![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وفي الواقع أن تقديم الذبيحة الباطنية أي من دخل القلب قبل الخارج، ليست بديلاً عن تقدمة العبادة الخارجية، فلا تلغيها أو تشجبها أو تنسخها، بل هي تعتبر الأساس أو الجوهر: لأنك لا تُسر بذبيحة وألا فكنت أُقدمها. بمحرقة لا تَرضَى. ذبائح الله هي روح منكسرة، القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره. أحسن برضاك إلى صهيون، ابن أسوار أورشليم، حينئذٍ تُسرّ بذبائح البرّ محرقة وتقدمة تامة حينئذٍ يصعدون على مذابحك عجولاً] [22] وهذه الذبيحة الباطنية هي جوهر وأساس الطقس الحقيقي: + [من حفظ الشريعة فقد قدَّم ذبائح كثيرة، من رعى الوصايا فقد ذبح ذبيحة الخلاص (ذبيحة السلامة)، ومن أقلع عن الإثم فقد ذبح ذبيحة الخطية وكفر ذنوبه، من قدم السميذ فقد وفى بالشكر، ومن تصدق فقد ذبح ذبيحة الحمد، مرضاة الرب الإقلاع عن الشرّ، وتكفير الذنوب الرجوع عن الإثم، لا تحضر أمام الرب فارغاً فأن هذه كلها تُجري طاعة للوصية (تأمر بها الشريعة)، تقدمة الصديق تُدَسمُ المذبح (دسم على المذبح) ورائحتها طيبة أمام العلي، ذبيحة الرجل الصديق مرضية (مقبولة) وذكرها لا يُنسى، مجد الرب عن قُرَّة عين (أكرم الرب بعين سخية) ولا تُنقص من بواكير يديك (لا تبخل عليه من بواكير غلالك)، كن بشوش الوجه في كل عطية، وكرس للرب عُشر غلالك بفرح... إياك والذبيحة التي بها عيب (لابد من أن تكون اي عطية لله أفضل ما عندك)، الرب ديان، وهو لا يعرف المُحاباة.. من يتعبد للرب بكل قلبه يَتَقَبلهُ الرب، وصلاته تبلغ اليوم، صلاة المتواضع تخترق الغيوم، ولا يتعزى إلى أن يبلغ غايته، ولا يستريح حتى يراه العلي.. (الرب) يُجازي الناس بحسب أعمالهم، ونياتهم] [23] وهذا التيار الروحي الأصيل يشجب التقوى السطحية القائمة على المصلحة التي تقوم على كبرياء القلب وطلب مديح الناس، أو مخالفة الوصية التي هي حياة النفس، وقد أثار في النهاية هذا المنهج الروحي الأصيل، جدلاً حول الطقوس ذاتها – من جهة النسك بحرفيتها وشكلها بدون جوهرها – التي أدت لمقاومة الأنبياء ورفض صوت الله على أفواههم، لأن الكثيرين فضَّلوا الشكل عن الجوهر لأجل كبرياء القلب ومديح الناس، وكان الأنبياء في هذا كله بمثابة الممهدين للعهد الجديد بشأن جوهر الذبيحة وفعلها الحقيقي وليس في مجرد طقس مُقدَّم في عبادة شكلية، ويلزمنا هُنا أن ندرك أن الطقس وترتيبه ونظامه مهم جداً ولم يلغه الله بالرغم من كل كلمات الأنبياء الشديدة التحذير والتوبيخ، إنما كان يُشير إلى الانحرافات التي حدثت كما رأينا من عدم استقامة النفس وتقديم توبة حقيقية من القلب والالتزام بكل حرفية العبادة من جهة الشكل والمظهر فقط، لكن أن قُدِّم الطقس حسب أمر الله بكل طاعة وقلب مستقيم، فأنها كفيلة ان ترفع الإنسان لأعلى مستوى سماوي فائق يُفرِّح القلب ويُعطي قوة شركة حقيقية مع الله الحي. ============================ [1] الذي لا زال البعض يُعاني منه اليوم في الكنيسة [2] (شجرة برية صغيره الورق صمغها قوي الرائحة) [3] (هوشع 4: 12 – 13) [4] (عاموس 5: 25) [5] (أشعياء 43: 23 – 24) [6] (إرميا 7: 22 – 24) [7] (عاموس 4: 4و5) [8] (إشعياء 1: 11 – 16) [9] (عاموس 5: 24) [10] (هوشع 6: 6) [11] (ميخا 6: 8) [12] (خروج 19: 5) [13] (خروج 24: 7 – 8) [14] (1صموئيل 15: 22) [15] (1أيام 29: 17) [16] (أمثال 15: 8) [17] (أمثال 21: 3 و27) [18] (مزمور 40: 7 – 9) [19] (مزمور 50: 16 – 23) [20] (مزمور 69: 30 – 32) [21] (سيراخ 34: 21 – 31) [22] (مزمور51: 16 – 19) [23] (مقتطفات من سفر سيراخ إصحاح 35 حسب الترجمة السبعينية) |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وجه الحديث لهرون وبنيه عن بعض الذبائح والتقدمات |
شرائع الذبائح والتقدمات |
الذبائح الدموية والتقدمات الطعامية |
علماء الكتاب المقدس فيقولون إن تقديم الذبائح أمر وضعه الله |
أن دراسة الكتاب المقدس |