟.



وقد يتساءل البعض أليس الصعود أيضًا يعتبر إظهار لسلطان السيد المسيح على الطبيعة؟ والحقيقة إن الجسد الذي صعد به الرب يسوع ليس هو جسدًا ماديًا حتى نقول أنه صعد ضد الجاذبية الأرضية، ولكنه جسد ممجَّد له مقاييس أخرى غير الجسد المادي. لقد خرج من القبر وهو مغلق ودخل العلية والأبواب مغلَّقة، فهو جسد فوق مستوى الطبيعة المادية وقوانينها.



3- سلطانه على الملائكة: عقب التجربة على الجبل يقول الإنجيل " وصارت الملائكة تخدمه" (مر 1: 13) " وإذ ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه" (مت 4: 11) وتعددت ظهورات الملائكة سواء في ميلاده أو قيامته وصعوده، والملائكة تقدم له السجود " وأيضًا متى أُدخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له ملائكة الله" (عب 1: 26) وهو الذي سيرسل ملائكته في المجيء الثاني " فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السموات إلى أقصائها" (مت 24: 31).. ولا عجب فهو رب الملائكة.





4- سلطانه على الشياطين: متى دخل الروح النجس الإنسان فإنه يصيبه بأضرار جسيمة، وأشد هذه الأضرار هو ما يلحق بعقل الإنسان إذ يصير مجنونًا، والرب يسوع المسيح الإله الرحوم أشفق كثيرًا على مثل هؤلاء المجانين فطرد منهم الشياطين وحررَّهم من سلطان الأرواح النجسة هذه، ولم يحدث قط أن شيطانًا استطاع أن يتحدى الأمر الصادر له من السيد المسيح حتى بهتت الجموع وقالت " لأنه بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه" (مر 1: 27) وقال يوحنا الحبيب كشاهد عيان " لأجل هذا أُظهر ابن لكي ينقض أعمال إبليس" (1يو 3: 8).

وعندما اتهموه الفريسيون اتهامات باطلة في هذا الشأن دافع عن الحق " أما الفريسيون فلما سمعوا قالوا هذا لا يخرج الشياطين إلاَّ ببعلزبول رئيس الشياطين. فعلم يسوع أفكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمة على ذاتها تُخرَب. وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت. فإن كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته. فكيف تثبت مملكته؟ وإن كنت أنا ببعلزبول أُخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يُخرجون..؟ أم كيف يستطيع أحد أن يدخل بيت القوي وينهب أمتعته إن لم يربط القوي أولًا وحينئذ ينهب بيته" (مت 12: 24 - 26). ولقد ظهر سلطان السيد المسيح على الشياطين مرارًا وتكرارًا، فكانت الأرواح النجسة عندما تراه تصرخ وترتعب وتولول وتفر هاربة.. فمن هو هذا الذي يرعب الشياطين إلاَّ الله ذاته..؟ ولنأخذ بعض الأمثلة القليلة التي تُظهر سلطان السيد المسيح الجبار على الأرواح النجسة:

أ - " ولما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين فأخرج الأرواح بكلمة" (مت 8: 16)

ب‌- " وكانت شياطين أيضًا تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول أنت المسيح ابن الله - فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون" (لو 4: 41).

ج‌- " إذا إنسان أخرس مجنون قدَّموه إليه. فلما أُخرج الشيطان تكلم الأخرس. فتعجب الجموع قائلين لم يظهر قط مثل هذا في إسرائيل" (مت 9: 32، 33).

د - " حينئذ أُحضر إليه مجنون أعمى وأخرس. فشفاه حتى إن الأعمى الأخرس تكلم وأبصر" (مت 12: 22).

ه- في مجمع كفر ناحوم " كان في مجمعهم رجل به روح نجس فصرخ قائلًا آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري. أتيت لتهلكنا.. فانتهره يسوع قائلًا أخرس وأخرج منه" (مر 1: 23 - 27).

و - تقدم أبو الصبي الذي به روح أخرس أصم للسيد المسيح ليقول "يا معلم قد قدمت إليك ابني به روح أخرس. وحيثما أدركه يمزقه فيزبد ويصر بأسنانه وييبس فقلت لتلاميذك أن يخرجوه فلم يقدروا.. فلما رأى يسوع إن الجمع يتراكضون انتهر الروح النجس قائلًا له أيُها الروح الأخرس الأصم أنا آمرك. أخرج منه ولا تدخله أيضًا. فصرخ وصرعه شديدًا وخرج.." (مر 9: 17 - 27).

ز - كان مجنون كورة الجدريين يربط بالسلاسل فيقطعها ويمزق ثيابه ويقيم في القبور لأن كان عليه لجئون، واللجئون هم فرقة في الجيش الروماني يُقدَّر عددها بستة آلاف جندي.. سأله يسوع: "ما اسمك؟ فقال لجئون. لأن شياطين كثيرة دخلت فيه. وطلب إليه أن لا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعى في الجبل. فطلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها. فأذن لهم فخرجت الشياطين من الإنسان ودخلت إلى الخنازير. فاندفع القطيع من على الجرف إلى البحيرة واختنق.. فوجدوا الإنسان الذي كانت الشياطين قد خرجت منه لابسًا وعاقلًا جالسًا عند قدمي يسوع. فخافوا" (لو 8: 30 - 35) لقد أذن الرب يسوع للأرواح النجسة بالدخول إلى الخنازير لنعرف أن عددها بالآلاف، ولنتعلم أيضًا مدى الضرر الذي يلحقه عدو الخير بفريسته فهو لا يحب الخير للبشرية ولا للحيوانات أيضًا.

ح - عندما " صرخت إليه (المرأة الكنعانية)، قائلة ارحمني يا سيد يا إبن داود ابنتي مجنونة جدًا.. حينئذ أجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم إيمانك. ليكن لك كما تريدين. فشُفيت ابنتها من تلك الساعة" (مت 15: 22 - 28).

ط - وقد منح السيد المسيح تلاميذه السلطان على الشيطان " ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانًا على أرواح نجسة حتى يخرجوها" (مت 10: 1) وبعد أن أرسلهم ليكرزوا ببشارة الملكوت "فرجع السبعون بفرح قائلين يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك" (لو 10: 17) وقبل الصعود قال لهم " وهذه الآيات تتبع المؤمنين. يخرجون الشياطين بإسمي" (مر 15: 17) وهكذا مارس الآباء الرسل هذا السلطان حتى "اجتمع جمهور المدن المحيطة إلى أورشليم حاملين مرضى ومعذبين من أرواح نجسة وكانوا يبرأُون جميعهم" (أع 5: 16) وفي فيلبي طرد بولس الرسول روح العرافة من الجارية " فضجر بولس والتفت إلى الروح وقال أنا آمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج منها فخرج من تلك الساعة" (أع 16: 18).



5- سلطانه على الأسماك: عندما تعب بطرس الليل كله ولم يصطاد شيئًا، وغسل الشباك. ثم دخل السيد المسيح سفينته " ولما فرغ من الكلام قال لسمعان أبعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد. فأجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا ولكن على كلمتك ألقي الشبكة. ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكًا كثيرًا جدًا فصارت شبكتهم تتخرَّق. فأشاروا إلى شركائهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا ويساعدوهم. فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق. فلما رأى سمعان بطرس ذلك خرَّ عند ركبتي يسوع قائلًا أخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ" (لو 5: 4 - 8).



فالرب يسوع هو الذي أمر الأسماك أن لا تدخل إلى شباك بطرس في تلك الليلة لكيما يظهر عظم المعجزة، وهو الذي أمرها أن تدخل ذات الشباك في الصباح.. وتكرَّرت المعجزة بعد القيامة في بحيرة طبرية، فبعد أن أمضوا الليل كله ولم يمسكوا شيئًا، ثم ألقوا الشباك على جانب السفينة الأيمن حسب قول مخلصنا الصالح فاصطادوا 153 سمكة كبيرة (يو 21: 1 - 11) .. ألاَّ تذكرنا هذه المعجزات بقول المزمور عن الابن في حالة تجسده " تُنقِصه قليلًا عن الملائكة وبمجد وبهاء تكلّله. تُسلِطه على أعمال يديك. جعلت كل شيء تحت قدميه. الغنم والبقر جميعًا وبهائم البر أيضًا وطيور السماء وسمك البحر السالك في سبل المياه" (مز 8: 5 - 8).



6- سلطانه على الوحوش: عندما صعد السيد المسيح على جبل التجربة "كان هناك في البرية أربعين يومًا يُجرَّب من الشيطان. وكان مع الوحوش" (مر 1: 13). فهو لم يخشَ الوحوش لأنه هو بارئها وله السلطان المطلق عليها يحيي ما يشاء ويميت ما يشاء.



7 - سلطانه على النبات:الإنسان هو الذي يزرع أما الله فهو الذي يُنبت ويُنمي " وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع. فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئًا فلما جاء إليها لم يجد شيئًا إلاَّ ورقًا. لأنه لم يكن وقت التين. فأجاب يسوع وقال لها لا يأكل أحد منك ثمرًا بعد إلى لا بُد. وكان تلاميذه يسمعون.. وفي الصباح إذ كانوا مجتازين رأوا التينة قد يبست" (مر 11: 12-20) ولا يحتج أحد قائلًا إن الذي وهب الورق المبكر لهذه التينة دون الثمار هو الله فلماذا يلعنها..؟ فإن الله يا أحبائي قد سمح بهذا لكيما يعلمنا درسًا مفيدًا يقينا من شر الرياء، وإن كانت هذه التينة غير مسئولة عن تصرفاتها فالإنسان المرائي الذي يزين نفسه بالأوراق وهو خالٍ من ثمار الروح القدس هو مسئول عن تصرفاته مسئولية كاملة، وها نحن نتعلم من شجرة التين هذه عامًا بعد عام، فلا يمر عام إلاَّ وتذكرنا الكنيسة يوم اثنين البصخة بشجرة التين لكيما نحذر الرياء.



8- سلطانه على الأمراض: تصدى السيد المسيح لجميع الأمراض بها فيها الأمراض المستعصية الميئوس منها، وأظهر سلطانه كخالق يقدر أن يجدد خلقة الإنسان ثانية روحًا وجسدًا، ومن أمثلة المعجزات التي لا حصر لها التي أجراها الرب يسوع نذكر نوعيات مختلفة قليلة جدًا:

أ - تفتيح أعين العميان: فجهاز الإبصار الذي تعطل عمله لدى الأعمى عاد وعمل بكفاءة وقوة بمجرد لمسة أو كلمة من السيد المسيح، ففي كفر ناحوم صرخ إليه أعميان قائلين " ارحمنا يا ابن داود.. فقال لهما يسوع أتؤمنان إني أقدر أن أفعل هذا قالا له نعم يا سيد. حينئذ لمس أعينهما قائلًا بحسب إيمانكما ليكن لكما - فانفتحت أعينهما" (مت 9: 27 - 30). وشفى السيد المسيح أعمى بيت صيدا فأخرجه خارج القرية وتفل في عينيه ووضع يديه عليه مرتين فأبصر (مر 8: 22 - 26) كما فتح السيد المسيح أيضًا عيني بارتيماس الأعمى مع أعمى آخر (مت 20: 29 - 34، مر 1: 46 - 52).



ب‌- شفاء الأصم الأعقد في الجليل:".. ووضع أصابعه في أذنيه وتفل ولمس لسانه. ورفع نظره نحو السماء وأنَّ وقال له إفَّثا. أي أنفتح ل¼کد†د†خ±خ¸خ¬. وللوقت انفتحت إذناه وانحل رباط لسانه. وتكلم مستقيمًا" (مر 7: 31 - 35).



ج‌- شفاء ذو اليد اليابسة:".. ثم قال للإنسان مُدَّ يدك فمدَّها. فعادت صحيحة كالأخرى" (مت 12: 9 - 12).



د - شفاء البُرص: كان الأبرص يعتبر نجسًا ويعزل عن المجتمع تمامًا، ولا يجرؤ أحد أن يلمسه. أما الرب يسوع فلمس الأبرص وشفاه " فإذا رجل مملوء برصًا. فلما رأى يسوع خرَّ على وجهه وطلب إليه قائلًا يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني. فمدَّ يده ولمسه قائلًا أريد فأطهر وللوقت ذهب عنه البرص" (لو 5: 12، 13) وفي ذهاب السيد المسيح إلى أورشليم استقبله عشرة رجال برص. فوقفوا من بعيد فشفاهم بمجرد الرغبة وبدون أن ينطق بكلمة واحدة (لو 17: 11 - 19).

ه- شفاء الحمى: كما شفى حماة بطرس بكفر ناحوم فقامت للوقت وخدمتهم (لو 4: 38، 39).



و - شفاء الرجل المستسقى بالجليل: (لو 13: 1 - 4).



ز - شفاء المرأة المنحنية في الجليل والتي ربطها الشيطان منذ ثماني عشرة سنة".. ووضع عليها يديه ففي الحال استقامت ومجَّدت الله" (لو 13: 10 - 13).



ح - شفاء نازفة الدم منذ اثنتي عشر عامًا بمجرد أن لمست هدب ثوبه رغم إن الجموع كانت تزحمه فتوقف نزيفها على الفور".. فالتفت يسوع وأبصرها فقال ثقي يا ابنة. إيمانك قد شفاك فشفيت المرأة في تلك الساعة" (مت 9: 20 - 22).



ط - شفاء المشلولين شللًا كاملًا: فمرض الفالج يطرح الإنسان مقعدًا فيصير عاجزًا عن الحركة، وهذا المرض يصعب شفائه جدًا، ومع هذا فإن السيد المسيح الإله المتأنس الرحوم شفاه بمنتهى السرعة والقوة، فالمفلوج الذي أنزلوه من السقف نهض معافى (مر 2: 3 - 12) والمفلوج منذ 38 عامًا نهض وحمل سريره ومشى (يو 5: 1 - 15) وغلام قائد المئة الذي كان مفلوجًا متعذبًا جدًا نال الشفاء وهو على بعد من الرب يسوع (مت 8: 5 - 13).



ى - شفاء المشرف على الموت: فخادم الملك هيرودوس كان ابنه مشرفًا على الموت وطلب من السيد المسيح أن يذهب معه إلى بيته ليشفيه قبل أن يموت " قال له يسوع اذهب. ابنك حي. فآمن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع وذهب.." (يو 4: 46 - 54) وشُفى الابن في الساعة السابعة التي نطق فيها الرب يسوع بكلمة الحياة " ابنك حي".

ك - أبرأ إذن ملخس التي قطعها بطرس الرسول بسيفه في بستان جثسيماني (لو 22: 50، 51).



ويقول المؤرخ فيليب شاف تعليقًا على معجزات السيد المسيح "كانت كل معجزاته مظهرًا لشخصه، فأجراها بكل بساطة كأعمال عادية يعملها كل يوم، وقد دفعه إلى عملها كلها أطهر الدوافع، لمجد الله ولخير الناس. إنها معجزات محبة ورحمة، عامرة بالتوجيهات والتعاليم المتسقة في شخصيته ورسالته" (G. S. Leuis, Mere Christianity Macmillan) (40).








ثالثًا - معجزات تمت باسمه:

مثل المعجزات العديدة التي أجراها الآباء الرسل، فبطرس الرسوم أقام المقعد من بطن أمه الذي كان جالسًا يستعطي عند باب الهيكل (أع 3: 1 - 8) وكانوا يضعون المرضى في الشوارع حتى أن خيَّم عليهم ظل بطرس يقومون معافين (أع 5: 15، 16) وأقام بطرس طابيثا من الموت (أع 9: 36 - 41) أما مناديل ومآزر بولس فكانت تشفي الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة (أع 19: 11، 12) وأقام بولس الرجل المقعد من بطن أمه بمدينة لسترة (أع 14: 8 - 10) وأقام أفتيخوس من الموت (أع 20: 9 - 12) وشفى فيلبس المرضى والمفلوجين والعرج وأخرج الأرواح النجسة في مدينة السامرة (أع 8: 7، 8) " وجرت على أيدي الرسل آيات وعجائب كثيرة في الشعب" (أع 5: 12) أما برنابا وشاول في أيقونية " فأقاما زمانًا طويلًا يجاهران بالرب الذي كان يشهد لكلمة نعمته ويعطي أن تجرى آيات وعجائب على أيديهما" (أع 14: 3) وقال الإنجيل عن الآباء الرسل " وأما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبّت الكلام بالآيات التابعة" (مر 16: 20) " شاهدًا الله معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة ومواهب الروح القدس حسب إرادته" (عب 2: 4) وتحقَّق معهم وعد السيد المسيح " وهذه الآيات تتبع المؤمنين. يخرجون الشياطين باسمي. ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون" (مر 16: 17، 18).



9- سلطانه في التعليم: شهد له اليهود معلمي المسكونة حينئذ " فلما أكمل يسوع هذه الأقوال بهتت الجموع من تعليمه. لأنه كان يُعلّمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (مت 7: 28، 29). وكانت تعاليمه شهادة قوية للاهوته " فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا هذا بالحقيقة هو النبي. آخرون قالوا هذا هو المسيح" (يو 7: 40، 41) وعندما استضافه أهل السامرة لمدة يومين قالوا للمرأة السامرية " إننا لسنا بعد بسب كلامك نؤمن. لأننا نحن قد سمعنا ونعلم إن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم" (يو 4: 42) ويقول معلمنا يوحنا الحبيب " وفيما هو يتكلم بهذا آمن به كثيرون" (يو 8: 30).



10- سلطانه في المغفرة: عندما رفضته السامرة وطلب منه يعقوب ويوحنا أن تنزل نار من السماء وتحرقها " فالتفت وإنتهرهما وقال لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأتِ ليهلك الناس بل ليخلص" (لو 9: 55، 56) روح السيد المسيح هي روح الصفح والمغفرة وليست روح الشماتة والانتقام، وقد لمسنا مغفرته لمضايقيه الذي اتهموه اتهامات باطلة قاسية فقالوا عنه أنه مجنون مختل العقل، وببعلزبول يخرج الشياطين.. إلخ.. أما قمة المغفرة فكانت لصالبيه في لحظات موته على الصليب والكلمات تخرج في منتهى الصعوبة، ولكنه نادى الآب قائلًا "يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34) حتى قال أحد الأفاضل لو لم يكن السيد المسيح إلهًا فبسبب غفرانه لصالبيه والصلاة من أجلهم، لاعترفت به إلهًا.
 
قديم 27 - 12 - 2025, 03:17 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,741

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

قال الأريوسيون إن معرفة السيد المسيح لم تكن تامة ولا كاملة فهل قولهم هذا حق؟









ج: معرفة كل شيء في الماضي والحاضر والمستقبل تخص الله وحده الغير محدود مالئ كل مكان وزمان، ولا يشارك الله أحد في هذه الصفة لا إنسان مهما كانت قداسته، ولا ملاك مهما بلغت عظمته، فموسى النبي يقول " السرائر للرب إلهنا والمعلنات لنا ولبنينا إلى لا بُد" (تث 29: 29) ويقول داود النبي " فإن فاحص القلوب والكُلى هو الله البار" (مز 7: 9) وقال أيضًا " يا رب اختبرتني وعرفتني. أنت عرفت جلوسي وقيامي. فهمت فكري من بعيد. مسلكي ومربضي ذريت وكل طرقي عرفت. لأنه ليس كلمة في لساني إلاَّ وأنت يا رب عرفتها كلها من خلف ومن قدام حاصرتني وجعلت علىَّ يدك. عجيبة هذه المعرفة فوقي. ارتفعتْ لا أستطيعها" (مز 139: 1 - 6) وقال سليمان الحكيم " لأنك أنت وحدك قد عرفت قلوب كل بني البشر" (1مل 8: 39) وقال أرميا النبي " فيارب الجنود القاضي العدل فاحص الكُلى والقلب" (أر 11: 20) وقال دانيال عن الله " هو يكشف العمائق والأسرار. يعلم ما في الظلمة وعنده يسكن النور "(دا 2: 22).



ولأن السيد المسيح هو الإله المتأنس لذلك فهو يعلم كل شيء في الماضي والحاضر والمستقبل، فعلمه لا نهائي وأيضًا علمه ذاتي فلا يعتمد على أحد غيره، كما إن علمه مستمر ومتصل فلا يعرف في وقت دون آخر. أما رجال الله القديسون فقد يعرف بعضهم شيئًا معينًا بإلهام إلهي، " سر الله لخائفيه. وعهده لتعليمهم" (مز 25: 14) إذًا معرفة الأنبياء محدودة، وليست ذاتية، ولا متصلة فمثلًا أليشع النبي الذي كان يعرف الأمور التي يتكلم بها ملك آرام في مخدعه (2مل 6: 12)، وعرف أن تلميذه جيحزي ذهب وراء نعمان السرياني يطلب هدايا (2مل 5: 26) لم يقدر أن يعرف سبب مجيء المرأة الشونمية فقال لتلميذه " الرب كتم الأمر عني ولم يخبرني" (2مل 4: 27)، وصموئيل النبي العظيم لم يعرف ابن يسى الذي يريده الله ملكًا على شعبه فظنه أنه هو اليآب أو أحد أخوته الستة ولم يكن يدري إن الله اختار الصغير الذي يرعى الغنم وهو الثامن والأخير في أخوته (1صم 16: 6 - 12) وبطرس الرسول الذي علم بأمر حنانيا وسفيرة واختلاسهما من ثمن الحقل (أع 5: 1 - 11) أُخفى عن عينيه أمر الرؤيا التي رآها في بيت سمعان الدباغ" (أع 10: 9 - 20) وبولس الذي أُختطف إلى السماء الثالثة يقول " والآن ها أنا أذهب إلى أورشليم مقيدًا بالروح لا أعلم ماذا يصادفني هناك" (أع 20: 22) أذًا معرفة القديسين هي هبة وعطية من الله، وقد لمسنا هذا الأمر مع قداسة البابا كيرلس السادس الذي كثيرًا ما كان ينادي بعض الأشخاص بأسمائهم ويخبرهم عن مقر إقامتهم وهو لم يكن يعرفهم من قبل. أما الوضع بالنسبة للسيد المسيح "حكمة الله" (1كو 1: 24) "المسيح المذَّخر فيه كل كنوز الحكمة" (كو 2: 3) فالوضع مختلف تمامًا، فهو أقنوم المعرفة في الثالوث القدوس، ولنأخذ بعض الأمثلة والمواقف التي ظهرت فيها معرفة السيد المسيح الكلية:




أ - عرف الأشخاص: فعندما رأى السيد المسيح بطرس في المرة الأولى عرفه وعرف أباه وقال له " أنت سمعان بن يونا. أنت تدعى صفى الذي تفسيره بطرس" (يو 1: 42) وعندما التقى مع نثنائيل للمرة الأولى "قال عنه هوذا إسرائيلي حقًا لا غش فيه. قال له نثنائيل: من أين تعرفني؟ أجاب يسوع وقال له. قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك" (يو 1: 47، 48) وعرف السامرية وكشف لها عن أسرارها وأن لها خمسة أزواج والذي معها الآن ليس بزوجها (يو 4: 18) وعرف زكا واشتياقاته (لو 19: 5).



ب‌- علم الأفكار: فعندما دخل السيد المسيح المجمع " وكان هناك رجل يده اليمنى يابسة. وكان الكتبة والفريسيون يراقبونه هل يشفي في السبت لكي يجدوا عليه شكاية. أما هو فعلم أفكارهم وقال للرجل.." (لو 6: 6 - 10) وعندما شفى السيد المسيح الإنسان الذي كان مجنونًا وأعمى وأخرسًا قال عنه الفريسيون أنه ببعلزبول يخرج الشياطين "فعلم يسوع أفكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمة على ذاتها تُخرَب" (مت 12: 25) وعندما قال لتلاميذه تحرزوا من خمير الصدوقيين فكروا في أنفسهم قائلين إننا لم نأخذ خبزًا " فعلم يسوع وقال لهم لماذا تفكرون في أنفسكم يا قليلي الإيمان أنكم لم تأخذوا خبزًا" (مت 16: 8) وعندما قال للمفلوج ثق يا بني مغفورة لك خطاياك قال قوم من الكتبة في أنفسهم هذا يجدف " فعلم يسوع أفكارهم فقال لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم" (مت 9: 4) وعندما قال الفريسي الذي دعاه في نفسه لو كان هذا نبيًا لعلم من هذه المرأة التي لمسته وما حالها إنها خاطئة، علم السيد المسيح أفكاره وجاوبه بحسب هذه الأفكار (لو 7: 36 - 50)، وعندما تكلم السيد المسيح عن جسده ودمه " فقال كثيرون من تلاميذه إن هذا الكلام صعب. من يقدر أن يسمعه. فعلم يسوع في نفسه إن تلاميذه يتذمرون على هذا فقال لهم أهذا يعثركم" (يو 6: 60، 61) وعندما دعاه الفريسي ليتغذى عنده فاتكأ ولم يغسل يديه " وأما الفريسي فلما رأى ذلك تعجب أنه لم يغتسل أولًا قبل الغذاء. فقال له الرب أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس والقصعة أما باطنكم فمملوء أختطافًا وخبثًا. يا أغبياء أليس الذي صنع الخارج صنع الداخل أيضًا" (لو 11: 38 - 40) وعندما " ذهب الفريسيون وتشاورا لكي يصطادوه بكلمة.. فعلم يسوع خبثهم وقال لماذا تجربونني يا مراؤون" (مت 22: 15 - 18) وقال الرب يسوع " فستعرف جميع الكنائس إني أنا هو الفاحص الكُلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله" (رؤ 2: 23) ولماذا قال السيد المسيح أنه فاحص الكُلى والقلوب..؟ لأن الكلية بها تلافيف طويلة جدًا حتى إن العلماء قالوا لو امتدت هذه التلافيف في خطوط مستقيمة فإنها تلف الكرة الأرضية، والله يعرف كل خبايا هذه التلافيف. أما القلب فهو مركز الحياة، حتى إن المخ قد يموت ويدخل الإنسان في غيبوبة لعدة أيام ولا يسجل جهاز المخ أي هزة إشارة لوجود نوع من الحياة، ومع ذلك يظل القلب ينبض حتى يتوقف فتنتهي الحياة، فمن القلب تتدفق الحياة للجسم كله (راجع نيافة المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي - في لاهوت السيد المسيح ص 38، 39).



ج - عرف السيد المسيح الأحداث التي دارت بعيدًا عنه: فعندما تناقش التلاميذ من فيهم الأعظم ولم يكن هو معهم " وجاء إلى كفرناحوم وإذ كان في البيت سألهم بماذا كنتم تتكالمون فيما بينكم في الطريق.. فسكتوا. لأنهم تحاجُّوا في الطريق بعضهم مع بعض في من هو أعظم" (مر 9: 23، 24) وهنا نجد الرد على الذين يدَّعون إن السيد المسيح كان يعرف الأفكار وما يدور بعيدًا عنه كنوع من الفراسة والاستنباط، وفعلًا الإنسان الذي لديه فراسة قوية يستطيع أن يستشف حالة الإنسان من نظرات عينيه أو لون وجهه أو حركاته وسكناته فيستطيع أن يعرف إذا كان هذا الإنسان في موقف فرح أو حزن، هدوء أو غضب، سعادة أو شقاء.. إلخ.. أما ما علق عليه السيد المسيح هنا فإنه حدث في الطريق بين التلاميذ والسيد المسيح لم يكن معهم بناسوته. إنما بلاهوته فهو مالئ الكل ويعلم كل شيء، ولذلك معرفة السيد المسيح لا تعتمد على الفراسة قط لكنها تعلن عن لاهوته.

وعلم السيد المسيح بموت لعازر رغم أنه كان بعيدًا عنه، وقال لتلاميذه " لعازر حبيبنا قد نام. لكني أذهب لأوقظه. فقال تلاميذه يا سيد إن كان قد نام فهو يشفى. وكان يسوع يقول عن موته" (يو 11: 11 - 13).



د - عرف السيد المسيح المستقبل القريب: فعندما طلبوا منه الجزية قال لبطرس "إذهب إلى البحر وإلق صنارة والسمكة التي تطلع أولًا خذها ومتى فتحتَ فاها تجد أستارًا فخذه وأعطهم عني وعنك" (مت 17: 27) فالسيد المسيح علم إن هناك سمكة في البحر من بين آلاف الأسماك في فمها إِسْتَارًا، وهذا الإستار يساوي أربعة دراهم وهي تكفي الضريبة الخاصة به وببطرس، وإن هذه السمكة ستكون في المكان الذي سيذهب إليه بطرس، وستكون هذه السمكة هي الأولى في صنارة بطرس.



وقبل دخول السيد المسيح إلى أورشليم "أرسل إثنين من تلاميذه. وقال لهما أذهبا إلى القرية التي أمامكما فللوقت وأنتما داخلان إليها تجدان جحشًا مربوطًا لم يجلس عليه أحد من الناس. فحلاَّه وأتيا به. وإن قال لكما أحد لماذا تفعلان هذا فقولا الرب محتاج إليه. فللوقت يرسله إلى هنا. فمضيا ووجدا الجحش مربوطًا عند الباب خارجًا على الطريق فحلاَّه. فقال لهما قوم من القيام هناك ماذا تفعلان تحلاَّن الجحش. فقالا لهم كما أوصى يسوع فتركوهما" (مر 11: 1 - 6) لقد عرف السيد المسيح مكان الجحش. بل وعرف تاريخه أنه لم يجلس عليه أحد من الناس، وعلِم أن قومًا سيعترضون عليهما، ولكنهم عندما يسمعون إن الرب محتاج إليه سيصدقونهما ويتركونهما.



وأيضًا أرسل السيد المسيح بطرس ويوحنا إلى أورشليم لإعداد الفصح " فقال لهما إذا دخلتما المدينة يستقبلكما إنسان حامل جرة ماء. اتبعاه إلى البيت حيث يدخل" (لو 22: 10) لقد عرف الرب يسوع إن اللحظة التي سيصل فيها التلميذان سيلتقيان بمرقس وسيكون حاملًا جرة ماء، مع إن الأمر الغالب إن الفتيات هن اللواتي يستقين الماء.



ه- عرف السيد المسيح رحلة الصليب بكل تفاصيلها: "ومن ذلك الوقت إبتدأ يسوع يُظهِر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرًا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويُقتَل وفي اليوم الثالث يقوم" (مت 16: 21).. " ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يُسلَّم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت. ويسلمونه إلى الأمم لكي يهزأوا به ويجلدونه ويصلبوه. وفي اليوم الثالث يقوم" (مت 25: 18، 19) " تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح وابن الإنسان يُسلَّم ليُصلب" (مت 26: 2).



وحدَّد الشخص الذي سيسلمه عندما طلب منه يوحنا ذلك " أجاب يسوع هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطي" (يو 13: 26) كما أخبر بطرس أنه سينكره ثلاث مرات وقت صياح الديك " قال له يسوع الحق أقول لك أنك في هذه الليلة قبل أن يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات" (مت 26: 34) وعلم أن بطرس سيرجع ويتوب " وقال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك. وأنت متى رجعت ثبّت أخوتك" (لو 22: 31، 32) وعلِم أن التلاميذ سيشكُّون فيه ويتفرقون عنه " وقال لهم يسوع إن كلكم تشكُّون فيَّ في هذه الليلة لأنه مكتوب إني أضرب الراعي فتتبدَّد الخراف" (مر 14: 27).. " هوذا تأتي ساعة وهي الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركوني وحدي" (يو 16: 32) وكان قد حدَّد مدة بقائه في القبر عندما قال لليهود "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أُقيمه.. وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده" (يو 2: 19، 20).. " لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ" (مت 12: 40) وحفظ اليهود هذه النبوءة، فذهبوا إلى بيلاطس "قائلين يا سيد قد تذكرنا إن ذلك المضل قال وهو حي إني بعد ثلاثة أيام أقوم. فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث.." (مت 27: 63، 64).



ومعرفة السيد المسيح لكل تفاصيل الآلام التي سيجوز فيها جعلته يشعر بالآلام النفسية الشديدة " فقال لهم نفسي حزينة جدًّا حتى الموت" (مت 26: 38) ويمكن تشبيه هذا الأمر بالطبيب العالم المتخصص الذي يصاب بمرض خطير فإنه يتعرض إلى عذاب نفسي شديد لأنه يعرف جميع مراحل المرض والانحدار السريع للقبر. أما الإنسان الذي يجهل تفاصيل وخطورة المرض فإن آلامه النفسية تكون أقل كثيرًا .



و - عرف السيد المسيح المستقبل البعيد: فمثلًا أخبر تلاميذه بالاضطهادات التي تنتظرهم "فانظروا إلى نفوسكم. لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس وتجلدون في مجامع وتُوقفون أمام ولاة وملوك من أجلي شهادة لهم" (مر 13: 9) وعلِم الطريقة التي سيموت بها بطرس الرسول فقال له " الحقَّ الحقَّ أقول لك لما كنت أكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء. ولكن متى شخت فإنك تمد يدك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء. قال هذا مشيرًا إلى أيَّة ميتة كان مزمعًا أن يمجد الله بها" (يو 21: 18، 19).



وأخبر السيد المسيح بخراب أورشليم قبل خرابها بأكثر من خمسة وثلاثين عامًا " وفيما هو يقترب نظر إلى المدينة وبكى عليها.. قائلًا أنكِ لو علمت أنت أيضًا حتى في يومك هذا ما هو لسلامك. ولكن الآن قد أخفى عن عينيكِ. فإنه ستأتي أيام ويحيط بك أعداؤُك بمترسةٍ ويحدقون بك ويحاصرونكِ من كل جهةٍ. ويهدموك وبنيكِ فيكِ ولا يتركون حجرًا على حجر لأنك لم تعرفي زمان افتقادك" (لو 19: 41 - 44) وكل هذا حدث عندما حاصر الوالي الروماني تيطس أورشليم فتعرض أهلها لمجاعة عظيمة حتى إن يوسيفوس المؤرخ اليهودي الذي عاصَر هذه الأحداث يقول إن أهل أورشليم أكلوا دبيب الأرض والحشرات والجلود التي كانت تُغلّف مقابض السكاكين، ووصل الأمر إلى أن النسوة كن يطبخن أولادهن الرضع ومات أكثر من مليون شخص بالسيف والجوع غير الذين تعرضوا للسبي والتشتت بعيدًا عن أورشليم (راجع نيافة المتنيح الأنبا غريغوريوس - في لاهوت المسيح ص 129 - 132).



وتنبأ أيضًا السيد المسيح عن خراب كفرناحوم "وأنت يا كفر ناحوم المرتفعة إلى السماء ستهبطين إلى الهاوية" (مت 11: 23) وتحقَّقت النبوءة حتى إن الجغرافيين وعلماء الآثار يختلفون في تحديد موقعها.



وأخبر السيد المسيح بأن المسيحية ستنتشر في كل المسكونة قبل المجيء الثاني " ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم. ثم يأتي المنتهى" (مت 24: 14) وحدَّد علامات مجيئه الثاني فقال "لأنه تقوم أمة على أمةٍ ومملكة على مملكةٍ وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن" (مت 24: 7) وكانت نتيجة إعلان السيد المسيح لهذه الأمور العظيمة أن التلاميذ قالوا له " الآن نعلم أنك عالم بكل شيء ولست تحتاج أن يسألك أحد" (يو 16: 30).

 
قديم 27 - 12 - 2025, 03:21 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,741

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

كيف وهو العالم بكل شيء يسأل المسيح بعض الأسئلة للناس



ونختتم بحثنا في هذه النقطة بسؤالين:



س15 : مادام السيد المسيح هو الله العالم بكل شيء فكيف يسأل قبل إشباع الجموع "كم رغيفًا عندكم؟" (مر 6: 38) وعند شفاء نازفة الدم سأل " من الذي لمسني؟" (لو 8: 45)، وعند شفاء الصبي الذي عليه روح نجس " فسأل أباه كم من الزمان منذ أصابه هذا؟" (مر 9: 21) وسأل تلاميذه " من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان..؟ وأنتم من تقولون إني أنا؟" (مت 16: 13 - 16) وسأل عند إقامة لعازر " أين وضعتموه؟" (يو 11: 34).

ج : ليس القصد من كل سؤال هو جهل الإجابة، فعندما سأل الله آدم " أين أنت..؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها" (تك 3: 9، 11) هل كان يجهل الإجابة؟ كلاَّ، وعندما سأل الله قايين " أين هابيل أخوك؟" (تك 4: 9).. هل كان يجهل ما جرى؟ كلاَّ... ولكن القصد كان فتح الباب للاعتراف والتماس المغفرة، وقد يكون القصد من السؤال هو الاستنكار، مثلما يسأل الأب ابنه عن خطأ أرتكبه ابنه أمامه " كيف فعلت هذا؟".

فالحقيقة إن هناك أسبابًا كثيرة لطرح السؤال، ولا بد أن للسيد المسيح حكمة معينة من طرح كل سؤال من الأسئلة السابقة وغيرها، فعندما سأل في معجزة إشباع الجموع: كم رغيفًا عندكم؟ فإنه يقصد إظهار حقيقة وحجم المعجزة حتى لا يتصوَّر أحد أنه كان هناك كميات ضخمة من الخبز والسمك. وعندما سأل عمن لمسه كان لكي يعلن المعجزة التي حدثت ولم يشعر بها أحد إلاَّ السيدة التي جرت لها المعجزة... وعندما سأل والد الصبي عن المدة التي عانى فيها ابنه من الروح النجس، كان ليظهر طول هذه المدة. وعندما سأل تلاميذه عن ابن الإنسان، فلكي يعطي فرصة لبطرس ليعلن أنه ابن الله ويُطوّبه على هذا الاعتراف الحسن. وعندما سأل عن قبر لعازر كان يقصد أن لا يظن أحد إن الأمر هو مجرد مسرحية هزلية ومؤامرة بينه وبين أسرة لعازر. ونضيف إلى كل هذا إن هناك قصدًا هامًا من تساؤلات رب المجد، وهو إخفاء لاهوته عن الشيطان، فالشيطان عندما يسمعه يسأل يظن أنه يجهل، وليس من المعقول إن الله يجهل شيئًا، وهكذا كان يشك إن هذا هو بالحقيقة ابن الله، وإلا لقام بتعطيل الفداء.
 
قديم 27 - 12 - 2025, 03:22 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,741

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

هل عِلم الله بكل شيء يعني إن كل ما يحدث من خير أو شر يتم بإرادة الله


ج : هذه هي النظرية القدرية التي ترفضها المسيحية، والإنسان الذي يؤمن بها ويظن إن كل شيء قضاء وقدر والمكتوب على الحاجب تراه العين، وكل ما يحدث في حياة الإنسان هو مكتوب له، فإن سألت القاتل أو السارق أو الزاني من الذين يؤمنون بالنظرية القدرية... لماذا فعلت هذا؟ لقال لك أنه أمر مقدَّر لي، وهو أمر مكتوب، وكان لا بُد وحتمًا أن أقتل أو أسرق أو أزني، ولو لم يشاء الله ما كنت قد فعلت هذا، ولا يدرك أنه بهذا يُحمِل الله وزر خطيته... فأين حريته الشخصية في اختيار الخير أو الشر..؟! أنه يتجاهل هذا، ويتجاهل الفرق بين إرادة الله وسماحه، فإرادة الله هي إرادة خيّرة ولا يشاء إلاَّ الخير، سواء الخير في الهدف أو الخير في الوسيلة، والإنسان حرٌّ في اختيار تصرفه خيرًا كان أو شرًا، فإن أصرَّ الإنسان على فعل الخير فذلك مطابق لمشيئة وإرادة الله، وإن أصرَّ الإنسان على فعل الشر فذلك بلا شك ضد إرادة ومشيئة الله. والله يسمح للإنسان بارتكاب هذا الشر في حدود دائرة الضبط الإلهي، والإنسان هو الذي يتحمل نتيجة خطيته. والنظرية القدرية لها خطورتها، فبالإضافة للخلط الذي تخلطه بين عِلم الله السابق وبين إرادة الله، فإننا لو سلَّمنا بها ما كان للقاضي أن يحكم بسجن السارق أو إعدام القاتل، وهذا يؤدي إلى فوضى ما بعدها فوضى في المجتمع.
 
قديم 27 - 12 - 2025, 03:31 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,741

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

هل نجد في الإنجيل ما يثبت أن السيد المسيح هو هو الله



ج: الله كما يعلم الجميع أنه واحد، وما أكثر الآيات التي تخبرنا عن وحدانية الله، ومن هذه الآيات الكثيرة:

أ - " اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد" (تث 6: 4)

ب - " أنا الرب (يهوه) وليس آخر. لا إله سواي" (أش 45: 5)

ج - " لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي" (أش 46: 9)

د - " لأن الله واحد" (رو 3: 30)

ه - " ولكن الله واحد" (1 كو 12: 6؛ غل 3: 20)

و - " أنت تؤمن أن الله واحد حسنًا تفعل" (يع 2: 19)

فإن كان الكتاب يؤكد أن الله واحد، وقد لقَّب الكتاب السيد المسيح بالله. إذًا السيد المسيح هو هو الإله المتأنس.

وإن كان الله يرفض تأليه البشر بشدة، حتى أنه في " يوم معين لبس هيرودس الحلَّة الملوكيَّة وجلس على كرسي الملك وجعل يخاطبهم. فصرخ الشعب هذا صوت إله لا صوت إنسان. ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله. فصار يأكله الدود ومات" (أع 12: 21 - 23) والسؤال هنا: لو كان السيد المسيح ليس هو الله إنما إدَّعى الألوهية فلِمَ لم يتعرض للعقاب الإلهي؟

إن السيد المسيح أكد ألوهيته مرات ومرات، فأكد أنه أعظم من الآباء الأنبياء فعندما قال له اليهود "أَلعلَّك أعظم من أبينا إبراهيم الذي مات. والأنبياء ماتوا. مَنْ تجعل نفسك. أجاب يسوع... أبوكم إبراهيم تهلَّل بأن يرى يومي فرأى وفرح... قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو 8: 53 - 58) وعندما قالت له المرأة السامرية " أَلعلك أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر وشرب منها هو وبنوه ومواشيه. أجاب يسوع وقال لها. كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا. ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى لا بُد. بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يو 4: 12 - 14).. وقال عن نفسه "هوذا أعظم من يونان ههنا" (مت 12: 41) وقال أيضًا "هوذا أعظم من سليمان ههنا" (مت 12: 42) مع إن سليمان حاز حكمة إلهيَّة، وقال له الله " هوذا أعطيتك قلبًا حكيمًا ومميزًا حتى أنه لم يكن مثلك قبلك ولا يقوم بعدك نظيرك" (1مل 3: 12) وقال عن نفسه أيضًا أنه أعظم من الهيكل " ولكن أقول لكم إن ههنا أعظم من الهيكل" (مت 12: 6). ولم يقصد السيد المسيح التفاخر قط، فهو الذي قال "تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب" (لو 11: 29) إنما كان يريد أن يؤكد ألوهيته، ولذلك بينما نجد جميع الأنبياء يدعون البشرية لله، فإننا نجد السيد المسيح يدعو البشرية لنفسه فيقول " تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 11: 28) وقال "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6).. إلخ...

أما الآيات التي دُعي فيها السيد المسيح بالله فهي:

1- قال عن المزمور "أنت أبرع جمالًا من بني البشر... كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة هو قضيب ملكك. أحببت البر وأبغضت الإثم. من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك.." (مز 45: 6-7) وإلى هذه الآيات أشار بولس الرسول قائلًا "وأما عن الابن كرسيُّك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامةٍ قضيب ملكك. أحببت البرَّ وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج أكثر من شركائك" (عب 1: 8-9) والكنيسة ترتل هذا باللحن السنجاري عدة مرات في أسبوع الآلام وهو لحن رائع يمزج بين الحزن لآلام المسيا والفرح بخلاصه العجيب لنا.

2- قال عنه أشعياء النبي "لأنه يُولد لنا ولد ونُعطى ابنًا وتكون الرئاسة على كتفه ويُدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام" (أش 9: 6) وإلها قديرًا أي إيل جيبور El Gibbor أي الله الجبار الكلي القدرة " الإله العظيم الجبار رب الجنود (يهوه صبؤوت) اسمه" (أر 32: 18).

3- " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" (يو 1: 1) فالسيد المسيح أقنوم الكلمة هو الله "وكان الكلمة الله" فهو عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل. هو أقنوم الحكمة الذي لم ولن يفارق الآب قط " الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب" (يو 1: 18).

4- عندما تأكد توما من قيامته صرخ قائلًا "ربي وإلهي" (يو 20: 28) فالسيد المسيح هو الله إلهنا الحي. قال توما "ربي وإلهي"Ho Kyrios... Ho thos وهو نفس لقب الله في العهد القديم يهوه إيلوهيم... الرب الإله... كيريوس ثيؤس Kyrios theos ، وشكَّك البعض في شهادة توما هذه وقالوا أنها مجرد تعجب كما نقول نحن " يا إلهي " O my God وتجاهل هؤلاء مدى حرص الإنسان اليهودي في استخدام اسم الله القدوس، وأيضًا ما نستخدمه نحن الآن من أسلوب تعجب لم يكن يعرفه ولا استخدمه يهود القرن الأول الميلادي، وإلاَّ فليأتوا لنا بالمثيل.

5- قال بولس الرسول لقسوس وأساقفة أفسس "لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع 20: 28) فمن هو الذي سفك دمه لكيما يفدينا ويقتنينا له شعبًا مقدَّسًا؟ أنه السيد المسيح الإله المتأنس كقول معلمنا بطرس الرسول "عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى... بل بدم كريم كما من حملٍ بلا عيب ولا دنس دم المسيح. معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم ولكن قد أُظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم" (1 بط 1: 18 - 20) وترنم آساف لله قائلًا "أذكر جماعتك التي اقتنيتها منذ القدم وفديتها" (مز 74: 2) ومعلمنا بولس الرسول يؤكد نفس المعنى "لأن الله لم يجعلنا للغضب بل لاقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح" (1تس 5: 9).

وقد أعترض البعض قائلًا إن المسيح من خلائق الله، ولذلك أعتبر الإنجيل دم المسيح هو دم الله، ونحن نسألهم: ولماذا لم يدعو الله دم الشهداء والرسل والقديسين دمه هو. بل قال لياهو بن يهوشافاط " فتضرب بيت أخاب سيدك وأنتقم لدماء عبيدي الأنبياء ودم جميع عبيد الرب من يد إيزابل" (2مل 9: 7) وقال السيد المسيح للفريسيين " لكي يأتي عليكم كل دمٍ زكيٍ سُفِك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا" (مت 23: 35) والنفوس التي تحت المذبح قالت " حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض" (رؤ 6: 10).. إلخ. فليرينا المعترضون في أي موضع نسب الوحي دم أحد الشهداء أو دم أحد الرسل أو دم أحد الأنبياء إلى الله لأنهم خليقته؟!!.

6- قال معلمنا بولس الرسول عن اليهود " ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى لا بُد آمين" (رو 9: 5) الكائن على الكل أي الذي فوق الكل، ومن هو فوق الكل غير الله ذاته؟!.

7- أطلق العهد الجديد على السيد المسيح لقب ثيؤس theos وهي كلمة يونانية تعني الله، وإله، والإله، وهي ترجمة للكلمات العبرية إيلوهيم، وايل، وإلو، وكل هذه الألقاب تشير إلى جوهر اللاهوت ثيؤتيس theotes " الذي يحل فيه كل ملء اللاهوت (theotes) جسديًا" (كو 2: 9) (راجع القس عبد المسيح بسيط أبو الخير - هل المسيح هو الله ص 103، 104).

8- " عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد. تبرَّر في الروح. تراءى لملائكة. كُرِز به بين الأمم. أُؤمن به في العالم. رُفِع في المجد" (1تي 3: 16) وقام شهود يهوه بترجمتها إلى "عظيم هو سر التقوى الذي ظهر في الجسد" فاستبدلوا كلمة "الله" بكلمة "الذي" فرد عليهم قداسة البابا شنودة الثالث قائلًا "ولكن باقي الآية لا تحل هذه الترجمة. إذ كيف أمكن أن سر التقوى يتراءى لملائكة؟! أو كيف رُفِع في المجد..؟! أليس المسيح هو الذي رأته الملائكة، وصعد إلى السماء في مجد، كما كُرِز به بين الأمم، وآمنوا به في العالم.

ومع ذلك فإن الحقائق اللاهوتية لا تتوقف على آية واحدة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فإن (1 تي 3: 16) تشبهها إلى حد ما آية أخرى هي (كو 2: 9) حيث يقول القديس بولس الرسول عن السيد المسيح " فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا " ويزيد هذه الآية قوة عبارة " كل ملء اللاهوت " فإن كان المسيح فيه كل ملء اللاهوت إذًا لا ينقصه شيء وهو الله، وليس إله غيره لأن خارج كل الملء لا يوجد شيء، وعبارة "جسديًا" تعني أن هذا اللاهوت أخذ جسدًا أو ظهر في الجسد كما توضح الآية السابقة (1تي 3: 16) .(42)

9- "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح" (تي 2: 13).. الله العظيم هو مخلصنا يسوع المسيح، وقد أدعى البعض أن هناك انفصال بين الله العظيم وبين مخلصنا يسوع المسيح، ولكن الذي يرجع إلى النص اليوناني أو الإنجليزي يدرك أن المقصود شخص واحد وليس اثنين بدليل أنه أستخدم أداة تعريف واحدة، فهذا ما نلاحظه في اليوناني وأيضًا في اللغة الإنجليزية " the great God and Savior of us Christ Jesus" (راجع القس عبد المسيح بسيط - هل المسيح هو الله؟ ص 106).

10- "لكن حين ظهر لطف مخلّصنا الله وإحسانه" (تي 3: 4) فمخلصنا الله هو السيد المسيح الذي خلَّصنا على عود الصليب.

11- "سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله إلى الذين نالوا معنا إيمانًا ثمينًا مساويًا لنا ببرّ إلهنا والمخلص يسوع المسيح" (2 بط 1: 1) والكنيسة علمتنا أن نقول ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ابن الله الحي الذي له المجد الدائم إلى الأبد آمين.

12- " ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح. هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية" (1 يو 5: 20) وهذا نص واضح وضوح الشمس ومباشر أن يسوع المسيح هو الله الحق.



13- قال يهوذا الرسول "يحولون نعمة إلهنا إلى الدعارة وينكرون السيد الوحيد الله وربنا يسوع المسيح" (يه 4) كما قال أيضًا "الإله الحكيم الوحيد مخلّصنا الله له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن وإلى كل الدهور آمين" (يه 25).
 
قديم 27 - 12 - 2025, 03:36 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,741

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

هل نجد تطابق بين أسماء الله في العهد القديم وبين السيد المسيح



ج: من أسماء الله التي استخدمت في العهد القديم، وأطلقت على السيد المسيح في العهد الجديد نذكر ما يلي:

1-
يهوه: وأول مرة ذكر فيها هذا الاسم المبارك في سفر الخروج " قال الله لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه إله آبائكم إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب أرسلني إليكم" (خر 3: 15) أما جميع الآباء الذين عاشوا قبل موسى فلم يعرفوا هذا الاسم لله، و" يهوه " اسم عَلم للذات الإلهيَّة، ويعبر عن الجوهر الإلهي.

يهوه = أنا الكائن (في صيغة الغائب) = واجب الوجود = القائم بذاته = الكائن بذاته = أنا هو

فمعنى " يهوه " أنا هو و" هو " هنا لا يمثل ضميرًا للغائب إنما يمثل فعل الكينونة بمعنى I am the being أي أنا الذي يكون، واختصار يهوه هو "ياه" كقول الكتاب " توكلوا على الرب إلى لا بُد لأن ياه الرب صخر الدهور" (أش 26: 4).

ولم يستخدم اليهود اسم "يهوه" حفاظًا على قدسية ورهبة الاسم، فاستخدموا بديلًا له وهو اسم " أدوناي " أي السيد، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وفي الترجمة السبعينية من اللغة العبرية إلى اليونانية تُرجم اسم " يهوه " إلى " كيريوس " أي رب، وفي التجسد دُعي الله باسم يسوع بحسب قول الملاك " وتدعوا أسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت 1: 21) واسم " يسوع " في الأصل العبري " يشوع" وهو اختصار " يهوشع"، ويهوشع يتكون من مقطعين " يهوه " أي " يهو " و" شع " أي يخلص. إذًا معنى يهوشع أو يشوع = يهوه يخلص.


وكثيرًا ما سمعنا الله في العهد القديم يقول " أنا هو " ل¼گخ³دژ خµل¼°خ¼خ¯ إيجو إيمي Ego eimi:

" أنا أنا هو وليس إله معي" (تث 32: 39)

" لكي تعرفوا وتؤمنوا إني أنا هو. قبلي لم يصوَّر إله. وبعدي لا يكون" (أش 43: 10)

" من اليوم أنا هو ولا منقذ من يدي. أفعل ومن يرد" (أش 43: 13)

" إني أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها" (أش 43: 25)

" إني أنا هو معزيكم" (أش 51: 12)

وفي العهد الجديد نجد السيد المسيح يطلق على نفسه " أنا هو " إيجو إيمي Ego eimi في إنجيل يوحنا 26 مرة. بالإضافة إلى عدة مرات في الأناجيل الأخرى:

عندما رآه التلاميذ ماشيًا على البحر وهم في السفينة خافوا " فقال لهم أنا هو لا تخافوا" (يو 6: 20)

في حديثه عن تقديم جسده ودمه قال لهم " أنا هو خبز الحياة" (يو 6: 35، 48) وقال أيضًا " أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء" (يو 6: 51)

" أنا هو نور العالم" (يو 8: 12)

" إن لم تؤمنوا إني أنا هو تموتون في خطاياكم" (يو 8: 24)

"متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون إني أنا هو" (يو 8: 28)

" أنا هو الباب" (يو 10: 9)

" أنا هو الراعي الصالح" (يو 1: 11)

" أنا هو القيامة والحياة" (يو 11: 25)

" أقول لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون إني أنا هو" (يو 13: 19)

" أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6).

وعندما تقدم الجند ليقبضوا عليه قال لهم " أنا هو... فلما قال لهم أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض" (يو 18: 5-6) وعندما سأل رئيس الكهنة " هل أنت المسيح ابن الله؟ " قال له يسوع " أنا هو. وسوف تنظرون ابن الإنسان جالسًا عن يمن القوة وآتيًا في سحاب السماء" (مر 14: 62) وعندما دخل العلية ظنوه شبحًا أو خيالًا فقال لهم " أنا هو" (لو 24: 39) وفي سفر الرؤيا قال "إني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله" (رؤ 2: 23) كما قال "أنا هو الألف والياء" (رؤ 1: 8؛ 21: 6).. إلخ...

2-
أدوناي: أي " السيد " أو " المالك " أو " الرب الملك " وقال المرنّم " قلت للرب (يهوه) أنت سيدي (أدوناي) خيري لا شيء غيرك" (مز 16: 2) وقال الرب يسوع " أنتم تدعونني معلّمًا وسيدًا وحسنًا تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت وأنا السيّد والمعلّم.." (يو 13: 13-14) وقال يهوذا الرسول عن السيد المسيح "السيد الوحيد الله وربنا يسوع المسيح" (يه 4).

3-
يليون: أي " الإله العلي".. "فقال ابرام لملك سدوم رفعت يديَّ إلى الرب الإله العلي (يهوه ايليون) ملك السماء والأرض" (تك 14: 22) وتنبأ المزمور عن السيد المسيح "أنا أيضًا أجعله بكرًا أعلى من ملوك الأرض" (مز 89: 27) وقال الملاك جبرائيل للعذراء مريم "هذا يكون عظيمًا وابن العلي يدعى" (لو 1: 32) وقال بولس الرسول "المسيح الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى لا بُد" (رو 9: 5) فالكائن على الكل هو الإله العلي، " وأعطاه (الآب) اسمًا فوق كل اسم" (في 2: 9).

4-
شدَّاي: أي " القدير " فعندما " ظهر الرب لأبرام وقال له أنا الله القدير (شدَّاي). سر أمامي وكن كاملًا" (تك 17: 1) وقال أشعياء عن السيد المسيح "ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا" (أش 19: 6) والملائكة في السماء تسبحه "أيها الإله القادر على كل شيء. فإنه قد ملك الرب الإله القادر على كل شيء" (رؤ 19: 6).

5-
يهوه صباءوت: أي " رب الجنود".. " وكان هذا الرجل (القانه) يصعد من مدينته من سنة إلى سنة ليسجد ويذبح لرب الجنود (يهوه صباءوت) في شيلوه" (1 صم 1: 3) والرب يسوع هو رب الجنود الذي يقودنا في معركتنا ضد قوات الظلمة (أف 6: 10 - 17؛ 2 كو 10: 4 - 5).

6-
الرب يِرْأَه: أي " الرب يدبّر ".. فعندما دبَّر الرب الكبش لإبراهيم ليذبحه عوضًا عن ابنه إسحق " فدعا إبراهيم إسم ذلك الموضع يهوه يِرْأَه. حتى أنه يقال اليوم في جبل الربّ يُرَى" (تك 22: 14) وقيل عن الرب يسوع " مُدبّر يرعى شعبي إسرائيل" (مت 2: 6) وقال معلمنا بولس عن السيد المسيح "فيملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع" (في 4: 19).

7-
يهوه دفا: أي " الرب شافينا " قال في القديم " فإني أنا الرب شافيك" (خر 15: 26) " وأزيل المرض من بينكم" (خر 23: 25) وقال داود النبي " باركي يا نفسي الرب... الذي يشفي كل أمراضك" (مز 103: 1 - 3) وشاهدنا السيد المسيح " يشفي كل مرض" (مت 4: 23) حتى الأمراض المستعصية بكلمة منه لأنه هو الرب شافينا.

8- ي
هوه نسّيْ: أي " الرب رايتي".. " فبنى موسى مذبحًا ودعى اسمه يهوه نسّيْ (أي الرب رايتي)" (خر 17: 15) ورفع الراية علامة القبلة، ومعلمنا بولس الرسول يقول "ولكن شكرًا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح" (1 كو 15: 57) .

9-
يهوه شلوم: أي " الرب سلامنا".. " فبنى جدعون هناك مذبحًا للرب ودعاه يهوه شلوم" (قض 6: 24) وقال معلمنا بولس الرسول عن السيد المسيح "لأنه هو سلامنا" (أف 2: 14).

10-
يهوه روعي: أي " الرب راعينا".. قال المرنم " الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء" (مز 23: 1) وقال السيد المسيح عن نفسه " أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو 10: 11) وقال عنه بولس الرسول "راعي الخراف الأعظم ربنا يسوع" (عب 13: 20) ودعاه بطرس رئيس الرعاة " ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون أكليل المجد الذي لا يبلى" (1 بط 5: 4).

11-
يهوه صدقينو: أي " الرب برنا".. " ها أيام تأتي يقول الرب (يهوه) وأقيم لداود غصن برّ فيملك ملك وينجح ويجرى حقًا وعدلًا في الأرض... وهذا هو اسمه الذي يدعونه به الرب برُّنا" (أر 23: 5-6) وقال بولس الرسول "بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرًّا وقداسة وفداء" (1 كو 1: 30).



12-
يهوه شَمَّهْ: أي " الرب هناك".. " واسم المدينة في ذلك اليوم يهوه شَمَّهْ" (حز 48: 35) وقال السيد المسيح عن نفسه " لأنه حيثما أجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" (مت 18: 20).

كما إن يهوه قال القديم لموسى النبي "فالآن أذهب وأنا أكون مع فمك وأُعلمك ما تتكلم به" (خر 4: 12) وقال السيد المسيح للتلاميذ " لأني أنا أعطيكم فمًا وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها" (لو 21: 15) فالذي أعطي في القديم موسى فمًا وحكمة يعود ويقول في تجسده " أنا أُعطيكم فمًا وحكمة"، وكما كُتب في القديم " لا تجربوا الرب إلهكم" (تث 6: 16) والذين جربوا الله أهلكتهم الحيَّات المحرقة (ع 21: 6) فإن معلمنا بولس الرسول يقول "ولا نجرّب المسيح كما جرَّب أيضًا أناس منهم فأهلكتهم الحيَّات" (1 كو 10: 9) فالمسيح هو الله يهوه، وكما رنم المرنم في القديم " قوتي وترنمي الرب (يهوه) وقد صار لي خلاصًا" (مز 118: 14) " الرب (يهوه) قوَّتي ونشيدي" (خر 15: 2) ففي العهد الجديد قال بولس الرسول "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في 4: 13) فالمسيح هو يهوه " وأنا أشكر المسيح يسوع ربنا الذي قوَّاني" (1 تي 1: 12) وفي أسبوع الآلام من ليلة الجمعة العظيمة ترنم الكنيسة " قوتي وتسبحتي هو الرب صار لي خلاصًا مقدسًا " فالمتألم هو الله، وكما سبح المرنم في القديم الله قائلًا "صعدت إلى العلا. سبيت سبيًا. أيها الرب الإله (يهوه)" (مز 68: 18) فإن بولس الرسول يكرر نفس العبارة عن السيد المسيح " لذلك يقول. إذ صعد إلى العلا سبى سبيًا وأعطى الناس عطايا... الذي نزل هو الذي صعد أيضًا فوق جميع السموات لكي يملأ الكل" (أف 4: 8 - 10).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب أسئلة طقسية وإجابات روحية - الأنبا متاؤس
كتاب ألوهية الروح القدس - للقديس كيرلس السكندري
كتاب+الدليل+والبرهان+على+ألوهية+المسيح+فى+القرأن
ألوهية المسيح
هل آلوهية المسيح كتابية؟


الساعة الآن 03:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025