+أما القديس أغسطينوس فيقول [من يخدم المال يخضع للشيطان القاسي المهلك، فإذ يرتبك بشهوته للمال يخضع للشيطان ويلازمه رغم عدم محبّته له، لأنه من منّا يحب الشيطان؟ ويكون بذلك يشبه إنسانًا أحب خادمة لدى شخص عظيم، فرغم عدم محبته لسيدها إلا أنه يخضع لعبوديته القاسية بسبب محبته للخادمة].
+ فالمال ليس في ذاته إلهًا، ولا هو شرّ نتجنّبه،. إنّما يصير هكذا حينما يسحب القلب إلى الاهتمام به والاتكال عليه، فيفقده سلامه ويدخل به إلى ظلمة القلق؛ وبذلك يفقده النظرة العميقة للحياة ليرتبك بشكليّاتها. فعِوض الاهتمام بالحياة ذاتها ينشغل بالأكل والشرب، وعِوض الاهتمام بالجسد كعطيّة مقدّسة وأعضاء تعمل لخدمة القدّوس يهتم بالملبس. هكذا محبّة المال تحصر الإنسان خارج حياته الحقيقية: نفسه وجسده، ليرتبك بأمور تافهة باطلة وزائلة.
إلهنا الصالح يعيننا لكي نجاهد الجهاد الحسن في تنقية حواسنا وفكرنا، وله منا كل المجد والإكرام إلى الأبد أمين.