(2) الذبائح في خيمة الشهادة:
لقد أمر الرب موسى بإقامة خيمة الشهادة (לض°×گض¹ض–×”ض¶×œ ×”ض¸×¢ضµ×“ض»ض‘×ھ) في البرية لتصير مركز العبادة لكل الشعب، لتكون هي المقدس ومكان سكنى الله ومقرّ لقاؤه الخاص، أي مكان حلول الرب ليتجلى وسط إسرائيل ليقيم علاقة شركة مع شعبه الذي أفرزه من كل الشعوب وصنع معه عهداً لا ينحل أو ينفك أبد الدهر، إلا لو تخلوا هم عنه بالعصيان (كما سبق ورأينا في ذبيحة العهد) فخيمة الشهادة هي البيت، بيت الرب: [فيصنعون لي مَقْدِساً (مسكناً مقدساً) لأسكن في وسطهم][1]؛ وكانت قيمة وعظمة وسرّ خيمة الشهادة (أي مسكن أو بيت يهوه وسط شعبه) في: مجد حضور الله المهوب المخوف المملوء مجداً، وسبب تقديس الأمة كلها، لأن بسبب مجد حضور الرب وسط الجماعة، صارت هي الأمة المقدسة [والآن أن سمعتم كلامي وحفظتم عهدي، فأنكم تكونون شعبي الخاص بين جميع الشعوب.. وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمه مقدسة] [2]
عموماً نجد بعد أن أعطى الله مواصفات الخيمة [3] وطريقة تصنيعها لموسى، أُقيمت الخيمة في اليوم الأول من الشهر الأول من السنة الثانية لخروج بني إسرائيل من مصر، بحسب كل ما أمر به الرب (يهوه) موسى مما أدى مباشرة إلى سكناه هناك في شكل سحابة مجد عظيمة: [وضع مذبح المحرقة عند باب خيمة الاجتماع وأصعد عليه المحرقة والتقدمة، كما أمر الرب موسى.. ثم غطت السحابة خيمة الاجتماع وملأ بهاء (مجد) الرب (يهوه) المسكن] [4]
وحضور الله بشكل مرئي بهذا المجد العظيم في النهار وبشكل نار في المساء [5]، يتطلب قداسة الشعب وطهارته ورفع الخطية ومحو الشرّ من قلوبهم ووسطهم، لكي يؤهلوا لحلوله الخاص وحضوره الدائم وسطهم ويقدروا على الاقتراب منه والشركة معه، لذلك ينبغي أن يحافظوا على طهارتهم ويكونوا قديسين: إني أنا الرب (يهوه) إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين (فتقدسوا وكونوا قديسين) لأني أنا قدوس ولا تنجسوا أنفسكم.. إني أنا الرب الذي أصعدكم من أرض مصر ليكون لكم إلهاً (لأكون إلهاً لكم) فتكونون قديسين لأني أنا قدوس. [6]
ومن أجل ذلك [دعا الرب (يهوه) موسى وكلمه من خيمة الاجتماع] [7] وأعطاه تعليمات مفصلة ودقيقة بخصوص الذبائح المختلفة التي يجب تقديمها للرب في الخيمة وكانت للتكفير عن نفوسهم [لأن نفس الجسد هي في الدم، فأنا أعطيتكم إياه (جعلته لكم) على المذبح للتكفير عن نفوسكم. لأن الدم يُكفَّر به عن النفس] [8]