في هذه الحقبة من حياته كتب القديس غريغوريوس أنضج ما كتب: كتابه "في التعليم المسيحي"، "حياة مكرينا"، "حياة موسى"، "في نشيد الأنشاد"، "في المؤسسات المسيحية"، "في التطويبات"، "في صلاة الأبانا".ثم في السنة 394م ظهر اسمه للمرة الأخيرة مشتركاً في أحد المجامع. ويبدو أنه رقد في السنة التالية لذلك، 395م. قيل فيه أن القديس غريغوريوس هو أقرب الآباء الكبّادوكيين إلينا وأقلّهم اعتداداً بنفسه وأحدّهم ذهناً وأكثرهم التزاماً بعظمة الإنسان حتى أنه قال بعودة الطبيعة البشرية إلى صورتها الأصلية في القيامة. الله بالنسبة إليه كان معاناة دائمة. جمع البساطة إلى السعادة إلى الشقاء إلى الذكاء. كره القوّة وكره الذل بالأكثر. كان يكفيه أن يكون إنساناً، أن يتردّد في الأرض، أن يسبّح الله، أن يستغرق في السر الإلهي. قال: "إن مجمل البشرية هي الله"، والحق إنه ما كان لأحد أن يظن أن رجلاً مثله كان يمكن أن يكون له التأثير الذي أحدثه في الكنيسة المقدّسة، مذ ذاك.