على ضوء دراستنا في العهد القديم، نستطيع أن نتعرف على معنى الذبيحة، فالسبب الرئيسي لتقديم ذبيحة هو التقديس، فأولاً تُفرز الذبيحة، أي يتم انتقائها بدقة وتدقيق شديد بحيث تكون بلا عيب، ثم يتم وقفها على الله وحده، أي تكريسها وتخصيصها لغرض تقديمها لله القدوس الحي، ومن هنا تأتي صفة التكريس، تكريس أي تخصيص الشخص أو الشيء للرب، أي لتقريبه للرب، أو استخدامه لأغراض مقدسة، بمعنى إعطاء شيء أو شخص وضعاً مقدساً، أي أن يجعله مُقدساً، والمعنى أن يكون الشخص أو الشيء مفرزاً ليكون وقفاً على الله وحده، بمعنى استبعاده من حالة الاستخدام العادية أو الاستعمال الطبيعي ليُقدَّم لله الفائق النقاوة.
+ [وكلم الرب موسى قائلاً: وأنت تأخذ لك أفخر الأطياب، مُراً قاطراً خمس مئة شاقل، وقرفة عطرة نصف ذلك مئتين وخمسين، وقصب الذريرة مئتين وخمسين. وسليخة خمس مئة بشاقل القدس، ومن زيت الزيتون هينا. وتصنعه دهناً مُقدساً للمسحة، عطر عطارة صنعة العطار دهناً مقدساً للمسحة يكون. وتمسح به خيمة الاجتماع وتابوت الشهادة. والمائدة وكل آنيتها والمنارة وآنيتها ومذبح البخور. ومذبح المحرقة وكل آنيته والمرحضة وقاعدتها. وتُقدسها فتكون قُدس أقداس كل ما مسها يكون مقدساً. وتمسح هرون وبنيه وتُقدسهم ليكهنوا لي. وتكلم بني إسرائيل قائلاً: يكون هذا لي دهناً مُقدساً للمسحة في أجيالكم. على جسد إنسان لا يُسكب وعلى مقاديره لا تصنعوا مثله، مقدس هو ويكون مقدساً عندكم. كل من ركب مثله ومن جعل منه على أجنبي يُقطع من شعبه] [10]
عموماً كان التركيز الأساسي في الذبيحة على التقديس والتكريس للرب (تقدسوا، كونوا قديسين): [إني أنا الرب إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين لأني أنا قدوس، ولا تنجسوا أنفسكم بدبيب يدب على الأرض، إني أنا الرب الذي أصعدكم من أرض مصر ليكون لكم إلهاً فتكونون قديسين لأني أنا قدوس] [11]
وذلك – بالطبع – لكي يكون شعب إسرائيل شعب مُفرز ومخصص للرب وحده من بين جميع الشعوب، متطهراً من الخطية والإثم وكل طمع، لكي يدخل في شركة مقدسة خاصة مع الله، متوسطاً ما بين الشعوب كلها والله الحي، أي بصفته وسيط يعلن مجد الله الحقيقي الحي الواحد:
· [وقال يشوع للشعب تقدسوا لأن الرب يعمل غداً في وسطكم عجائب [12]؛ قم قدس الشعب وقل تقدسوا للغد لأنه هكذا قال الرب إله إسرائيل في وسطك حرام يا إسرائيل فلا تتمكن للثبوت أمام أعدائك حتى تنزعوا الحرام من وسطكم [13]؛ فقال سلام قد جئت لأذبح للرب، تقدسوا وتعالوا معي إلى الذبيحة وقدس يسى وبنيه ودعاهم إلى الذبيحة] [14]
================================