كانت الساعة السادسة بحسب التوقيت اليهوديّ، أي الساعة الثانية عشرة ظهرًا. هذا الوقت غير ملائمٍ لاستقاء الماء. الوقت الطبيعيّ هو عند الصباح أو المساء. لعلّ هذه المرأة أرادت تجنّب الالتقاء بأحد نظرًا لسيرتها غير المشرّفة. هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى، أراد الربّ يسوع أن يذهب إلى الجليل، فاختار طريق السامرة مع أنّها خطرة ومعرّضة لهجمات اللصوص وللتعدّيات من قِبَل السامريّين على اليهود. بالإضافة إلى ذلك، ذهب جميع التلاميذ إلى المدينة ليبتاعوا طعامًا في حين أنّ عددًا منهم كان كافيًا لجلب الطعام. كلّ هذه النقاط تشير إلى أنّ هذا اللقاء بين الربّ يسوع والمرأة السامريّة كان حتميًّا. كأنّي بالربّ يسوع سجّل ضمن مواعيده منذ الأزل هذا اللقاء الحاسم في حياة هذه المرأة التي أتت إلى بئر يعقوب لتروي ظمأها من مياه إسرائيل، فعادت أدراجها تفيض بمياه الحياة الأبديّة. وافاها عند البئر ينبوع الحياة فحملته بروحها وعادت به إلى المدينة وسكبت فيضه على الناس فأخذوا ينشدون الماء الحيّ من مصدره. إذًا، جاء إلى هذه المرأة من أشرق عليها إشراقًا لم تقدر أن تردّه. خطفها المعلّم خطفًا. صارت له توًّا. التزمته فورًا. أمسى بالنسبة لها كلّ الوجود. مكانه في قلبها القلب كلّه. وبتنا نقرأ في أحد من آحاد الفصح عن هذه المستنيرة العظيمة.
قالت المرأة السامريّة ليسوع بعدما طلب منها أن تعطيه ليشرب: "كيف تطلب أن تشرب منّي وأنت يهوديٌّ وأنا امرأة سامريّة واليهود لا يخالطون السامرييّن". لماذا لا يخالط اليهود السامريين؟ الإجابة تكمن في معرفة من هم السامريّون.