قدم لنا يونان صلاته الرائعة، بل تسبحته النبوية الفريدة لا في لحظات الوسع، لا في داخل مبنى الهيكل كمعلم، إنما وسط الآلام كمن هو في قبر السيد المسيح المصلوب. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليتنا لا نهتم بالمكان وإنما برب المكان، فقد كان يونان في جوف الحوت واستمع الرب لصلاته. وأنت إن كنت حتى في الحمامات فصلِ. أينما وُجدت صلِ؛ لا تطلب المكان لتُصلي فيه، فإن نفسك هي هيكل[16]].
إن كانت الكنيسة تهتم حتى بالمبنى ليكون أيقونة للسماء إنما لكي نحمل سمات السماء فينا، فنتطلع إلى المبنى الروحي الداخلي، وترتفع أنظارنا إلى المقدسات التي يقيمها الروح القدس فينا خاصة في لحظات الضيق والألم!
الضيق هو الجلجثة التي فيها ننعم بالصلب مع ربنا يسوع، لننطلق به إلى أمجاده ونوجد معه وفيه في أحضان الآب السماوي بروحه القدوس.