![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جاء ترتيب الذبائح والتقدمات عجيباً ودقيقاً جداً مبهراً في ترتيبه، فقد بدأ بذبيحة المحرقة، وانتهى بذبيحة الإثم، الأمر اللائق من جهة نظرة الآب للذبيحة، وليس من جهة نظرة الإنسان.[ب] ترتيب الذبائح وارتباطها معاً فالمؤمن الحقيقي في لقاءه مع المسيح المصلوب، يراه أولاً كذبيحة أثم وذبيحة خطية، إذ يرى فيه: أنه كلمة الله المتجسد الذي حمل أوجاعه الداخلية ودان الخطية في الجسد وأفرغها من سلطانها، ليطهره ويغسل ضميره ويخلقه – في نفسه – خليقة جديدة ليس للخطية سلطاناً عليها بالموت، ليقدر على أن يدخل (بالتقديس) في شركة مع الله المُحب الذي رُفض وطُرح من أمامه وأصبح خارج محضره بسبب خطاياه التي طعنته بأوجاع الموت ففصلته عن نبع الحب والحياة، وصار له شدة وضيق واحتمال كأس غضب قد امتلأ بسبب آثامه وتعديه على وصية المُحب الذي وهبه الحياة: [شدة وضيق على كل نفس إنسان يفعل الشر اليهودي أولاً ثم اليوناني] [6] ومن خلال هذه النظرة – أي رؤية الصليب الذي فيه غُطيت كل آثامه وخطاياه – يتلمس في الصليب ذبيحة سلامة وشكر، وذلك عوض طبيعته الجاحدة التي صارت بسبب السقوط وحب الشهوة والانحصار في الذات تحت سلطان الموت محفوظة ليوم استعلان الدينونة. كما يرى أيضاً (في الصليب) تقدمة قربان فيه ينعم بحياة الشركة في المسيح يسوع المصلوب، وأخيراً يدرك الصليب كذبيحة محرقة، إذ يكتشف فيه طاعة الابن الوحيد للآب حتى الموت، موت الصليب، فيقدم حياته في المسيح يسوع المصلوب ذبيحة في طاعة الإيمان، طاعة حب كاملة (غير مشروطة) بحياة كلها شكر لله الحي بابنه الوحيد في الروح القدس. وهذا هو ترتيب الذبائح والتقدمات من خلال انتفاعنا كمؤمنين، فنراه أولاً من جهة ذبيحة الخطية والإثم، ثم ذبيحة سلامة وتقدمة قربان وذبيحة محرقة؛ أما الآب فيتطلع إلى الصليب – أن صح التعبير – أولاً: كمحرقة طاعة، يتنسم (breathe) فيه رائحة ابنه الحبيب كرائحة مسرة للراحة (שض·×پבض¸ض¼×ھ - سبت)، إذ قد صار محرقة حب كامل في طاعة منقطعة النظير حتى الموت [وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع ل½‘د€خ®خ؛خ؟خ؟د‚ [صفة تعني: مُطيع – خاضع باستمرار حتى الموت موت الصليب] [7]، وينتهي بالنظر إليه كحامل لخطايانا وآثامنا، ليعبر بنا إلى الآب ويرفع عنا كل شدة وضيق وإحساس الغضب من جزاء خطايانا التي صارت فاصل بيننا وبين الله: [بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع [8]& خطاياكم منعت الخير عنكم] [9] بالطبع، ليس معنى الكلام أننا نُميز بين جانب أو آخر في نظر الله الآب للصليب، أو حتى للمؤمنين، أنها في واقعها الإلهي هي جوانب متكاملة غير منفصلة عن بعضها البعض بأي حال من الأحوال، لأن ربنا يسوع قدم ذاته ذبيحة واحدة غير منقسمة ولا منفصلة بأي شكل من الأشكال، ولكن كل ما نريد أن نوضحه هو أن الصليب يُعلن – في نظر الآب – بأكثر بهاء، لا في انتزاع آثامنا وخطايانا، بقدر ما نحمل في أنفسنا طبيعة المصلوب نفسه، فنصير فيه محرقة طاعة وحب، نصير لهيب نار لا ينقطع، بحملنا ما للابن من طاعة حتى الموت، بحب بلا نهاية أي بالتعبير الإنجيلي الصحيح أن [نلبس المسيح ونوجد فيه]، لذلك يقول الرسول: [فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً، الذي إذ كان في صورة الله (أي الصورة الظاهرة التي تكشف وتستعلن الله في كماله، أو كيان الله نفسه) لم يحسب خُلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه (أفرغ نفسه من مجده، تجرد من مجده البهي) آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس، وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع (صار يطيع) حتى الموت، موت الصليب (كذبيحة محرقة للطاعة)] [10] عموماً وباختصار شديد يُمكننا أن نقول بأن الله الآب يستنشق رائحة المسيح فينا خلال الصليب هكذا: · 1 – محرقة الحب الكامل والطاعة له في ابنه الحبيب (ذبيحة محرقة)=================================== [1] (عن تفسير سفر الأحبار (اللاويين) منسوب إلى القديس إفرام السرياني في المخطوطين: الماروني 112 في مكتبة أكسفورد، والسرياني اليعقوبي 7/1 في مكتبة الشرفة) [2] (طبعاً لا يفهم أحد الكلام خطأ فالله ليس مثل الإنسان له أعضاء وأنف يستنشق ويتنفس به، ولكن هذا تعبير خاص بحرق الذبيحة التي تصعد للعلو فيراها الله أمامه صالحة جداً ومرضية لأنها تُعبِّر عن الهبة الكاملة في طاعة المحبة لذلك فتعبير يشم أو يستنشق هو تعبير يدل على الرضا والمسرة) [3] (مزمور 40: 6 – 8) [4] (رومية 6: 16) [5] (رومية 5: 19) [6] (رومية 2: 9) [7] (فيلبي 2: 8) [8] (إشعياء 59: 2) [9] (إرميا 5: 25) [10] (فيلبي 2: 5 – 8) |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وجه الحديث لهرون وبنيه عن بعض الذبائح والتقدمات |
شرائع الذبائح والتقدمات |
الذبائح الدموية والتقدمات الطعامية |
علماء الكتاب المقدس فيقولون إن تقديم الذبائح أمر وضعه الله |
أن دراسة الكتاب المقدس |